قائد الثورة الاسلامية : الشعب أظهر توجّهه الأساسي في التمسك بثورته الاسلامية
العين برس / ايران
وصف قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، مسيرات احياء الذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الاسلامية لهذا العام بانها كانت تاريخية، وقال ان الشعب خلق في كافة انحاء البلاد ملحمة بالمعنى الحقيقي للكلمة وارى لزاما عليّ ان اقف اجلالا له.
وخلال استقباله صباح اليوم الأربعاء الآلاف من أهالي مدينة تبريز، اعتبر سماحته اهالي محافظة آذربيجان بانهم حاملوا لواء وحدة إيران وحريتها وقال: ارى لزاما عليّ ان اقف اجلالا لهذا الشعب العظيم لخلقه مسيرات يوم 22 بهمن (١١ شباط/فبراير) التاريخية هذا العام.
واضاف: أن هذه الملحمة الحقيقية والحماسية وذات المغزى الكبير هي نتيجة ثبات الشعب وعدم انحرافه عن خط الثورة ، وان طريق التقدم والاقتدار هذا، سيستمر بالوحدة الوطنية وبنظرة ثورية وليست رجعية للمشاكل، أي الاعتماد على المثابرة التي أدت إلى الإنجازات ، وان الارضية لذلك هو العمل الجهادي والدؤوب المبذول ليل نهار من قبل جميع المسؤولين لتحقيق النمو الاقتصادي ومعالجة الصعوبات، وخاصة التضخم.
وفي شرحه لجوانب حركة الشعب القيمة جدا يوم ١١ شباط ، اشار قائد الثورة الى “الدعاية الصاخبة للاعداء والمشاكل التي يشعر بها الناس بكل وجودهم والطقس البارد وسائر العوامل المعرقلة للحوافز” وقال: ان الشعب المؤمن والواعي تجاهل كل هذه الامور وجاء الجميع الى الساحة، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في إيران العزيزة واوصلوا أصواتهم العالية الى اسماع الجميع، اذ ان الله الشكور هو القادر فقط على الشكر الحقيقي لهذه الحركة الوطنية العظيمة.
ووصف مسيرات “سبت الشعب التاريخي” مثالا لاستمرار الصمود الوطني ، واشار إلى الانحرافات التدريجية عن خط الحركة الرئيسي في الثورات ، وقال: في الثورة الإسلامية ايضا انحرف البعض عن المسار المستقيم للثورة لاسباب مختلفة ، وانتهى بهم الامر لمناهضة اساس الثورة واهدافها السامية.
وأضاف الإمام الخامنئي: على عكس هذه العناصر ، فان الشعب ومن دون الشعور بالإرهاق واليأس ، ودون الخوف من ضربات العدو وتهديداته وعربدته، استمر في طريقه القويم مع الحفاظ على هويته وشخصيته وعظمته، وفي هذا المسار ، جاء يوم ١١ شباط هذا العام ، إلى الشوارع في كافة انحاء البلاد وبدوافع مختلفة أظهر مثابرته ذات المغزى ومناهضته للعدو.
واشار قائد الثورة الى جهود العدو وبعض العناصر الداخلية لإضعاف عزيمة الشعب ونسيان طريق الثورة وأضاف: من الأهداف المهمة لأحداث الشغب الخريفية جعل الناس ينسون يوم ١١ شباط، حيث أن بعض الافراد في الداخل بحجج هزيلة وكلمات خاطئة اتبعوا نفس الخط في الصحف والفضاء الافتراضي، لكن بالطبع احبطهم الشعب.
وكان حضور الشعب بوعي وتحليل من سمات مسيرات 22 بهمن المجيدة التي أشاد بها قائد الثورة، وقال: اتضح من مقابلات المواطنين أنهم جاءوا إلى المسيرة مع التحليل، ولأنهم ادركوا أن أميركا تخشى حضورهم، فقد اظهروا توجههم الاساسي اي الدعم للثورة الاسلامية والدولة في الجمهورية الاسلامية بحضورهم الزاخر بالحماس والسرور والروح المعنوية والحوافز وبشعارات زاخرة بالمضامين.
وأضاف آية الله الخامنئي: إن إمبراطورية الإعلام الأميركية والصهيونية تحاول منع هذا الصوت من الوصول إلى آذان الشعوب الأخرى ، ولكن على من ينبغي ان يسمع، أي أجهزة صنع السياسات في أميركا وبريطانيا وأجهزة تجسس العدو، قد سمعت هذا الصوت.
