المجتمع الدولي يعمل على تسييس كارثة الزلزال في سوريا
العين برس / سوريا
فيما تصل المساعدات الدولية إلى تركيا تباعا لمواجهة الكارثة، لا يزال المجتمع الدولي يعمل على تسييس الكارثة في سوريا، ويتقاعس عن تقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين.
الكارثة هي واحدة والمنكوبين سواسية.. في تركيا الآلاف لقوا حتفهم تحت أنقاض الأبنية المنهارة، وأعداد هائلة لا تزال عالقة، وعشرات الآلاف من العائلات باتت بلا مأوى.
وفي سوريا الوضع مشابه.. بل أشد.. ويشهد الأهالي ماساة لا يمكن وصفها، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للمجتمع الدولي الذي تعاطى بازدواجية مع البلدين المتضررين من أعنف زلزال تشهده المنطقة على مدار عقود.
زلزال لم يكن جيولوجيا فقط بل كان إخلاقيا.. لم يكسر قانون العقبات الأميركية على سوريا، وفضح الغرب وبعض الدول العربية، وكشف زيف شعارات الإنسانية التي لم تتمكن من تجاوز عقبات السياسة.
فمنذ لحظة وقوع الزلزال فجر الإثنين كان واضحا سيل التضامن مع تركيا، وبدأ التحشيد الدولي والإقليمي لمؤازرة البلاد، لمواجهة آثار الزلزال.
مواقف إنسانية لم تبذل أمام الشعب السوري على جانبي خط المواجهة، فالجهود الدولية كانت شبهة معدومة والإقليمية بدت خجولة أمام حجم الكارثة في سوريا، واقتصرت على بعض الدول بينها إيران والجزائر والعراق.. في حقيقة مؤلمة كشفت حجمها تطبيقات تتبع الطيران التي تظهر سوريا بأجواء فارغة تراقب جارتها المنكوبة تركيا والتي قد تحولت إلى محجة لطائرات المساعدات.
منظمة الصحة العالمية حذرت من أن الشعب السوري يعاني فعلا كارثة فوق كارثة، وقالت إن هناك خمسة ملايين شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة في هذا التوقيت.
هذا فيما أكد بيان للأمم المتحدة التزام المنظمة بدعم الشعب السوري في أعقاب الزلزال، وناشدت جميع المانحين لتقديم دعم عاجل وفوري لجميع المتضررين من الزلزال.
وتواصل سوريا بإمكاناتها المتواضعة لملمة أشلائها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فيما لا تزال العقوبات الأميركية والغربية مفروضة على دمشق، وسط غياب مساع لتخفيفها أو تعليقها مؤقتاً لمعاونة السوريين على تجاوز الكارثة.