موسكو ترى أن تدخّل مجموعة “إيكواس” العسكري في النيجر لن يساهم في استقرار الوضع
العين برس/ روسيا
أعلن نائب مدير قسم المعلومات والصحافة في الخارجية الروسية، أليكسيي زايتسوف، اليوم الأربعاء، أنه من غير المرجح أن يساهم التدخل العسكري من قبل منظمة “إيكواس” باستقرار الوضع في النيجر.
وقال زايتسوف، خلال إحاطة إعلامية: “نؤيّد جهود الوساطة التي تبذلها المجموعة الأفريقية لمساعدة الشعب النيجري على الخروج من الأزمة. وفي الوقت نفسه، نعتقد أن تدخل قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا [إيكواس] في شؤون دولة ذات سيادة، من غير المرجح أن يسهم في تحقيق سلام دائم في النيجر، أو في استقرار الوضع في منطقة الساحل ككل”.
وأضاف: “نعوّل على أن يتم إيجاد حلول مقبولة في إطار المزيد من الجهود الدبلوماسية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا [إيكواس] بشأن النيجر”.
وذكر زايتسوف أنه من المهم للغاية منع المزيد من تصعيد التوتر في النيجر، موضحاً أنه لا توجد طريقة بديلة لحل الوضع، غير الإسراع بإعادة القانون والنظام والتحضير لحوار وطني شامل.
يأتي ذلك في وقت أكدت الولايات المتحدة أنها لا تزال تأمل التوصل إلى حل دبلوماسي في النيجر، يُعيد الأمور إلى نصابها، لكنها تبقى “واقعية” في ضوء تنديدها برفض المجلس العسكري لقاء وفدٍ من المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، أنّ الولايات المتحدة تدعم جهود وزارة الخارجية للتفاوض مع طرفي الأزمة في النيجر وحلّها سلمياً.
وغداة زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، إلى النيجر، أبلغ المجلس العسكري المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، “إيكواس” أنه غير قادر على استقبال وفدٍ منها نتيجة أسباب “أمنية”، وذلك بعد حشد قوّة مكونة من 25 ألف عسكري تابعة لـ “إيكواس”، من أجل التلويح بالتدخل المحتمل في النيجر.
وتعرضت النيجر لمزيد من العقوبات الثلاثاء، بعد ساعات من رفض المجلس العسكري استقبال الوفد.
وتزامناً مع تلويح الحشد الأفريقي بتدخل عسكري محتمل في النيجر، أعلن قادة المجلس العسكري فيها تعيين علي محمان لامين زاين، وهو اقتصادي ووزير سابق للمالية، رئيساً للوزراء في البلاد، بعد عزل الرئيس محمد بازوم بسبب سماحه بالتدخلات الأجنبية في البلاد.
وفي السياق، قال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، الذي يترأس أيضاً “إيكواس”، إنّ “الدبلوماسية هي السبيل الأفضل الواجب سلوكه” من أجل حل الأزمة في النيجر، وفق ما صرح المتحدث باسمه، أجوري نغيلال، اليوم الثلاثاء، للصحافيين.
وذكرت رئاسة نيجيريا و”إيكواس” أنّ مجموعة غرب أفريقيا لا تستبعد “أي خيار” بالنسبة إلى النيجر.
وكانت “إيكواس” هدّدت بتدخل عسكري لإعادة بازوم إلى منصبه بعد أن أطاحه انقلاب في السادس والعشرين من تموز/يوليو الماضي.
وفي 30 تموز/يوليو الماضي، أعطى التكتل المجلس العسكري مهلة أسبوع لاستعادة الانتظام الدستوري في النيجر، متوعّداً بالتدخّل العسكري في حال انقضت المهلة من دون تجاوب. لكن المهلة انقضت بالفعل مساء الأحد، والتهديد لم ينفَّذ.
وقبل إعلان “إيكواس” أنّها قد تتدخّل عسكرياً، حذّر قادة المجلس العسكري في النيجر من أي تدخّلٍ ضدّ بلادهم، مؤكدين أنّ “أي تدخلٍ عسكري في نيامي سيجعلنا مضطرين إلى الدفاع عن أنفسنا حتى آخر رمق”.
واتهم قادة المجلس العسكري فرنسا بالرغبة في التدخل عسكرياً، من أجل إعادة الرئيس بازوم المعزول والموالي لها إلى السلطة، معلنين إلغاء عدد من اتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، إضافة إلى إنهاء مهمات سفراء البلاد لدى كلٍّ من فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو.
من جهتها، أكّدت مالي وبوركينا فاسو أنّ أيّ تدخلٍ في النيجر سيكون بمنزلة إعلان حربٍ عليهما، وتمّ إعلان توجّه وفدٍ مشترك من البلدين إلى النيجر، تعبيراً عن التضامن معها.
ومن المقرَّر عقد قمة طارئة جديدة لـ”إيكواس” الخميس في أبوجا، عاصمة نيجيريا، التي تتولى الرئاسة الدورية للتكتل.
وتُثير الأوضاع في النيجر مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقتٍ تُواجه تحدياتٍ أمنية متزايدة بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل. كما تُثير قلق الغرب، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، لأنّ الرئيس المعزول يُعَدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.