نظمت وزارة الأشغال العامة والطرق والمؤسسة العامة للطرق، والجسور وصندوق صيانة الطرق اليوم الثلاثاء ، فعالية خطابية بذكرى اليوم الوطني للصمود.
وخلال الفعالية أكد نائب وزير الأشغال المهندس محمد الذاري أهمية إحياء يوم الصمود لاستذكار عنجهية وجبروت الطغاة وكبرهم، وما ارتكبوه من مجازر يندى لها الجبين.
وأشار إلى أن الجروح الغائرة في صدور كل اليمنيين نتيجة إجرام تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لن تندمل على مر التاريخ بل ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.
وقال “نفتتح عاما تاسعا من الصمود وقد اكتمل نمو اليمن العصي، يمن المسيرات والصواريخ المجنحة، يمن النهضة الزراعية، والإبداع في كل المجالات”.. لافتا إلى أن اليمنيين وعلى الرغم من المعاناة وظروف الحصار والتجويع إلا أنهم أبوا إلا أن يثبتوا أنهم أهل الحكمة والإيمان والتاريخ التليد، وأولو قوة وبأس شديد.
وتطرق نائب وزير الأشغال، إلى ما لحق بالوزارة والمؤسسة العامة للطرق من خسائر وأضرار جراء تدمير طيران تحالف العدوان لأكثر من 100 جسر وخمسة آلاف كيلومتر من الطرق.
وبين أن العدوان والحصار أديا إلى تضرر الطرق الإسفلتية وخروجها عن الصيانة الفعلية وتراجع مستوى خدماتها، وتوقف مشاريع الوزارة التي كانت تصل سنويا إلى أكثر من 440 مشروعا، وبمعدل 900 – 1200 كيلو متر بتكلفة تتراوح بين 80 إلى 100 مليار ريال.. لافتا إلى أن الخسائر الناجمة عنها خلال ثمان سنوات تصل إلى ثلاثة مليارات دولار.
وأوضح الذاري أن خمسة آلاف موظف وكادر هندسي بالوزارة والجهات التابعة لها تضرروا في دخولهم ومستوى معيشتهم، في حين توقف الناتج المحلي من خدمات الوزارة والمؤسسة وتضررت عوائدهما الاستثمارية.
وأفاد بأنه سيتم احتساب تكاليف كل هذه الخسائر والأضرار من قبل مختصين ووفقا لمعايير دقيقة كونها لازالت مستمرة.. لافتا إلى أنه ومهما بلغت التقديرات الخاصة بهذه الخسائر إلا أن المعاناة والأوجاع التي سببها العدوان لا يمكن أن تقاس بالمال، ولا يمكن أن يشفى غليل اليمنيين سوى بالأخذ بالثأر من المجرمين وإعادة إعمار كل ما دمره العدوان من بنية تحتية وجبر ضرر كل الأسر اليمنية المتضررة.
من جانبه تطرق رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للطرق والجسور المهندس عبدالرحمن الحضرمي، إلى فداحة المصاب الذي ألم باليمنيين جراء صلف وعنجهية تحالف العدوان وما أقدم عليه من قتل وتدمير للمنازل واستهداف ممنهج لكل مقدرات البلد وبنيته التحتية وفي مقدمتها الطرق والجسور.
وأشار إلى أن تحالف العدوان ظن أن حربه على اليمن ستكون نزهة وسيتم حسمها خلال أسبوعين، إلا أن دول العدوان ومن خلفها أمريكا وإسرائيل وكل قوى الاستكبار صدمت بصمود وصلابة الشعب اليمني واستبساله في الدفاع عن أرضه وعرضه وعزته وكرامته.
وذكر الحضرمي أن الشعب اليمني صنع التحولات على كافة المستويات، وأصبح لديه جيش منظم، ومن بقايا سلاح مستورد إلى تصنيع حربي واكتفاء ذاتي من مختلف أنواع الأسلحة، وبالتالي انتقل من الدفاع إلى الهجوم برا وجوا وبحرا.
وقال ” بالأمس استقوت دول العدوان بأمريكا وأعلنت حربها العدوانية من واشنطن، واليوم تستنجد وتستجدي الوسطاء لوقف الحرب وتمديد الهدنة، وهذا لم يكن له أن يحدث لولا تأييد الله لعباده المستضعفين”.
وأفاد رئيس المؤسسة بأن الشعب اليمني قيادة وشعبا وحكومة يطوي عاما ثامنا من الصمود والإباء رغم الجراح والمعاناة الناجمة عن قصف العدوان وتدميره لكل مقومات الحياة في البلد.. مبينا أن شبكة الطرق والجسور التي تمثل شريان الحياة لم تكن بمنأى عن ذلك، حيث قصف العدوان ودمر ما يزيد عن 100 جسر وأكثر من خمسة آلاف كيلومتر من الطرق سعيا منه لشل حركة السير وقطع خطوط الإمداد ونقل المرضى والغذاء والدواء والوقود.
