قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني أن عدم أجراء المفاوضات الرسمية لا يعني عدم التواصل وتبادل الرسائل، لافتا الى إن تبادل الرسائل بشأن ملف الاتفاق النووي مستمر عبر قنوات دبلوماسية متعددة.
وقال کنعاني في مؤتمره الصحفي الیوم الإثنین، ردا على سؤال حول المفاوضات النوویة إن وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان قدم التوضيحات اللازمة الليلة الماضية، لكن تبادل الرسائل بشأن ملف الاتفاق النووي مستمر عبر قنوات دبلوماسية متعددة ولا يزال ساري المفعول.
وأضاف: ان القضية النووية قضية تكمن فيها مصالح إيران والأطراف الأوروبية، وعملية متابعة المفاوضات النووية ورفع الحظر الأحادي عن إيران هي قضية مهمة وجادة بالنسبة لنا وأظهرت الأطراف الآخري أيضا اهتمامهما بالحفاظ على خطة العمل الشامل المشتركة.
وحول المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة قال کنعاني: ان السفير الايراني ومندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أوضح ذلك وليس لدينا مفاوضات ثنائية ومستقلة مع الجانب الأمريكي.
وبشأن نفاق الولايات المتحدة تجاه إيران، قال: إن للإدارة الأمريكية سجل طويل لأكثر من أربعين عاما من العداوة ضد الشعب الإيراني، وكانت أفعالهم مختلفة، وشهدنا السلوك العدائي للإدارة الأمريكية الذي الحق بنا الكثير من الضرر، والحظر الأحادي الجانب ضد الشعب الايراني وحكومتها هو سلوك معادي وغير بناء.
وأكد ان على الإدارة الأمريكية أن تصحح سلوكها غير البناء حتى تتحرك الظروف التي تحكم العلاقات الثنائية في مسار آخر.
وردا على سؤال حول عدم إلتزام السلطات الكورية الجنوبية بتعهداتها في سداد الديون لإيران، قال کنعاني: كما قلنا سابقا، فإن مطالب إيران المالية من كوريا الجنوبية هي حق قانوني للشعب الإيراني، وموضوع هذه المطالب وضرورة دفعها لا تتعلق بأي ملف أخر، وعلى الحكومة الكورية أن تسدد ديون إيران.
وأضاف للاسف فإن تعاون الحكومة الكورية في هذا الشأن غير مرض و لم يكن جيدا، وتتوقع إيران حكومة وشعباً أن تقوم كوريا الجنوبية بواجباتها.
کما اكد متحدث الخارجية أن أي سلوك معاد لحرس الثورة الاسلامية هو سلوك معاد للأمن القومي الإيراني، وسيواجه برد حاسم ، قائلا: إن طهران تعتبر قرار البرلمان الأوروبي غير مسؤول وغير عقلاني رغم أنه غير ملزم وقد خطت خطوات مهمة بهذا المجال، محذرا المسؤولين الأوروبيين من أي تصعيد.
وأكد كنعاني أن ايران وجهت تحذيرات الى الجانب الأوروبي بشأن العواقب غير المتوقعة لأي سلوك غير محسوب، وقال إن اوروبا تنعم بالأمن بفضل دور حرس الثورة الإسلامية في محاربة الإرهاب.
وردا على سؤال حول تصريح وزير الخارجية الایراني بشأن انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في حال إتخاذ الأوروبیین مواقف معادية، قال كنعاني: تصريحات السيد عبداللهيان كانت واضحة فيما يخص الرد على قرار البرلمان الاوروبي حول حرس الثورة الاسلامية.
وقال : اتخذت الجمهورية الإسلامية الإیرانیة تدابير مهمة، سواء في المحادثة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية مع مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، كما تم توجيه التحذيرات اللازمة. كما أجرى أمير عبد اللهيان محادثة هاتفية مع نظيره السويدي والرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي في هذا الصدد، وتم توجيه تحذير جاد بشأن التداعیات غير المتوقعة لأي عمل وسلوك غير محسوب من جانب الاتحاد الأوروبي.
واكد ان الحرس الثوري الإسلامي مؤسسة ذات سيادة بحسب دستور الجمهورية الإسلامية، وإن فرض الحظر علی الحرس الثوري یعتبر انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف ان الحرس الثوري مؤسسة كبيرة للدفاع عن أمن وسيادة البلاد وحقوق الشعب الايراني وله خطوات كبرى في توفير الأمن في المنطقة حتى اوروبا مدينة لنضال حرس الثورة الاسلامية ضد الارهاب في دول المنطقة کسوريا والعراق.
