كــربــلاء طــريــق الأقــصــىٰ
العين برس/ مقالات
عبدالله علي هاشم الذارحي
تتعاظم زيارة أربعينية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام عامًا بعد عام، وفي هذا العام 1446هـ تأتي زيارة الأربعين واحرار المقاومة يخوضون غمار معركة طوفان الأقصى للشهر العاشرعلى التوالي، فلا عجب أن يكون زحف الزوار المليونين إلى كربلاء معتبرين انها طريق الأقصى.. هذا يتطلب منا أن نكون على قدر عالي من الجهوزية والإعداد والوعي لتوصل رسالة الإمام الحسين(ع) من خلال زواره الى عالم الصمت والمتخاذلين خلال هذه المناسبة بأدق وأتم وأكمل معانيها، فهي شعيرةٌ مقدسة لا استطيع حصر كنهه عظمتها وأثرها في سطور..
كما لايمكن كذلك ان أفِي صاحبها حقه وهو المعصوم الذي لا يعرفه حق معرفته غير الله ورسوله والمقتدين به والموالين له..فـ زيارة أربعينية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام،وإحياء ذكراها تعتبر جزء لا يتجزأ من العقيدة الصحيحة الحقة والإسلام المحمدي الرسالي القويم، فهي تُعتبر محطة مقدسة لتجديد معاني الوفاء والثورة ومبادئ العدل والاستقامة وقيم الجهاد والنضال، فكربلاء المقدسة هي طريق الأقصىٰ الشريف..
وعليه فإن اربعينية الإمام الحسين(ع)لها بعدا روحانيا لشخصيةٍ روحانية ذابت عشقًا في الذات الإلهية وفي الإصلاح المجتمعي خاصة والأمة الإسلامية كافة، ولاشك ان زيارة الأربعين تترك في نفوس الأحرار والمواليين آثارًا ايجابيةً جمّة، كما تشتمل على أبعاد اجتماعية وعقائدية وثقافية واقتصادية وسياسية ووو… الخ من الأثار والأبعاد..
لأن حدث زيارة الأربعين وحجيج كربلاء، يعتبر حدثًا إقليميًا وعالميًا مهمًا، وبرهانٌ كافٍ على عالمية هذه الشخصية العلوية..لهذا فقد كشف مركز كربلاء للدراسات والبحوث، التابع للعتبة الحسينية المقدسة، بأنه يسعى لإدراج مناسبة الأربعين العظيمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، فـ ملايين البشر سيتوافدوا من كافة العالم وصولا الى مدينة كربلاء المقدسة لأداء زيارة اربعينية الإمام الحسين بن علي (ع) واحياءً لواقعة الطف الأليمة..
وفي زيارة الأربعين يتستحضر الزوار الكثير من المعاني والدروس والعظات والعبر والإقتداء بشخصية الإمام الحسين (ع) ليشكل بذلك منظومةً أخلاقيةً واعية، تقلق انظمة الإستكبار العالمي وعملائه، ويشارك فيها عدد كبير من غير المسلمين الذين برهنوا على صدق حقيقة عالمية الإمام الحسين عليه السلام،وبقاء، مبادئه وانتصار ثورته والسير على نهجه لنحيا حياة العزة والكرامة..
وفي زيارة اربعين الإمام الحسين هذا العام حشودٌ ضخمة وفرق تقدم خدمات متنوعة تملأ المكان وكرم عراقي منقطع النظير،خاصة وأن زوار الأربعين سيُوجهوا بقوة رسائلهم ويؤكدوا ولاءهم للخط الحسيني، خط انتصار المظلومِ على الظالم،ويجددوا عهدهم لمحاربة دول الإستكبار العالمي بقيادة امريكا الشيطان الأكبر ورفضهم للذل والخنوع والعبودية الا لله تعالى،ويؤكدوا ان طريق كربلاء هو الطريق الوحيد المؤدي الى تحرير الأقصىٰ الشريف وفلسطين وكافة المقدسات الإسلامية..
مما سبق وغيره يتبين أن ذكرى الأربعين هي مناسبة حيّة للاستذكار خصال أبى الشهداء وايثاره وتضحياته وبذله في سبيل الله من خلال أقواله النيرة وسيرته البهية وأخلاقه السنية وثورته القويمة،وأن الدماء المسفوكة ظلما في غزة هي التي ستنتصر على الكيان الصهيوني وداعميه وعملائه، والرد آت بقوة الله القوي العظيم وهيهات هيهات منا الذلة،والله على ما اقول شهيد.