إستمرار المعارك لليوم الخامس على التوالي.. العشائر تطرد “قسد” من ريف دير الزور
العين برس/ سوريا
أفادت مصادر عشائرية من دير الزور ، إنّ ما يحصل في دير الزور من تطورات تجاوز قضية اعتقال أبو خولة وأشقائه. وتعتبر أنّ المشكلة هي في طريقة تعامل “قسد”، واتهامها لأبناء العشائر بأنهم خلايا “داعش” ومجرمين وتجار مخدرات.
تواصلت الاشتباكات بين مقاتلين من أبناء العشائر، ومسلحي “مجلس دير الزور العسكري” من جهة، ومسلحي “قسد” من جهة أخرى، لليوم الخامس على التوالي، على خلفية اعتقال “قسد” لـ”قائد مجلس دير الزور العسكري” الملقب بـ”أبو خولة”، وأربعة من أعضاء المجلس، بعد استدراجهم لاجتماع عسكري في قاعدة لـ”التحالف” الدولي، في سد الحسكة الغربي.
وفي اليوم الخامس من المعارك، تمكن مقاتلو العشائر من السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف دير الزور، بعد انسحاب مقاتلي “قسد” منها، إثر اشتباكات بين الجانبين. وواصل الأهالي قطع الطرقات في أرياف دير الزور، لمنع مرور تعزيزات “قسد” و”التحالف” من قراهم وبلداتهم.
كذلك، سيطر مقاتلو العشائر على مقرات لـ”قسد” في بلدات أبو حمام والطيانة والشحيل والحوايج، بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد انسحاب عناصر “قسد” منها تحت ضغط الانشقاقات.
كما أقدم الأهالي على حرق بئر نفط في منطقة العزبة شمال دير الزور، احتجاجاً على الاقتحامات والاعتقالات التي تقوم بها “قسد” في المنطقة، إثر سيطرتها على القرية، بعد معارك استمرت ثلاثة أيام مع الأهالي وعناصر “مجلس دير الزور العسكري”، بالتزامن مع إحراق أهالي قرية الحويج لرايات “قسد”، احتجاجاً على الحملة العسكرية في المنطقة.
بالتوازي، تصاعدت وتيرة البيانات العشائرية الرافضة للعملية الأمنية لـ”قسد” بأرياف دير الزور، من خلال إصدار شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم عبود جدعان الهفل، بياناً صوتياً، طالب فيه ” جميع القبائل والعشائر بريف دير الزور إلى توحيد الصف والكلمة ضد السياسات الممنهجة ضد أبناء العشائر من أسر وقتل للأطفال والنساء”، في إشارة إلى حملة “قسد” في المنطقة.
بدورهم طالب عدد من وجهاء العكيدات في بيان مصوّر، “بضرورة محاسبة قسد على ممارساتها ضد أبناء القبائل والعشائر بريف دير الزور”، مؤكدين أيضاً ” ضرورة طرد قسد من كامل أرياف دير الزور”.
وعقد شيوخ ووجهاء قبيلة البكارة، في بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي، اجتماع عشائري أكدوا فيه على “رفض الحل العسكري الذي تقوم بهه قسد”، والتأكيد على “ضرورة تشكيل وفد والتوجه لمنطقة المعامل للقاء قيادات قسد للمطالبة بوقف الحملة العسكرية، وفك الحصار عن القرى والبلدات المحاصرة”.
كذلك، أعلن مسلحون عشائريون بالريف الغربي لدير الزور، “النفير العام ضد قسد”، مؤكدين ” العمل على طرد قسد من كامل الخط الغربي للقرى احتجاجاً على ممارساتها ضد الأهالي في الحملة العسكرية القائمة بريف دير الزور العسكري”، فيما أمهل مقاتلين عشائريين آخرين ” عناصر قسد المتواجدين في البصيرة ساعات قليلة للانشقاق والفرار من المنطقة، قبل السيطرة على المنطقة بالكامل”.
من جهتها، اعتبرت “قسد” في بياناتها، أنّ ما يجري في دير الزور هو “عمليات تصفية واعتقال لخلايا داعش، والمجرمين الخارجين عن القانون وتجار المخدرات”، مؤكدةّ أنها ” مستمرة بالحملة لحين ضبط الأمن والاستقرار في كامل أرياف ديرالزور”.
ورأت “قسد”، أنّ “الحملة أطلقت بناءً على طلب ومناشدات من أبناء العشائر”، متهمةً ” الأشخاص الذين يواجهون الحملة في دير الزور بأنهم يتلقون تعليمات من مناطق سيطرة الاحتلال التركي في رأس العين وتل أبيض”.
وأوضح البيان: “تخذ قواتنا إجراءات إضافية لملاحقة مجموعات مسلحة تسللت إلى قرى في الريف الشرقي لدير الزور من الضفة الغربية لنهر الفرات، وبدأت تلك المجموعات بالتحشيد للهجوم على قواتنا في قرى الريف الشرقي، حيث تمّ إرسال العتاد من قبل جهات أمنية تابعة للنظام السوري مساء أمس في محاولة لإحداث الفتنة الأهلية خدمة لأجنداتها، بما فيها ضغوطات وتهديدات يتعرض لها وجهاء المنطقة من قبل تلك الجهات”.
وتابعت بيان “قسد”: تؤكد قواتنا، أنّ عملية تعزيز الأمن المتواصلة في دير الزور انطلقت بناءً على مطالب أهالي ووجهاء المنطقة، حيث أطلعت القوّات شيوخ ووجهاء المنطقة مسبقاً بالعملية وأهدافها”.
بدورها، أكدت مصادر عشائرية في تصريح لـ”الميادين نت”، أنّ ” ما يحصل في دير الزور من تطورات تجاوز قضية اعتقال أبو خولة وأشقائه، لكونهم لا يملكون تأييداً من سكان وأهالي المنطقة، وارتكبوا تجاوزات بحقهم”، مشيرةً إلى أنّ “المشكلة هي في طريقة تعامل قسد واتهامها لأبناء العشائر بأنهم خلايا داعش ومجرمين وتجار مخدرات”.
ولفتت المصادر العشائرية، إلى أنّ “الأهالي يرفضون محاولات قسد فرض السطوة الكردية الأمنية والعسكرية والمدنية على أرياف دير الزور، وسيواصلون القتال لحين تحقيق مطالبهم بطرد قسد من المنطقة، أو منح أبناء المنطقة حق إدارة مناطقهم”.
وأمس الأربعاء، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، قراراً بعزل قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل، من مهامه في قيادة المجلس، بالإضافة إلى أربعةٍ آخرين من قيادات المجلس، حيث برّرت “قسد” قرارها بدعوى ارتكابهم “جرائم وانتهاكات”.
وتصاعدت حدّة التوترات بين مجلس دير الزور العسكري و”قسد” مؤخراً، حيث اندلعت موجة اشتباكات بين عناصر المجلس، والشرطة العسكرية التابعة لـ”قسد”، أواخر تمّوز/يوليو الماضي، في بلدة الصور، شمالي محافظة دير الزور السورية.