وسائل الإعلام في الكيان الإسرائيلي نقلت عن رئيس المعارضة في هذا الكيان بنيامين نتنياهو، بعد اجتماعه مع بايدن قوله: “قلت لبايدن نحن نريد شيء واحدا، لا تكفي العقوبات الاقتصادية وهناك حاجة إلى خيار عسكري حقيقي ومن دونه لا يمكن وقف إيران”.
لم يكلف مسؤول ايراني واحد نفسه للرد على نتنياهو، فالرجل ومنذ عقدين من الزمن وهو يهدد ايران بالخيار العسكري، وان “اسرائيل” على استعداد لمهاجمة ايران حتى دون مساعدة أمريكا، فالرد على نتنياهو، جاء من رجل هو أدرى بامكانيات “إسرائيل” من نتنياهو، واكثر صهيونية منه، وأعرف بقوة ايران، ألا وهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، ايهود أولمرت.
رد ألمرت نقلته وسائل الإعلام في الكيان الإسرائيلي، حيث قال بالنص: “يبدو لي أن رئيس الحكومة السابق (بنيامين نتنياهو) منذ أكثر من سنة يرفض تلقي الاطلاع على آخر المستجدات. وبدلا من ذلك هو يقوم بإطلاق الكلام الفارغ. من حيث الجوهر واضح جداً أن ليس لدى إسرائيل خيار عسكري ومن يقول أن لدى إسرائيل خيار عسكري بمعنى حرب شاملة وهجوم شامل هذا غير موجود. وهذه ثرثرة تخلق توقعات لا يمكن الإيفاء بها”.
لقد اختار أولمرت أصدق تعبير لوصف تهديدات الكيان الاسرائيلي بماهجمة ايران، ومن بينها تهديدات نتنياهو، ومن بعده بينيت ولابيد، وهو تعبير”الثرثرة”، ولا نعتقد ان هناك من يشكك في دقة هذا التعبير الذي إستخدمه رجل كان يتولى ارفع منصب في هذا الكيان قبل نتنياهو، فأولمرت يعرف اكثر من اي شخص آخر ان امكانيات “إسرائيل”، ليست بالحجم الذي يمكنها من مهاجمة ايران.
ليس اولمرت فقط من يعلم ان مهاجمة ايران اكبر من كل امكانيات “إسرائيل”، فهناك الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي يعتبر اكثر صهيونية من أولمرت ونتنياهو، يعلم ايضا ان مهاجمة ايران تعتبر، حتى بالنسبة لامريكا هدفا بعيد المنال، فهو يعلم ان بإمكان امريكا ان توجه ضربة لإيران، ولكن هل بامكانها توقع ردة فعلها ، فالخوف من ردة فعلها، هو الذي جعل بايدن، لا يتلفت الى صراخ وعويل “زعماء إسرائيل” الذين كانوا يطالبوه، على الاقل، بتصريح لفظي بمهاجمة ايران، وهو ما كشفت عنه المراسلة السياسية في “القناة 13″ الاسرائيلية” بقولها: “لا بشارة من فم الرئيس الأميركي.. حفاوة اللقاءات لم تخفي الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بشان السياسة مقابل ايران.. لابيد يتحدث عن الحاجة الى خيار عسكري حقيقي في مواجهة التهديد الإيراني وبايدن من جهته يقول نحن متمسكون بالطرق الدبلوماسية”.
لا حاجة لنا هنا للتذكير بان بايدن ليس رجل سلام، إلا انه لا خيار امامه للتعامل مع ايران الا خيار الدبلوماسية، فكل الخيارات الاخرى، نتائجها كارثية على مصالح امريكا وعلى “اسرائيل”. كما لا حاجة لنا للتذكير بان قوة الردع التي تملكها ايران، جعلت زعماء امريكا و”اسرائيل”، يحلمون بتشكيل تحالف دولي لمواجهة ايران، وهو تحالف، يتهرب من الانضمام اليه اقرب حلفاء امريكا من العرب، حتى المطبعين منهم.
المصدر: العالم