طهران والجزائر تتفقان على إلغاء التأشيرات السياسية والخدمية
العين برس/ متابعات
أعلن وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية «حسين أمير عبد اللهيان» اليوم السبت أنه تم الاتفاق مع الجزائر على إلغاء التأشيرات السياسية والخدمية، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الجزائري «احمد عطاف» الذي يزور طهران حاليا.
وأشار الوزير لدى استقباله نظيره الجزائري في مبنى وزارة الخارجية الى الغاء التأشيرات السياسية والخدمية بين كل من ايران الاسلامية والجزائر، والتخطيط للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية السيد ” ابراهيم رئيسي ” الى جمهورية الجزائر.
ورحب رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني في بداية المؤتمر الصحفي بضيفه الجزائري وقدم أحر التهاني والتبريكات الى الجزائر شعبا وحكومة بمناسبة الذكرى السنوية الـ 61 لاستقلال هذا البلد، فيما خلد ذكرى وزير الخارجية الجزائري الاسبق الراحل “محمد الصديق بن يحيى” الذي جاء الى ايران للوساطة بين الأخيرة والعراق، ولقي مصرعه ومرافقيه اثر صاروخ اطلقه جيش صدام ضد الطائرة التي كانت تقله (في حرب ثمانينات القرن الماضي).
وتابع وزير الخارجية قائلا: ان العلاقات بين البلدين تسير في النهج الصحيح، حيث نجري محادثات سياسية قوية على مستوى رفيع، واتفقنا في محادثاتنا اليوم على السير في طريق الغاء التأشيرات السياسية والخدمية، ونعمل على الغاء التاشيرة العادية أيضا.
وأكد وزير الخارجية تطابق وجهات النظر بين كلا الجانبين لتشكيل لجنة متابعة للجنة العليا المشتركة بين الطرفين، وقال: ان اللجنة الأخيرة تعقد على مستوى النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الجزائري، حيث سنتخذ قراراتنا لعقد لجنة المتابعة في عواصم كلا البلدين في القريب العاجل.
وشدد ” عبد اللهيان ” على تنفيذ قرار معارضة الجزائر لعضوية الكيان الصهيوني اللقيط كمراقب في الاتحاد الافريقي، مؤكدا أن هذا البلد يعتبر من حماة الشعب الفلسطيني وأدى دورا كبيرا في عودة سوريا الى الجامعة العربية، وقال: لقد تباحثنا اضافة الى ذلك حول السودان والتدخل الاجنبي في هذا البلد.
وتطرق رئيس الجهاز الدبلوماسي في الجمهورية الاسلامية الايرانية الى لقائه مع المشرف على وزارة الخارجية السودانية وقال: لقد اتفقنا في هذا اللقاء على اعادة فتح السفارتين في كلا البلدين واستئناف العلاقات الدبلوماسية في القريب العاجل، وأطلعت على آخر الاوضاع الخاصة بالاشتباكات الجارية في السودان، وأضاف: ان من الامور التي كانت أثارت قلقنا في المحادثات التي جرت اليوم السبت، هي الأزمة الراهنة في السودان.
وتوقع ” عبد اللهيان ” ان تستضيف الجزائر في المستقبل القريب انعقاد مؤتمر الدول المصدرة للغاز، موضحا أنه يجري التخطيط في طهران لقيام رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ” سيد ابراهيم رئيسي ” بزيارة الى الجزائر لحضور هذا المؤتمر.
من جانبه أشاد وزير خارجية الجزائر «احمد عطاف» الذي يزور طهران حاليا، بالجمهورية الاسلامية الإيرانية للجهود التي بذلتها لعضوية بلاده غير الدائمة في مجلس الأمن، واصفا العلاقات بين البلدين بالممتازة.
وأعرب الضيف الجزائري عن ارتياحه لزيارة ايران الاسلامية والحفاوة البالغة التي لقيها والوفد المرافق له، وأكد أنه يشعر وكأنه في بلده الجزائر.
وشدد وزير خارجية الجزائر على أنه يزور طهران في مهمة عمل تمت بأمر من الرئيس الجزائري، وتقوم على أساس العلاقات الطيبة للغاية بينه وبين نظيره الايراني آية الله ” سيد ابراهيم رئيسي”.
وأشار الى المشاورات المستمرة والعلاقات المتواصلة بين كلا الجانبين، موضحا أن ذلك يعتبر دليلا على الاهتمام البالغ الذي يبديه الرئيسان الايراني والجزائري، والارادة القوية لديهما لتعزيز العلاقات بين طهران والجزائر ورفع مستواها الى أعلى مستوى ممكن في المجالات كافة.
وأعتبر لقائه بنظيره الايراني فرصة قيمة اذ أنه كان لقاء عمل وتم فيه دراسة ظروف العلاقات الثنائية والآفاق المستقبلية التي يهتم بها الزعيمان الايراني والجزائري لكلا البلدين الشقيقين والصديقين، وأكد أن اللقاء تم فيه التشاور والتنسيق ازاء التطورات الاقليمية والدولية .
ولفت الى أنه ناقش مع نظيره الايراني القضايا الأقليمية والدولية والأزمات الراهنة في العلاقات الدولية اثر الحرب في اوكرانيا، موضحا أنه تباحث مع الأخير أيضا الاجراءات الاستعمارية في فلسطين والصحراء الغربية والتحديات التي يواجهها الاخوة في اليمن وليبيا والسودان وباقي المشاكل الاقليمية.
كما أعرب وزير الخارجية الجزائري عن ارتياحه للاتفاق الذي توصلت اليه كل من الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية، وتمنى أن تكون هذه الخطوة المهمة عاملا في تعزيز العلاقات بين دول المنطقة في مواجهة التحديات المستقبلية، وتؤدي الى المزيد من بناء جسور الثقة والتعاون بين هذه الدول.
وتابع الضيف الجزائري قائلا: لقد أكدنا في محادثاتنا ضرورة التعاون بين البلدين الشقيقين الصديقين في المؤسسات الدولية والامم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي لتحسين أداء هذه المنظمات في اطار تعزيز الاستقرار الدولي وتقوية التعايش في ظل الابتعاد عن العنف والتطرف.