وأکد أي نوع من الإعتداء على الحرس الثوري الإسلامي هو اعتداء على الأمن القومي الإيراني، والمعتدي سيرى النتائج بالتأكيد، مضیفا ان الحرس الثوري الإيراني قوة كبيرة وقوية للغاية ولا يمكن لأحد أن يتجاهل هذه القوة والقدرة لكن هذا الاجراء کأنه یدل علی رغبة الاتحاد الأوروبي في تقييد يد قوة كبيرة في مكافحة الإرهاب.
وصرح: ان اوروبا تعرف بان ايران لن تقف مكتوفة الايدي أمام الخطوات غير المدروسة ولدينا الإرادة اللازمة للرد بالمثل في هذا المجال ، وأي سلوك معادٍ لحرس الثورة هو سلوك معاد للأمن القومي الإيراني وسيواجه برد حاسم، مؤكدا اننا سنتعامل بالمثل مع أي قرار أوروبي والأفضل للاتحاد الأوروبي ألاّ يطلق النار على قدمه.
وقال ردا على سؤال لأحد الصحفيين حول تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة إن قضية تبادل السجناء مع أميركا من المواضيع التي تهتم بها ايران، مضیفا أن الجمهورية الإسلامية الإیرانیة ترغب جديا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق سراح الإيرانيين الذين يقبعون في السجون الأمريكية، والذين تم اعتقالهم بذرائع واتهامات كاذبة، بما في ذلك الالتفاف على الحظر الأمريكي الجائر ضد الشعب الإيراني.
وأكد: لدينا توافقات مع الإدارة الأمريكية في هذا الصدد، لکن الإدارة الأمریکیة، ربطت موضوع تبادل السجناء بعملية المفاوضات الرامیة إلی إلغاء العقوبات عن ایران وخطة العمل الشامل المشتركة رغم الاتفاق المبدئي، قائلا: إن إيران مستعدة لتبادل الرسائل من الحكومات التي تسعى للعب دور، ونأمل أن تتصرف الحكومة الأمريكية بمسؤولية في هذا الصدد.
وحول زیارة المدير العام للوكالة الذرية الدولية رافائيل غروسي إلی طهران قال كنعاني: عندما تكون الأرضية متوفرة لهذه الزیارة سوف يتم ذلك، مضيفا: أن الجمهورية الإسلامية الإیرانیة ستواصل التعاون والتفاعل البناء مع الوكالة ضمن الإطار القانوني الناتج عن عضويتها في الوكالة، وقنوات الاتصال مفتوحة بين إيران والمدير العام للوكالة.
وردا على سؤال لأحد الصحفيين، حول المزاعم الموجهة ضد إيران بخصوص إرسال طائرات مسيرة إلى روسيا قال كنعاني: الحوار بين الوفدين الايراني والاوكراني بشأن المزاعم المطروحة عقد في السابق وقدمت ايران توضيحاتها ولم تكن هناك ما يثبت تلك المزاعم ..كما تم الاتفاق على استمرار المحادثات إذا لزم الأمر ولا ترى ايران أي مشكلة في إجراء محادثات تكميلية.
وقال: لقد تم الإعلان عدة مرات عن المواقف الرسمية الإيرانية بشأن المزاعم المتعلقة بإرسال طائرات مسيرة من إيران إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وأشار إلى المحادثات الأخيرة بين وزير خارجية بلادنا وجوزيف بوريل وقال: لطالما أعلنت إيران أنها ستعقد جولة أخرى من المحادثات الفنية في حال رغبة أوكرانيا وإذا قدم الجانب الآخر أدلة في هذا الصدد ، فستقوم إيران بالتحقيق والرد.
وأضاف أن بعض الأطراف راغبة في تحميل إيران مسؤولية حرب أوكرانيا بذرائع كاذبة وواهیة، فهذه الاتهامات هي استمرار لسلوكهم السياسي الخاطئ وممارسة ضغوط سياسية ضد ایران.
وقال کنعانی ان تأجيج مناقشة الاسم التاريخي للخليج الفارسي هو عمل غير مبدئي، لان الخليج الفارسي واحة للتعاون السلمي بين كافة الدول المطلة عليه.
وتابع : ارسلنا الرد اللازم لكوريا الجنوبیة والصين بشأن هذه التسمية وقد جرت مناقشات في هذا الصدد وأظهرت الحكومة الكورية استعدادها لتصحيح هذا الخطأ. ولکنها لم تتخذ إجراءات كافية.
وقال: نتوقع من الدول الأخرى التي ليست أعضاء في المنطقة ولكنها تتطلع إلی التعاون مع دول المنطقة في اطار العلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف، أن تتصرف بطريقة تساعد على تعزيز التعاون واستقرار التفاعل البناء بالمنطقة في التعبير عن مواقفها وآرائها.