وأشار إلى أن ذلك استدعى من المؤسسة العامة للطرق والجسور ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقها في الحفاظ على شبكة الطرق والجسور بالتحرك لمواجهة تداعيات العدوان وإفشال ما يسعى إليه من وراء تدمير الطرق والجسور.
وذكر الحضرمي أن المؤسسة حشدت منذ الوهلة الأولى وعلى مدى ثمان سنوات من العدوان كل إمكانياتها من كادر ومعدات في مختلف محافظات الجمهورية لإعادة ما دمره العدوان من طرق وجسور وتمكنت من صيانة وإعادة إنشاء 60 جسرا، وصيانة وترميم وإعادة تأهيل ما يقارب ألفي كيلو متر من الطرق المدمرة.
وأوضح أن المؤسسة ساهمت في معالجة الأضرار الناتجة عن استهداف العدوان لمطار صنعاء وتنفيذ العديد من المشاريع في مختلف المحافظات، في ظل حصار خانق وشحة في الموارد والمشتقات النفطية والإسفلت.
وأضاف ” أحدثت المؤسسة نقلة نوعية على صعيد الاكتفاء الذاتي في إعادة تأهيل وصيانة وتنفيذ الطرق والجسور طبقا للمواصفات الفنية ومعايير الجودة وبكوادر محلية، تمكنت أيضا من ابتكار مواد مضافة محلية أغنت عن المنتج الأجنبي الذي كان يكلف آلاف الدولارات”.
وثمن رئيس المؤسسة دعم قيادة المجلس السياسي الأعلى ممثلة بفخامة المشير الركن مهدي المشاط، للمؤسسة للتغلب على الصعوبات والتحديات التي واجهتها نتيجة استهداف طيران العدوان مقراتها ومبانيها ومخازنها ومعداتها، وما ترتب عليه من خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وأكد أن اهتمام ودعم القيادة للمؤسسة مكنها من مواصلة مسيرتها الرائدة في إنشاء وصيانة الطرق والجسور وتحديث أصولها وتطوير مراكزها الخدمية، وإنشاء وإعادة تأهيل المجمعات الخاصة بإنتاج الكري والخلطة الإسفلتية والورشة المركزية لتأهيل وإصلاح المعدات، إلى جانب تأهيل كوادر المؤسسة لتظل صرحا شامخا ورائدا في إنشاء وصيانة الطرق والجسور والإنشاءات.
وبحسب رئيس المؤسسة فقد تسبب العدوان منذ عامه الأول في حرمان المؤسسة من مشاريع تنموية بمعدل 120 مليون دولار سنويا، وبإجمالي مليار دولار خلال الثمان السنوات الماضية.. لافتا إلى أن العدوان أفقد المؤسسة فائض نشاط بمبلغ 170 مليون دولار والتي كانت تخصصها لتعزيز قدراتها وإمكاناتها وتحديث أسطولها كمؤسسة وطنية في قطاع المقاولات والإنشاءات والطرق والجسور.
ووفقا للحضرمي فقد بلغت خسائر المؤسسة نتيجة استهداف معداتها ومبانيها ومخازنها ومجمعاتها الإنتاجية وتراجع نشاطها بأكثر من 168 مليون دولار.
فيما أكد نائب رئيس صندوق صيانة الطرق المهندس نبيل المؤيد، أن طيران تحالف العدوان استهدف شبكة الطرق والجسور بأكثر من خمسة آلاف غارة بشكل مباشر سعيا منه لقطع الطرقات وإيقاف حركة المواطنين ونقل المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية، وعزل المحافظات والمديريات عن بعضها.
وأفاد بأن العدوان دمر الجسور والطرق وخاصة في المناطق الجبلية والوعرة التي يصعب إعادة إصلاح الأضرار فيها.. مشيرا إلى أن الصندوق والمؤسسة واصلا العمل في إصلاح وإعادة تأهيل وإنشاء الجسور والطرق المدمرة والمتضررة.
وبين المؤيد أن الخسائر المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن استهداف العدوان لشبكة الطرق الوطنية تصل إلى أربعة مليارات دولار.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس المؤسسة العامة للطرق المهندس أمير الدين الحوثي، ووكيلا وزارة الأشغال لقطاع الإسكان المهندس قاسم عاطف، والشؤون المالية والإدارية عبدالله أبو طالب، والوكيل المساعد لقطاع الطرق المهندس إبراهيم الكبسي، استعرض وكيل قطاع الطرق المهندس خالد باشماخ جانبا من الخسائر التي لحقت بالقطاع جراء العدوان والحصار.
وقدر أضرار وخسائر الطرق قيد التعاقد البالغة 16 ألفا و700 كيلومتر بنحو ثلاثة مليارات دولار، والتي تتمثل في التعويضات والإصلاحات السعرية وكذا إصلاح ما تم انهياره.
وأكد المهندس باشماخ أن هناك أضرار أخرى بمليارات الدولارات نتيجة الدمار الذي لحق بالمدن السكنية لذوي الدخل المحدود في غالبية المحافظات، إضافة إلى تضرر مبنى وزارة الأشغال نتيجة استهداف طيران العدوان لمنطقة نقم بعشرات الغارات.