أكّد سفير روسيا في الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، اليوم السبت، أنّ تقديم واشنطن حزمة جديدة كبيرة من المساعدة العسكرية لأوكرانيا “يظهر عدم رغبة السلطات الأميركية في البحث عن طرق لحل النزاع بطرق سلمية”.
وقال أنطونوف، في تصريحٍ صحافي، إنّ “ضخ الولايات المتحدة المزيد من الأسلحة القاتلة لحلفائها، وتخصيصها مبالغ مالية ضخمة لهذه الأغراض يشير إلى شيء واحد، ألا وهو أنّ واشنطن ليست عازمة على البحث عن طرق لتسوية النزاع بوسائل دبلوماسية”.
أتى ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الجمعة، تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بقيمة 2.1 مليار دولار، تشمل ذخائر لأنظمة الدفاع الجوي، وطائرات مسيرة.
ويمثل الإعلان عن هذه المساعدات بداية عملية التعاقد لتوفير قدرات إضافية لأوكرانيا، وتشمل القدرات في هذه الحزمة، ذخائر إضافية لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت”، وأنظمة الدفاع الجوي “هوك”، وقذائف مدفعية عيار 105 مم و 203 مم.
وفي السياق، أضاف أنطونوف أنّ “ممثلي الإدارة الأميركية لم يقوموا بأي جهد لجلب نظام زيلينسكي إلى طاولة المفاوضات”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن لن تتراجع عن هدفها المتمثل بتحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا”.
وبحسب الدبلوماسي الروسي، فإنّ “سمعة قيادة البلد التي اختارت طريق الحرب بدلاً من الحلول الدبلوماسية على المحك، فمن الواضح أنّ عودة السلام إلى أرض أوكرانيا المنكوبة لا تدخل في خطط الاستراتيجيين في واشنطن”.
وكانت أوضحت الإدارة العسكرية الأميركية أنّ المبلغ الإجمالي للمساعدات المقدَّمة إلى أوكرانيا، خلال ولاية جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، بلغ 38.3 مليار دولار، ضمنها 37.6 مليار دولار منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفي 19 أيار/مايو الفائت، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أنّ أشخاصاً مطلعين أكّدوا أنّ البنتاغون زاد في قيمة الأسلحة التي أرسلها إلى أوكرانيا، ما لا يقل عن 3 مليارات دولار.
من جانبه أكّد نائب وزير الدفاع الأميركي كولين كال، قبل أيام، أنّ تخصيص مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لأوكرانيا “يضغط” على المجمع الصناعي العسكري الأميركي.
وسبق أن أرسلت روسيا مذكرة إلى دول حلف “الناتو” بسبب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، محذرةً من أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً للجيش الروسي.
وصرّحت وزارة الخارجية الروسية أنّ دول الناتو “تلعب بالنار” بتزويد أوكرانيا بالسلاح.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنّ ضخ أوكرانيا بأسلحة من الغرب لا يسهم في نجاح المفاوضات الروسية الأوكرانية، وسيكون له تأثير سلبي.
كما صرّح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، أنه “كلما زاد توريد الأسلحة المدمرة إلى نظام كييف، زاد احتمال حدوث سيناريو النهاية النووية للعالم”.