صحيفة “تلغراف” البريطانية : بريطانيا دولة مفلسة توشك على السقوط في الهاوية
العين برس/ متابعات
قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية إنّ “بريطانيا على وشك السقوط من الهاوية، وهي ليست في حالة انحدار منظم”، مشيرةً إلى أنّ عليها أن “تواجه بوعي مصيرها غير الملحوظ، في فترة ما بعد الإمبريالية”، بعد “النشوة الطائشة” لخروجها من الاتحاد الأوروبي، والتجربة الفاشلة لرئيسة الوزراء السابقة، ليز تراس.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يرى الكثيرون شيئاً “بريطانياً جوهرياً” في الانزلاق المستمر للبلاد، قصة غير منطقية من السخط والخلل الوظيفي والانحلال.
وأضافت “تلغراف” أنّ أحداً لا يبدو مهتماً بأنّ الطبقة الحاكمة قد تخلّت عن “تحرير البلاد من حلقة عذاب من الضرائب المرتفعة، والنمو المنخفض، والخدمات العامة المتداعية”.
إلا أنّ مصير المملكة المتحدة ليس أن تصبح أكثر فقراً وغرابةً وقسوةً فحسب، حيث يصبح المرء أكثر عرضةً لقضاء حياته في الإيجار، أو لمداهمة متسولين غير مستقرين عقلياً، أو الموت من سرطان قابل للشفاء.
بل الخطر، وفقاً للصحيفة البريطانية، يكمن في أن يكون مثل هذا السيناريو، سيناريو “البؤس البطيء بدلاً من حالة الطوارئ”، مفرط التفاؤل، فالبلاد لا تنحدر على طول منحدر هبوطي، بقدر ما تندفع نحو الهاوية.
وأشارت “تلغراف” إلى أنّ بريطانيا تقترب بسرعة من حالة الطوارئ، وفقاً لتعريف معظم الناس، إذ إنّ البلاد مفلسة تقريباً.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى اقتراض الدولة المليارات لسداد نفقات غير مستدامة، على الرغم من وصول الضرائب إلى أعلى مستوياتها في وقت السلم.
وبعد أن أخفقت السلطات في إصدار الدين العام، أصبحت تكاليف خدمة الدين الآن الأسرع ارتفاعاً في مجموعة السبع كما أوردت “تلغراف”.
ومع ارتفاع نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، تجلس البلاد على قنبلة موقوتة لمعاشات القطاع العام، بحسب الصحيفة، فقد أصبح الإنفاق على الصحة الآن هائلاً، لدرجة أنّ الدولة البريطانية ستبدو قريباً وكأنّها مجرد شركة تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، غير القابلة للإصلاح.
وهذا كله بصرف النظر عن الحالة المزرية للاقتصاد، الذي كان فعلياً في حالة غيبوبة على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، وفقاً لـ”تلغراف” البريطانية.
وأضافت الصحيفة أنّ تجربة ليز تراس في رئاسة الوزراء أظهرت أنّ بريطانيا قد لا تكون في وضع يمكّنها من تحمل المزيد من الديون، سواء من أجل خفض الضرائب أو حزمة التحفيز على غرار ما فعله الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وخلصت الصحيفة إلى أنّ بريطانيا، ما لم تغير مسارها، قد تنافس على أن تصبح أول دولة غربية غنية تنهار من ضغوط الاتجاهات الديموغرافية وتمول دولة الرفاهية الخاصة بها، أو أنّه سيتعين عليها أن تحمل عقبات الخروج من مجموعة السبع، والاحتكاك في التصنيف العالمي مع الدول النامية، كالأرجنتين وبولندا، بدلاً من الولايات المتحدة وألمانيا.