العين برس – السعودية – جدة
تتعاظم الإساءة إلى المقدسات والشعائر الإسلامية المقدسة في بلاد الحرمين الشريفين، وفق خطط ولي العهد السعودي التي يطلق عليها “الانفتاحية”، أو ما يسمى بالترفيه الذي يتعارض تماماً مع قيم وأخلاقيات المجتمع السعودي المحافظ وكذلك مع قيمة أهم مقدسات المسلمين متمثلة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة وروضة رسول الله في المدينة المنورة، ولم تقتصر تلك الخطط الترفيهية على ما حدث في موسم الحج الفائت، بل تتواصل تباعاً لإخراج المجتمع هناك من قيمه العربية والإسلامية، وإدخال قيم وعادات غربية لا تتناسب مع طبيعة المجتمع المحافظ والكائن بجوار أهم المقدسات الدينية.
وكانت السلطات السعودية قد ألغت موسم الحج للعام الماضي، بحُجة انتشار فيروس كورونا، وهو مبرر غير منطقي، خصوصاً أن هيئة الترفيه التي أنشأها ولي العهد السعودي على أنقاض ما كانت تسمى هيئة الأمر بالمعروف، أعلنت في موسم الحج نفسه الذي تم إلغاؤه، تدشينها أكبر موسم للترفيه في تاريخ البلاد، ولم يكن حينها فيروس كورونا عائقاً أمام فعاليات موسم الترفيه في البارات والمراقص الليلية المنشأة حديثاً في عدد من المدن السعودية، الذي فُتح أمام المواطنين من كل الفئات وكذلك المقيمين والسياح، بل ظلت اللجان القائمة على تنظيم الموسم تسرد ما اتخذته من احتياطات وإجراءات وقائية لتجنب الإصابة بكورونا، ولم تتعذر تلك الإجراءات إلا أمام حجاج بيت الله. الآن وبالتزامن مع احتفاء المسلمين في مختلف البلدان بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، كثفت هيئة الترفيه السعودية نشاطها وفق سياسة الانفتاح غير المسبوقة في المملكة، لتتوسع رقعة الانحلال في أرض الحرمين، وهذه المرة في شواطئ المملكة على البحر الأحمر.
وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” نشرت تقريراً عن افتتاح هيئة الترفيه شاطئ “بيور بيتش” في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، لتوفير ما وصفه تقرير الوكالة بالتجربة الجديدة والوحيدة في المملكة التي عرفت لعقود أنها محافظة للغاية، وذكر التقرير أن رواد الشاطئ ذي الألوان الفيروزية والرمال البيضاء يرتادونه نهاراً، بدون أي قيود، حيث يسمح للنساء بارتداء ملابس السباحة الفاضحة، وليلاً ترتفع أصوات موسيقى غربية فوق مسرح تمت إقامته على رمال الشاطئ، لتتراقص الفتيات والفتيان غير المتزوجين، على الرمال البيضاء في ساحل البحر الأحمر، ولا يتأكد القائمون على الشاطئ من وجود علاقة زواج بين كل شاب وشابة من مرتادي الشاطئ، ويكتفون فقط باحتجاز الهواتف الشخصية للحفاظ على الخصوصية، حسب تعبير التقرير.
وتسعى السلطات السعودية إلى استقطاب حوالي 30 مليون سائح سنوياً بحلول 2030م، وفق خطط الانفتاح التي جاء بها ولي العهد محمد بن سلمان، والدفع بمواطني المملكة للإنفاق على الترفيه في بلادهم، وفي الوقت نفسه يتم تضييق الخناق على حجاج بيت الله الحرام، رغم أن المملكة كانت تجني من وراء ذلك مبالغ باهظة تصل إلى ما يقارب 12 مليار دولار سنوياً، عائدات ما كانت تطلق عليها السياحة الدينية، لكن الأمور تبدلت حسب ما قاله مراقبون، وفقاً لبروتوكولات التطبيع مع إسرائيل، حتى وإن كانت غير معلنة من قبل سلطات المملكة إلا أنها تعد الأكثر تقارباً حتى ممن أعلنوا التطبيع، وفق المراقبين.
تقرير: إبراهيم القانص