رسائل من وحي خزائن الردع.. ماذا بعد منشأة “عماد 4″؟
العين برس/ مقالات
مهدي قشمر
تتوالى رسائل المقاومة الإسلامية العسكرية منذ بداية جبهة الإسناد اللبنانية للمقاومة في غزة، بشكل محترف ومبتكر، كما فعلت اليوم بنشر الإعلام الحربي فيديو بعنوان “جبالنا خزائننا”، الذي يظهر مشاهد لمنشأة “عماد 4″، والتي شغلت أركان العدو على المستويين العسكري والسياسي كما أرهقت إعلامييه ومحلليه في قراءة أبعادها ومضامينها.
في الواقع، أرادت المقاومة في كشفها عن هذه المنشأة تقديم رسائل عديدة في أكثر من اتجاه، وهذا ما أشار إليه العميد وليد سكرية في حديثه لموقع العهد الإخباري، حيث استذكر بداية رسائل حزب الله التي وجّهها للعدو منذ بداية معركة طوفان الأقصى، و”أن أبرز الرسائل هي كشف الأهداف “الإسرائيلية”، وهذا ما وثّقه “الهدهد”، مبيّنًا أن الأهداف داخل كيان العدو لا تُستهدف عشوائيًا، بل بدقة وبشكل مباشر”.
وبحسب العميد سكرية، فإن حزب الله وجّه رسالة أخرى، وذلك باستخدام صواريخ البركان، مشيرًا إلى أن لها تأثيرًا كبيرًا على قوات العدو، قائلًا “إنْ فكّر العدو بالدخول البري فإن قذيفة واحدة تسقط عليهم أو حولهم تعني خسائر كبيرة وإصابات في جنود العدو”.
وفي رسالة ثالثة، بحسب العميد سكرية، “استخدم حزب الله الصواريخ المضادة للدروع والتي أثبتت قوته ومهارة مقاتليه في استخدامها إضافة إلى وفرتها، إلّا أن الرسالة الأبرز في هذا الصدد كانت في استخدام صواريخ “الماس” التي تحمل كاميرا تلفزيونية وتنقل الصورة، إذ تستطيع بذلك ضرب أهداف غير مرئية مختبئة خلف التلال”.
أما رسالة اليوم، فإن المقاومة، برأي العميد سكرية “تقول إن قواعدنا محميّة وغير مكشوفة ولا تستطيع الطائرات “الإسرائيلية” استهدافها، وفي حال أراد العدو شنّ أي حماقة فإنها محصّنة وقادرة على استهداف قلب الكيان وبدقّة”، وأشار إلى أنها “رسالة واضحة للعدو الصهيوني وللأميركيين بأن لا تفكروا في الحرب، لأن عمق الكيان الصهيوني سيُضرب ضربًا أليمًا، ويتكبّد المجتمع “الإسرائيلي” خسائر لا يتحملها، ولن يستطيع تحقيق انتصار، لا بتقدم قواته البرية، ولا بتدمير الصواريخ التي تطال عمق الكيان الصهيوني”.
وحول توقيت نشر هذا الفيديو، يقول العميد منير شحادة في حديثه لموقع العهد الإخباري: “هذا التوقيت بالذات ليس صدفة، إذ إنها المرة الثانية التي تبثّ فيها المقاومة شريط فيديو بعد مغادرة مندوب الإدارة الأمريكية آموس هوكشتين لبنان، إذ بثّت في المرة الماضية شريط “الهدهد”، وفي هذه المرة بثّت فيديو منشأة “عماد 4″”، لافتًا إلى أن “المقاومة توجّه رسالة لـ”إسرائيل” ولكل من خلفها، أن هذا جزء بسيط من قدرات المقاومة ومن ترسانتها الصاروخية”.
وحول تسمية المنشأة باسم “عماد 4″، كان للعميد شحادة رأي مفاده أن هذه التسمية تدل على أنه هناك نسخًا متعددة واحدة واثتنين وثلاثة، وممكن خمسة وستة وسبعة وإلى ما هنالك”، مؤكّدًا أن “هذه واحدة من المنشآت الموجودة تحت الأرض، وهي ليست القاعدة الوحيدة فهناك قواعد أخرى منتشرة في كل مكان”.
وبما يتعلق بالقراءة العسكرية لحجم المنشأة، قال سكرية إن “منشأة بهذا الحجم والسعة تؤكد مدى تحضير حزب الله للحرب المحتملة منذ حرب تموز 2006، فإن حجم هذه المنشأة والعمل الموجود فيها يظهر كم من الجهد قد بذلت المقاومة منذ حرب تموز حتى يومنا هذا”، وشدد على أن هذه المنشأة “هي نموذج للمنشآت الموجودة، وهذا يظهر مدى الجهد المبذول من المقاومة، وجديتها في العمل للإعداد للحرب، وبناء القوّة لتدمير قوات العدو”.
وعن عمق هذه الأنفاق وحجمها الكبير الذي يتسع لشاحنات ضخمة تحمل صواريخ، إضافة إلى تشعبها، لفت العميد شحادة إلى أن “هذا يدل على الجهد والعمل المضني الذي قامت به المقاومة لإنشاء هذه الأنفاق والتي تدل على أن أنفاق المقاومة فيها أسرار كبيرة جدًا وخطيرة بالنسبة لـ”إسرائيل””.
وأضاف: “إذا ما قارنّا هذه الأنفاق مع أنفاق غزة، فإن أنفاق غزة تختلف كليًا عن أنفاق المقاومة في لبنان وهذا يدل على أنه فعلًا سوف تأتيكم من حيث تحتسبون ومن حيث لا تحتسبون، وأنا متأكد أن هذه المقولة سوف تتحقق في حال اتخذت “إسرائيل” قرارًا بشن حرب على لبنان”.
وفي سياق ما تقدّم، يتابع العميد شحادة: “المنشأة مجهزة بعشرات الآليات للرمي بصواريخ ثقيلة، وأنواع أخرى مهمة”، ويضيف أنّ “المقاومة تقصّدت عرض هذا النوع من الصواريخ لتقول إن ما نخبّئه من ترسانة صواريخ سيكون لكم مفاجئًا”، ويؤكد أن “المقاومة لم تظهر حتى الآن أكثر من 20 % من قدراتها القتالية”.
وفي خلاصة عامة قدّمها العميد منير شحادة قال إنّ ما نراه من “الهدهد”، ومنشأة “عماد 4” يتضمن رسائل ردعيّة للعدو، تقول له “عليك أن تحسب حسابات كثيرة قبل أن تقدم على أيّ حماقة لأنها سوف تكون كارثة عليك”، و”الفرق بين هذا الشريط وشرائط الهدهد أن الأخير عرض أهدافًا استراتيجية تُعتبر بنك أهداف للمقاومة، بينما في هذا الشريط (منشأة عماد 4) عرضت المقاومة بعض الإمكانيات والقدرات التي ستكون وسيلة لضرب هذه الأهداف”، مضيفًا أن “هذا يدل أيضًا على أن المقاومة لا تسعى للحرب ولكنها ليست مردوعة، بحيث إنه إذا فرضت على المقاومة هذه الحرب سوف ترد بقوة قصوى ومدمرة”.
المصدر: موقع العهد