مجموعات المُقاتلين من الشيشان والقوقاز والألبان والأوزبك تنتقل من إدلب في سوريا للقتال في أوكرانيا.. كيف خرجت من شمال سورية نحو شرق أوروبا وما علاقة وكالة الاستخبارات الأمريكية؟.. وهل هو استنساخ لتجربة قتال القاعدة في أفغانستان ضد السوفييت؟
تُفيد تقارير متقاطعة عن بدء هجرة مقاتلين أجانب من الجماعات المتشددة من ادلب شمال سورية نحو أوكرانيا لقتال الجيش الروسي هناك، وتتحدث التقارير ان معظم الذين ينتقلون الى شرق أوروبا هم من مقاتلي الكتائب الشيشانية والقوقاز ومقاتلين من الاوزبك والطاجيك ومجموعة من المقاتلين الالبان، وينتمي الغالبية العظمى من هؤلاء المقاتلين الى صفوف “هيئة تحرير الشام” والتي كانت سابقا “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم القاعدة ويتزعمها “أبو محمد الجولاني”.
وتتحدث حسابات لناشطين في مناطق سيطرة الجماعات المتطرفة في الشمال السوري عن مغادرة عشرات من المقاتلين الأجانب منذ مطلع العام الحالي. ويعتبر هؤلاء المقاتلين حسب تتبع تفاصيل المعارك في السنوات الماضية في سورية الأكثر شراسة وخبرة في فنون القتال وحرب الشوارع.
يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد المغادرين أكثر من 170 غادروا الأراضي السورية على دفعات منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، وجميعهم من القوقاز والشيشانيين، اتجهوا نحو إحدى الدول الأوروبية بناء على ضغوطات وطلب من قبل هيئة تحرير الشام.
ومن غير المعروف حتى الآن الية انتقال المقاتلين الخطرين والذين تصنفهم دول العالم إرهابيين من ادلب شمال سورية الى شرق أوروبا، وما اذا كانت جهات استخبارية أمريكية او غربية تعمل على اشراك هؤلاء المقاتلين في الحرب ضد القوات الروسية بشكل منظم، وتكرار نموذج الحرب في أفغانستان ابان الاحتلال السوفيتي. حيث شكلت الاستخبارات الامريكية تنظيم القاعدة بالتشارك مع الاستخبارات السعودية والباكستانية لهزيمة السوفييت في أفغانستان، وبعد ان تحقق ذلك سعت الولايات للقضاء على التنظيم بشن عزو مباشر لاحتلال البلاد، وملاحقة مقاتلي القاعدة، ومن غير المعروف كذلك ان كانت هذه المجموعات تقاتل تحت امرة الجيش الاوكراني او بالتنسيق مع حلف الناتو. سبق ان قاتل اقرانهم في ليبيا تحت امرة الناتو.
وقال السلفي المنشق عن تحرير الشام “علي العرجاني” على تلغرام “يغادر جماعة القوقاز والألبان إدلب إلى أوكرانيا، لأنهم وجدوا بأن أوكرانيا أكثر حرية لهم من إدلب، والمعارك فيها حقيقية، ويبدوا أنهم يسيرون على فتوى أيمن هاروش القديمة، بأن الخروج إلى بلاد الكفار أفضل من الجلوس في إدلب تحت سلطة أبو محمد الجولاني”.وانتشر تسجيل مصور يظهر فيه عبد الحكيم الشيشاني (رستم أزيف) زعيم جماعة اجناد القوقاز هو ومجموعته يقاتلون ضد القوات الروسية في مدينة باخموت الأوكرانية، ونشرت وسائل اعلام روسية التسجيل المصور مشيرة الى ان الولايات المتحدة بدأت باستخدام الجماعات الإرهابية لدعم الجيش الاوكراني.
وسادت حالة من الخلافات بين بعض هذه الجماعات التي تقوم على المقاتلين الأجانب وبين هيئة تحرير الشام وزعيمها الجولاني في شمال سورية، اذ حاول الجولاني تدجين وضبط هذه المجموعات في سياق التغيرات التي طرأت على نهج الجولاني في محاولة لدخول الفضاء السياسي وارضاء تركية من جهة ومغازلة الولايات المتحدة من جهة ثانية لضمان تثبيت سيطرته على ادلب وبعض اورياف الشمال السوري.
المصدر: “رأي اليوم”