وأشار قائد الثورة إلى الضجيج الدعائي في الفضاء الافتراضي ووسائل الإعلام المعادية عشية 22 بهمن وقال: كانت هناك أصوات معارضة حاولت وسائل الإعلام هذه تضخيمها، لكن صوت ونداء الشعب طغى على جميع الأصوات الأخرى.
وكان “شرح أكاذيب وضعف مزاعم الأعداء عن الجمهورية الإسلامية” جزءًا آخر من خطاب سماحته وقال: أحيانًا يقولون بأكاذيب صارخة أن الجمهورية الاسلامية تتراجع ، بينما هي مختلفة تمامًا عما كانت عليه قبل عقدين أو ثلاثة عقود، رغم المشاكل، وتتقدم الى الامام كثيرا. أحيانًا يقولون إن الجمهورية الإسلامية وصلت إلى طريق مسدود، إذا كان هذا الادعاء صحيحًا ، فإن الشخص الذي يصل إلى طريق مسدود ينتهي ويسقط على الأرض ، فلماذا تنفقون الكثير لإسقاطه؟.
وقال آية الله الخامنئي، مشيرًا إلى هجمات وشكوك العدو المكررة حول ضرورة عدم امتلاك إيران للقوة العسكرية: أولاً وقبل كل شيء ، يجب على الدولة التي لديها الكثير من الأعداء أن تفكر في نفسها وشعبها، تمامًا كما في بداية الثورة ، عندما علمتُ أن البعض يريدون بيع طائرات إف 14 ، سرعان ما ادليت بتصريح وكشفت عن الامر، وفشلت تلك الخطوة.
وأكد قائد الثورة: من منطلق العقل والشريعة ، فقد أولينا الاهتمام الكامل للجوانب الدفاعية ، واستناداً إلى القرآن الكريم، سنبذل قصارى جهدنا في هذا المجال في المستقبل.
وفي السياق ذاته ، أضاف: لقد عملت الدولة واستثمرت في مجالات أخرى ، منها الصناعة ، وشؤون البنية التحتية مثل شق الطرق وبناء السدود ، وغيرها من المجالات ، عدة أضعاف شؤون الدفاع ، لكن العدو الذي هو واضح خوفه من دعايته حول الطائرات الإيرانية المسيرة، ينكر أي تقدم آخر ويسلط الضوء على القضايا الدفاعية.
وفي تلخيصه لهذا الجزء من حديثه قال قائد الثورة: بحمد الله فإن الشعب لم ولن يعير اهتماما لوساوس المناوئين ويعلم أن أي تقدم وتحرك لتقوية إيران سيثير غضب الأعداء حيث ينبغي أن يقال لهم وفق الآية الكريمة؛ موتوا بغيظكم.
ووصف آية الله الخامنئي تقدم البلاد بأنه حقيقة مشجعة ومثيرة للإعجاب ، وقال: طبعا نحن ضعفاء في الدعاية والعمل الإعلامي ، ولم نحقق المهارات اللازمة لإظهار هذه الإنجازات ، لكن زوار المعارض أو إنجازات إيران ، يعبرون عن دهشتهم من التقدم المنجز في ظروف الحظر، حيث قال القائد الصهيوني الخبير في مجال الصواريخ قبل بضع سنوات أنني عدو لإيران ، لكنني ارفع قبعتي أمام إنتاج ذلك الصاروخ المتقدم من قبل العلماء الإيرانيين.
ولم يعتبر سماحته التأكيد على التقدم بانه يعني إنكار لنقاط الضعف ، وقال: هناك العديد من نقاط الضعف والقصور في البلاد لأسباب مختلفة ، بعضها ملحوظ للناس ، مثل ارتفاع الأسعار والتضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية. وهناك أيضا نقاط ضعف في القطاعات الأخرى ، مثل القطاعات الإدارية ، ولكن هناك نوعان من وجهات النظر أمام هذا الضعف.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: النظرة والمنهج الأول هو أنه بالنظر إلى الإنجازات ، يمكننا أن نفهم أنه بنفس الجهد الذي حققناه في هذه الإنجازات ، هناك أيضًا إمكانية إزالة نقاط الضعف ، وهذه رؤية ثورية.