موقع أميركي: بريطانيا متورطة في حادثة الهجوم على جسر القرم
العين برس/ تقرير
كشف تقرير لموقع أميركي عن تعاون بين جهاز المخابرات البريطاني وجهاز الأمن الأوكراني لتفجير جسر القرم، وأحد المقترحات كان تفجير سفينة تحتوي على نترات الأمونيا مباشرة تحت الجسر، مستلهمين الفكرة من انفجار النيترات في مرفأ بيروت، وفقاً للموقع.
كشف موقع “غراي زون” الأميركي، عن تعاون حصل بين عاملين مستقلين من جهاز المخابرات البريطاني، مع جهاز الأمن الأوكراني من أجل تفجير جسر القرم.
وقال الموقع في تقريره إن الوثائق المسربة تشير إلى أن “العاملين المستقلين، قد لعبوا دوراً في الهجوم الأخير على الجسر، وربما يساعدون كييف في مطاردة المتعاونين المتهمين”.
وفي 16 تموز/يوليو، أسفر هجوم قبل الفجر على جسر القرم الواقع على مضيق كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي لروسيا عن مقتل مدنيين”.
ويُعدّ الهجوم الأخير “المحاولة الثانية لتدمير الجسر في أقل من عام، ففي 8 تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت، فُجر بشاحنة مفخخة على الجسر، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار جسيمة بالجسر، حيث ظل معبر المركبات مغلقاً حتى شباط/فبراير من العام الحالي، بينما استؤنفت حركة السكك الحديدية في أيار/مايو.
ويضيف التقرير أنّه “بعد يومين من التفجير، كشف تحقيق آخر لموقع غراي زون، قيام عصابة تابعة للمخابرات البريطانية، بوضع خطط مفصلة لتدمير جسر القرم قبل أشهر. حيث تم إعداد هذه الخطط بناءً على طلب من كريس دونيلي، وهو أحد كبار عملاء المخابرات، والمستشار السابق الرفيع المستوى لحلف شمال الأطلسي”.
ويوضح التقرير أن “كريس دونيلي يدير عبر شبكته العابرة للحدود، مساهمة لندن في هذه الحرب عن بُعد، بالتعاون مع جهاز الأمن الأوكراني في أوديسا”.
وفي أيار/مايو من العام الجاري، اعترف رئيس إدارة أمن الدولة، فاسيل ماليوك، بأن وكالته اتخذت “إجراءات معينة” لتنفيذ الهجوم، ما أجبر سائق شاحنة بريء على العمل عن غير قصد كمفجر انتحاري.
ويرجح التقرير “أن إدارة أمن الدولة استخدمت، هذه المرة غواصات مسيّرة، لتفجر جسر القرم”. ويؤكد أن “مراجعة الملفات المسربة التي كشفها غراي زون سابقاً توفر أدلة متينة لتحميل المسؤولية مرة أخرى لعصابة دونيلي”.
وتُظهر هذه الملفات المسربة أن بريفيل بارتنرز “Prevail Partners” (شركة بريطانية لإدارة المخاطر)، تم تجنيدها لتدريب ميليشيا حزبية أوكرانية سرية لاستهداف الأراضي الروسية، بهجمات إرهابية.
وكذلك يضيف التقرير أنه “بموجب الاتفاق بين جهاز الأمن الأوكراني في أوديسا، وبريفيل بارتنرز، تقوم الأخيرة بتدريب الأوكرانيين على كيفية “مراقبة الخط الساحلي والحركة الروسية” باستخدام الطائرات المسيّرة، إضافة إلى منحهم إمكانية الوصول إلى صور الأقمار الاصطناعية لمساعدتهم في العمليات العسكرية والأمنية”.
وستقوم الشركة البريطانية أيضاً بتعليم الأوكرانيين كيفية “الاستفادة من البيانات المشفرة” المخزنة على الأجهزة الرقمية التي يتم الاستيلاء عليها من المقاتلين الروس الذين يتم أسرهم أو قتلهم.
ويورد التقرير أن “البريطانيين والأوكرانيين قد ناقشوا سيناريوهات مختلفة لتفجير جسر القرم، فذهب البعض إلى أبعد مما حدث، وتضمن أحد المقترحات تفجير سفينة تحتوي على نترات الأمونيا مباشرة تحت الجسر، مستلهمين الفكرة من انفجار النترات في مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020، الذي أسفر عن وفاة 214 شخصاً على الأقل، وإصاب الآلاف، وإلحق أضراراً بالممتلكات قيمتها المليارات”.
ويذكر التقرير أنه “في حزيران/يونيو الفائت، وبالتزامن مع تعثر الهجوم الأوكراني المضاد، وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، إلى كييف لمراجعة ما سمي “خطة النصر” التي طرحها قادة الجيش والاستخبارات في البلاد. وكان على رأس جدول الأعمال “احتجاز رهائن” سكان القرم، وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع بقليل، هاجمت أوكرانيا جسر القرم للمرة الثانية”.
جدير بالذكر أنه قبل يومين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية “إحباط هجوم إرهابي نفّذه نظام كييف باستخدام 28 طائرةً مسيّرةً على شبه جزيرة القرم”، مشيرةً إلى أنّ جميع الطائرات المسيّرة الأوكرانية فشلت في الوصول إلى أهدافها، ولم يسفر الهجوم عن أي أضرار أو إصابات”.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على جسر القرم بـ”العمل الإجرامي”، مؤكّداً أنّ وزارة الدفاع الروسية “تعدّ عدة خيارات بشأن الرد على هجوم جسر شبه جزيرة القرم”.
واعترفت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار، منذ أيام بأنّ بلادها هي المسؤول المباشر عن ضرب الجسر ذاته في خريف عام 2022.
وفي نهاية شهر أيار/مايو من هذا العام، أعلن رئيس إدارة أمن الدولة الأوكراني فاسيلي ماليوك، أنّ كييف تريد “قطع الطريق اللوجستي” إلى شبه جزيرة القرم، واتخذت الإجراءات المناسبة، من دون تحديد أي منها.
وجسر القرم هو أطول جسر في روسيا، ويبلغ طوله 19 كيلومتراً. وقد تم تشغيل الجزء الخاص منه بحركة مرور السيارات في أيار/مايو 2018، وأُطلقت حركة القطارات عبره في كانون الأول/ديسمبر 2019.