واشنطن وفاغنر.. صراع معقد في النيجر
العين برس/ تحليلات
مع استمرار المخاوف من تدخل عسكري في النيجر تجنح الولايات المتحدة الى الحل السلمي والدبلوماسي كخيار لحل الأزمة ولكنها في الوقت ذاته تحذر من تحولها لساحة منافسة دولية. قلق عبرت عنه واشنطن بالتحذير من أن حالة عدم الإستقرار في النيجر لن تكون لصالح أي طرف بإستثناء مجموعة فاغنر الروسية.
مراقبون للشأن الدولي يقولون أن مجموعة فاغنر تحاول الإستفادة من الوضع في النيجر لتمرير سياسات موسكو في القارة السمراء التي تربطها علاقات وثيقة مع الروس منذ عهد الاتحاد السوفيتي، إلى جانب تخليص النيجر من الإستعمار الفرنسي والهيمنة الأميركية.
التحذير الأميركي وصف بأنه رسالة الى قادة الإنقلاب الذين لوحوا بطلب مساعدة فاغنر المتمركز في الجارة مالي وفي جمهورية أفريقيا الوسطى.
ويأتي موقف واشنطن بعد تحذير سابق أطلقته فرنسا من مخاطر وجود مجموعة فاغنر في النيجر.
بدوره أبدى الرئيس النيجيري المحتجز محمد بازوم المدعوم أميركياً، مخاوفه بشأن نفوذ فاغنر في أفريقيا. وبحسبه فإن حوالي ألف وخمسمئة من مقاتليها أرسلوا مؤخرا الى أفريقيا من دون أن تحدد فاغنر مكان إنتشارهم.
وتعتبر نيامي حليفا استراتيجيا لواشنطن، إذ تدير قواعد عسكرية في النيجر كجزء من ما تسميه عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وتنشر أكثر من ألف جندي وتتعامل مع الإنقلاب العسكري بحذر.
وبحسب المراقبين فإن أكثر ما تخشاه واشنطن أن يلقى وجودها في أفريقيا المصير الفرنسي نفسه، الذي فسح المجال لتوغل النفوذ الروسي من خلال مجموعة فاغنر عبر التعاون الأمني وغيره من الخدمات التي توفرها المجموعة الروسية لقادة دول الساحل.
سيناريو المواجهة لتجميع أوراق القوة ومواكبة التحولات في النيجر يختصره تساؤلا، هل في حال فشل الجهود السلمية يتم استخدام القوة لإنهاء الانقلاب في النيجر؟ أم أن المنطقة قد تكون على موعد مع صراع معقد في ظل التوازنات والتحالفات التي تمتد إلى خارج حدود القارة السمراء؟