تفاصيل جديدة عن مدمرة دنا الايرانية التي قامت برحلة حول الأرض
العين برس/ ايران
تعتبر مدمرة “دنا” الايرانية الصنع من الانجازات العسكرية الايرانية في مجال القوة البحرية ، وهي المدمرة التي شكلت الى جانب سفينة الاسناد “مكران” الدورية البحرية رقم 86 والتي قامت بالابحار حول الكرة الأرضية وعادت الى الموانئ الايرانية في 20 مايو الماضي بعد رحلة استغرقت اكثر من 7 شهور .
وقد أجرت وكالة أنباء فارس حوارا مع احد خبراء تصميم وبناء هذه المدمرة في وزارة الدفاع الايرانية وهو العميد البحري “داود قلي زادة” الذي أكد لنا خلال هذا الحوار ان 90 بالمئة من عمليات الاستيراد والتصدير في ايران تتم عبر البحار الواقعة في جنوبها وشمالها ، ولذلك هناك ضرورة لمرافقة الاسطول التجاري والعسكري الايراني في هذه البحار وخاصة بحر قزوين والخليج الفارسي وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، واظهار القوة الرادعة للبلاد وهذا هو السبب وراء تصميم سفن من فئة “سينا” ومن طرازات مختلفة لهذه الفئة تلائم الابحار في بحر قزوين والخليج الفارسي وبحر عمان، لكن الابحار في المحيطات يتطلب السفن الاكبر حجما بدانا بتصميم سفن فئة “موج”.
وتابع “نظرا لتوجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية بضرورة ان تكون اية نسخة جديدة من سفن فئة “موج” متفوقة تكنولوجيا على النسخة السابقة، حرصنا على ان تكون كل سفينة جديدة ننتجها أكثر تطورا وافضل اداء من سابقاتها من حيث التكنولوجيا وانظمة الاسلحة وانظمة الاتصالات والحرب الالكترونية وباقي الجوانب”.
وشدد العميد البحري قلي زادة ان كافة المنظومات والمعدات والاسلحة التي تحملها مدمرة “دنا”، والتي تصنف من فئة سفن “موج” التي تصنعها المصانع البحرية التابعة لوزارة الدفاع الايرانية، هي ايرانية التصميم والصنع، ولا ينقصها أي شيء قياسا مع السفن التي تصنعها الدول الغربية والشرقية.
واوضح بأن مدمرة دنا هي احدث السفن المصنوعة من فئة “موج” وهي السفن الحربية، دماوند، وسهند، وجماران، ويبلغ طول مدمرة دنا 94 مترا وعرضه 11 مترا وهيكلها مصنوع القضبان المربعة البحرية مغلفة بالواح الالمنيوم البحري بوزن 600 طن ، وهي تحمل 200 بحار بالاضافة الى عدد من كوادر القوات الخاصة.
واعتبر العميد البحري قلي زادة مدمرة دنا بانها تشبه مدينة عائمة وان منظومة الاسلحة ومنظومات الاتصالات والملاحة والمحركات في هذه المدمرة هي ايرانية الصنع بالكامل وان محركات هذه السفينة هي محركات تعمل بالوقود الديزل حورتها الصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع الايرانية الى محركات بحرية ، وان نظام الدفع في هذه المدمرة يتالف من محركين مستقلين ينقلان الحركة عبر ذراعي توصيل منفصلين الى علبة تروس واحدة تنقل قوة المحركين الى ذراع توصيل واحد ومروحة واحدة، وهذه اول مرة يتم فيها صنع مثل هذا المحرك في ايران وتزويد مدمرة دنا به.
واشار بأن كافة منظومات الاتصالات في هذه المدمرة تتلقى وتصدر الذبذبات والاصوات والمعطيات بصورة مشفرة وان هذا التشفير يمنع العدو من التنصت أو اكتشاف المعلومات التي تتبادلها هذه المدمرة.
وفيما يتعلق بالرادارات التي تم تزويد هذه المدمرة بها ، شرح العميد البحري قلي زادة انها تستخدم رادارت سطحية ورادارات مصفوفة مرحلية، وان مهمة هذه المدمرة في الاساس هي كشف وتدمير كافة الاهداف الجوية والعائمة والغاطسة وكذلك مرافقة الاساطيل العسكرية والتجارية وتأمين طرق المواصلات البحرية ، وان هذه المدمرة قادرة في مشاهدة ورصد 100 هدف عائم وغاطس وطائر في غرفة عملياتها وبعد تحديد الاولويات من قبل قائد غرفة العمليات تشتبك هذه المدمرة مع هذه الاهداف.
وتعتمد مدمرة دنا على جهاز سونار صوتي لكشف الاهداف الغاطسة تحت الماء ولهذه المدمرة جهازي سونار Active و Passive وهما محليي الصنع بالكامل.
وعن الاسلحة الهجومية لهذه المدمرة اوضح العميد البحري قلي زادة انها تقصف الاهداف الساحلية بمدافع 76 مليمتر وتستخدم المدافع 20 مليمتر في المواجهة مع القراصنة البحريين ، وهي مزودة بانواع مختلفة من الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ، كما انها تحمل على ظهرها صواريخ بحر – بحر هجومية لضرب الاهداف القريبة والبعيدة.
وقياسا مع النسخ السابقة لسفن فئة “موج” تتمتع مدمرة دنا بقوة تدمير ودقة وسرعة اكبر ، كما انها مزودة بطوربيدات قوية لاعتراض وتدمير انواع الغواصات المعادية.
ونوه ايضا الى قرب تزويد مدمرة دنا بصواريخ دفاع جوي عامودية الاطلاق من طرازي نواب وصياد للمديات القريبة والبعيدة ، قائلا ان هذه المدمرة قادرة على الاشتباك مع 15 الى 16 هدفا عائما وغاطسا وطائرا في آن واحد وعلى مختلف المديات والمسافات.
واوضح العميد البحري قلي زادة ان نحو 190 منظومة حربية زودت بها مدمرة دنا وهذه المنظومات ضمن الأحدث في العالم، وهناك ايضا منظومات لتحلية المياه وتصفية الوقود وهي محلية الصنع ايضا.
وشرح بأن مهبط المروحيات لهذه المدمرة هو اكبر من مثيلاته السابقة ويستطيع استقبال كافة انواع المروحيات للهبوط ليلا ونهارا واثناء الحركة، كما تزود المدمرة، هذه المروحيات بالوقود، وانها مزودة بمعدات لتوجيه الطائرات المسيرة وبامكانها ارسال سرب من الطائرات المسيرة للاستكشاف والرصد او اية مهام اخرى ، كما بالامكان توجيه هذه الطائرات المسيرة كأسراب من داخل هذه المدمرة.
واضاف العميد البحري قلي زادة ان النسخ القادمة من هذه المدمرات ستكون مزودة بمخابئ للمروحيات توفر امكانية اخفائها أمام النيران المعادية .