جدَّدَت صنعاءُ التأكيدَ على التمسُّكِ بضرورة رفع الحصار الإجرامي المفروض على البلد بشكل كامل، ورفض كُـلّ محاولات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ورعاته؛ للالتفاف على هذا الاستحقاق والمماطلة في تنفيذه، منبِّهةً إلى جدية التحذيرات الأخيرة التي وجَّهها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشأن تداعيات الإصرار على مواصلة الحرب والحصار.
وقال ناطقُ حكومة الإنقاذ الوطني، وزيرُ الإعلام ضيف الله الشامي: إن أي حديث من جانب الأعداء عن رفع الحصار لا قيمة له “إذا لم يكن هناك فتح كامل من وإلى مطار صنعاء إلى كُـلّ المطارات التي كانت الرحلات متبادلة معهم وعبر كُـلّ الشركات الناقلة، وفتح ميناء الحديدة لكل السفن التجارية وبلا قيود”.
وجاء هذا التأكيد رداً على تضليلات رعاة تحالف العدوان الأخيرة ومزاعمهم بشأن فوائد الهُدنة المنتهية، حَيثُ حاول المبعوث الأممي والرئيس الأمريكي التغطية على استمرار الحصار بالحديث عن الرحلات المحدودة للغاية التي تم تسييرها من مطار صنعاء الدولي خلال الفترة الماضية، والسفن القليلة التي تم السماح بدخولها إلى ميناء الحديدة.
وزعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الهُدنة “سمحت لليمنيين بالسفر إلى كافة أنحاء الشرق الأوسط” في مغالطة فاضحة تهدف لتضليل الرأي العام عن حقيقة استمرار التعنت إزاء مطلب فتح مطار صنعاء الدولي أمام المواطنين والمرضى، ورفض فتح أية وجهات جديدة.
وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام أكّـد، الأحد، أن مرور عام كامل على إعلان الهُدنة وما تبعها من خفض للتصعيد كان كافياً لإثبات نوايا دول العدوان في التوجّـه نحو السلام، لكنها أصرَّت على إبقاء حالة الحرب من خلال المماطلة ومواصلة الحصار ورفض كُـلّ الخطوات اللازمة للسلام.
وأكّـد ناطقُ حكومة الإنقاذ، أَنَّ: “العدوان قائم والحصار مُستمرّ ومهزلة المماطلة يجب أن تنتهي وتحذيرات القائد يجب أخذها بجدية”.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وجّه تحذيراتٍ قويةً لتحالف العدوان في خطاب ذكرى يوم الصمود الوطني هذا العام، حَيثُ حذر من عودة الضربات الفتاكة على المنشآت الحساسة للعدو، والتوجّـه نحو خيارات عسكرية واسعة، في حال أصر الأعداء على مواصلة الحرب والحصار والاحتلال.
وعبرت التصريحات الأخيرة للمبعوث الأممي والرئيس الأمريكي هذا الأسبوع عن رغبة واضحة لدى رعاة تحالف العدوان في مواصلة منهج المراوغة ومحاولات الالتفاف على متطلبات ومحدّدات السلام الفعلي، ومنها: رفع الحصار، ومواصلة استخدام استحقاقات الشعب اليمني كأوراق مساومة وابتزاز، وهو الأمر الذي يهدّد بإفشال جهود السلام وعودة التصعيد.
ونقلت وسائل إعلام وطنية عن عضو الوفد الوطني، حميد عاصم، قوله: إن دول العدوان “لن ترضخ إلا بالصواريخ البالستية والمسيرات” في تأكيد إضافي لإصرارها على مواصلة الحرب والحصار، وإعاقة جهود السلام.
وكانت القوات المسلحة قد أكّـدت جهوزيتها لتنفيذ توجيهات القيادة في والرد على تعنت تحالف العدوان بعمليات نوعية مزلزلة وحاسمة لا تخطر على بال الأعداء، مؤكّـدة توسع بنك الأهداف الحساسة والحيوية التي ستطالها تلك العمليات.
وعلى مدى عام كامل رفض تحالف العدوان رفع القيود على مطار صنعاء، بل أغلق وجهة القاهرة التي كان قد تم الاتّفاق عليها في إطار الهُدنة، ولا زال يصرُّ على إبقاء القيود الإجرامية المفروضة على ميناء الحديدة؛ فيما يرفُضُ تماماً صرف رواتب الموظفين من إيرادات النفط والغاز، وهي مؤشرات تعكس تعنُّتًا واضحًا وتمسُّكًا عمليًّا بمواصلة الحرب والحصار.