أحيت الهيئة العامة للأوقاف اليوم الأحد، ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام بفعالية خطابية تحت شعار “عاشوراء ثورة تتجدد”.
وفي الفعالية اعتبر رئيس الهيئة العلامة عبدالمجيد الحوثي، واقعة عاشوراء فاجعة إنسانية وملحمة بطولية لم يجد لها التاريخ مثيلاً منذ خلق الله آدم عليه السلام.
وأشار إلى أن الحديث عن عاشوراء، يأتي من منطلق استحضار أسباب حادثة كربلاء والخلفية التي أوصلت الأمة إلى ذبح سبط من أرسله الله رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما حمله من رسالة لبناء قيم ومبادئ الإنسانية والخير للبشرية.
وتطرق العلامة الحوثي إلى أنه بالتوازي مع بعثة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، كان هناك مشروعاً مضاداً وتياراً معارضاً ومعسكراً يواجه المصطفى ويحارب الإسلام بقيادة أبو جهل وأبو سفيان وأبول لهب وثلة من جلاوزة قريش، وإلحاق الأذى والتعذيب والتهجير بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وأصحابه.
واستعرض حالة الأمة الإسلامية أثناء تولي معاوية ويزيد السلطة، من انتشار للخمور والسفور والفجور والمنكرات، مؤكداً أن الإمام الحسين عليه السلام رأى بذلك انحرافاً أصاب الأمة في قيمها الأخلاقية ومبادئها الدينية، ولابد من قول كلمة الحق في وجه الظالمين والطغاة الذين يقودون الأمة بقوة السلاح، فخرج لإصلاح واقعها وحدث ما حدث.
وعرّج رئيس هيئة الأوقاف على واقع الأمة اليوم، وتسلط الحكام على الشعوب، وقال” ابن سلمان وابن زايد امتداداً للمشروع الأموي والتيار المضاد للإسلام والمسلمين، يقتلون أبناء الأمة ويحاربون الإسلام والمسلمين ويدعون أهل الأوثان”.
واعتبر ذكرى عاشوراء، واقعة ليست لاستذكار الماضي فحسب، ولكن لاستلهام الدروس والعبر من تضحية الإمام الحسين وشجاعته ونفسيته ونهجه وثورته في مواجهة الطغاة والمستكبرين من خلال شعاره ” هيهات منا الذلة”.
وأكد العلامة الحوثي، أن عاشوراء محطة لاستذكار قيم الحق والعدل والخير لإقامة الدولة الإسلامية القائمة على شرع الله، داعياً إلى ضرورة جعل الإمام الحسين قدوة والتأسي بمنهج جده الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ووالده الإمام علي كرّم الله وجهه.
وأفاد بأن الإمام الحسين، ليس رمزاً لطائفة أو مذهب معين، وإنما رمزاً للإيمان والحق والخير والعدالة، ومن يحمل نفسية الحسين، يحمل قيم ومبادئ الإسلام ويتشّبع بروحية الإيمان في كل زمان ومكان لمواجهة طغاة ويزيد العصر.
وندد رئيس هيئة الأوقاف، بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة واستهدافه للقائد في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، والذي طال أيضاً أطفال ونساء من أبناء الشعب الفلسطيني.
من جانبه أشار نائب رئيس هيئة الأوقاف عبدالله علاو إلى أن العاشر من محرم فاجعة ومأساة في تاريخ الأمة الإسلامية وملحمة قديمة حديثة تعزّز من وعي الإنسان لتثير إعصاراً من التفكير والرهبة والاستنتاج والتقية حتى اليوم.
وأوضح أن التاريخ مليء بالبطولات والتضحيات لإحياء دين الله ومقارعة وإسقاط حكم الطغاة ليكون الحكم لله وللقرآن الكريم والعدل والحق وسط مجتمع مضطرب تتجاذبه الأمواج من أناس بين ثقافة مضللة ومزيفة ومستوردة ودخيلة لا تنتمي إلى رسالة السماء.
وأكد علاو أهمية فهم ودراسة مسيرة خليفة الله وأوليائه منذ آدم عليه السلام حتى اليوم والتعرف على زمنها ومنهجها ووسائل العداء في كل مرحلة منها ونقاط القوة من قادتها والضعف من المنتمين إليها ومناصريها وأنصارها.
ولفت نائب رئيس هيئة الأوقاف، إلى أن الإمام الحسين كما نجح في فرض إرادة وانتصار الدم على السيف ومن بعده الإمام زيد، وأئمة آهل البيت، سينجح حسين العصر في أن يسطر منهج انتصار الدم على السيف ويضيف إليه انتصار السيف على السيف والقوة أمام القوة.
تخللت الفعالية وصلة إنشادية لفرقة الشهيد القائد في حضرة الإمام الحسين.
المصدر: المسيرة