محمد بن عبدالوهاب، جد عائلة آل الشيخ، هو اول من نشر المذهب الذي يحمل اسمه وهو المذهب الوهابي، في ارض الجزيرة العربية، بسيف محمد بن سعود، جد عائلة آل سعود، ومن سخرية القدر ان تكون نهاية هذا المذهب، او تكاد، على يد حفيد الاول، المدعو تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، وعلى يد حفيد الثاني محمد بن سلمان ال سعود، ولي عهد السعودية.
عائلة ال سعود كانت لها اليد الطولى في سياق التحالف التاريخي الذي نشأ بين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود، نظرا الى ان عناصر القوة كانت في قبضة ابن سعود، وعندما وصل دور محمد بن سلمان، للوصول الى العرش، وهو شاب لم يتجاوز عقد العشرين من عمره، شعر ان الطريق لن تكون سالكة للعرش ما دامت المؤسسة الوهابية متنفذة في مفاصل الدولة، ومادام هناك امراء من ال سعود اكبر منه سنا، لذلك ، خطط للتخلص من الاثنين معا.
بداية انهى سطوة مشايخ الوهابية، وقلل من دور هئية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بهدف كسب الشباب الى صفه، بعد ان كتمت الوهابية على انفاسهم، وفي الثانية ابعد كل من شعر انه ينافسه، على السلطان من ال سعود وغيرهم وقام بسجنهم بذرائع مختلفة.
لما كان الشباب يمثلون الغالبية العظمي من الشعب ، حاول بن سلمان، ان يتقرب منهم اكثر، من خلال سياسة الانفتاح، التي وكّل تنفيذها الى احد احفاد محمد بن عبدالوهاب وهو المدعو تركي ال الشيخ، الذي ترأس هيئة الترفيه، واستخدم الصلاحيات الواسعه التي منحه اياه ابن سلمان، ففتح ابواب السعودية على مصراعيها امام الفرق الموسيقة والغناء والرقص، فأقام الحفلات الصاخبة والمختلطة، وعمل على افتتاح المراقص ونوادي القمار وحانات الخمر.
اللافت ان الشعب السعودي، كان الضحية، لأجداد وأحفاد ال الشيخ وال سعود، فالاجداد والاحفاد، تعاملوا مع الشعب السعودي معاملة فوقية، فالاجداد فرضوا عليه المذهب الوهابي المنغلق، والذي كان عبارة عن قراءة مشوهة ومغلوطة للدين الاسلامي الحنيف، ففرخت كل الجماعات التكفيرية الدموية التي ظهرت في العالم دون استثناء، واليوم يفرض الاحفاد عليه ، الانحلال والانحطاط الاخلاقي، بنسخته الغربية، دون اي خطوط حمراء، بوصفه ترفيها!!.
من اهم رموز التسيب الاخلاقي في سياسة الانفتاح التي يقودها تركي ال الشيخ في السعودية، هو “موسم الرياض“، حيث تقام حفلات غنائية راقصة مختلطة، لا تجد لها نظيرا حتى في البلدان المعروفه بانفتاحها على مثل هذه الحفلات منذ عقود طويلة، الا ان الذي جرى في موسم الرياض الحالي، جعل الناشطون في السعودية، يقرعون جرس الخطر، لما يتهدد الشباب من مخاطر الانحراف الاخلاقي ، بعد الانحراف العقائدي الذي كانوا يعيشونه في ظل الوهابية.
منذ صباح اليوم الاثنين تصدر هاشتاغ “#ايقاف_موسم_الرياض_مطلب” الترند على موقع تويتر في السعودية، حيث عبر ناشطون عن غضبهم من التصرفات غير اللائقة التي شهدتها فعاليات موسم الرياض خلال الايام الماضية، فقد غرد الالاف على هذا الهاشتاغ ناشرين صورا ومقاطع لشباب وشابات وهم يرقصون على موسيقى صاخبة، ويلبسون ملابس جريئة، مؤكدين على ان هذه الممارسات لا تناسب عادات وتقاليد الشعب السعودي، وانه عبث لا يمثلهم.
الكثير من المعلقين وجهوا سهامهم لمنظمي هذا الموسم ، معتبرين أنه هدر للأموال وانسلاخ عن الدين والعادات والتقاليد التي ما يزال المجتمع السعودي يحتفظ بها حتى يومنا هذا، ورأى آخرون أن تجمع الحشود الهائلة في ظل عدم انحسار خطر فيروس كورونا وما تحور عنه من سلالات جديدة ليس عملا حكيما، مطالبين الجهات المعنية بضرورة وقف الفعاليات فورا تجنبا للعودة الى النقطة صفر فيما يتعلق بانتشار الوباء.