الرد خيار استراتيجي: صنعاء تمتلك القدرة والقرار
العين برس/ تقرير
توازياً مع حالة الترقب التي تجتاح كيان الاحتلال لرد قوى المقاومة، والتنبؤ بتأثير المفاوضات على مسار الحرب، أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن الرد “قادم، والقرار حاسم، لا تراجع عنه أبداً… وهو التزام أخلاقي”. طيلة عقود ماضية، عملت إسرائيل على تضييق الخناق على المقاومة في الضفة وجنين حتى لا تمتلك أسلحة تصل إلى عقر تل أبيب المحتلة، لكنها لم تتهيأ يوماً لضربة يمنية من هذا النوع. ولهذا يجعل انتظار الرد جزءاً لا يقل صعوبة على الكيان، بحسب توصيف السيد الحوثي.
بدأ السيد الحوثي خطابه الذي تناول فيه أبرز تطورات المنطقة، بتسليط الضوء على عدد العمليات التي نفذتها كتائب القسام خلال الأسبوع، بما يعكس متابعته الحثيثة لمجريات المعركة. وأشار إلى أن “كتائب القسام نفذت 16 عملية بينها: عمليات استهداف لآليات العدو الإسرائيلي، وعمليات قنص لجنوده المجرمين، وكمائن مركبة لاستهداف قواته الخاصة، وعمليات قصف بالهاون والصواريخ”.
مضيفاً أن “من ضمن تلك العمليات: القصف بالصواريخ إلى يافا المحتلة، في عملية لها دلالة مهمة جداً في هذا التوقيت بالذات، في الشهر الحادي عشر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في الوقت الذي يتوقع فيه العدو أو يفترض أنه قد أنهى كتائب القسام”.
ورأى السيد الحوثي على أن “الرد هو واجب أخلاقي، وهو ضرورة عملية لردع العدو، وكل واحد من هذه الاعتبارات كافٍ في اتخاذ قرارٍ بالرد”. مشيراً إلى الجهود الأميركية لاحتواء الرد والتي تأتي ضمن سياق الخطوات السياسية والحوار والمفاوضات، والتحذير من الرد”.
موضحاً أن الرد هو قرار استراتيجي كونه ضرورة فعلية لردع العدو “لأنه عدو مجرم، لا مثيل لإجرامه، وعدوانيته وطغيانه في كل العالم”.
فيما يتعلق بما قام به الكيان الإسرائيلي من اعتداء في محافظة الحديدة، شدد على أن “الرد له مساره، له تجهيزاته، له تكتيكه، له إمكاناته المخصصة لذلك”.
أما بما يتعلق بالتأخير، خاصة وأن صنعاء كانت قد أعلنت أنها بصدد الرد على اعتداء الحديدة أيضاً، وشريكة بمعاقبة الاحتلال على عدوانه باغتيال رئيس المكتب السياسي الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران والقيادي الكبير في حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت، أوضح السيد الحوثي أن “التأخير هو في سياق عملي، وبقصد أن يكون الرد موجعاً للعدو، وأيضاً في مقابل حالة النفير العام الأميركية، التي تسعى لإعاقة هذا الرد، أو التقليل من تأثير”. مشيراً إلى أن التأثير العملي يعني أنه “لم يسبق للعدو الإسرائيلي أن كان في مثل هذه المرحلة من الخوف: إلغاء الرحلات الجوية لكثير من الشركات، والهلع والقلق الذي يعيشه المستوطنون في الكيان الإسرائيلي”.
وعن جبهات الاسناد أعلن السيد الحوثي عن أن عمليات القوات المسلحة اليمنية نفذت هذا الأسبوع ب 15 صاروخاً بالِسْتِيّاً ومجنحاً وطائرةً مُسَيَّرة، واستُهدِفت المزيد من السفن.
شارك اليمن الشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً. وإلى جانب الاسناد العسكري بالعمليات العسكرية في البحر الأحمر وتلك التي وصلت إلى جغرافيا فلسطين المحتلة، ارتقى عدد من الشهداء في هذه المعركة التي أطلقت عليها صنعاء “اسم معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وصل عددهم إلى 73 شهيداً و181 جريحاً. فيما بلغ عدد الغارات الأميركية البريطانية هذا الأسبوع 10 غارات، 8 منها في في الحديدة، وغارة في حجة، وغارة في صنعاء.
من ناحية أخرى، فإن استمرار العمليات اليمنية تعني بالضرورة فشل الاستراتيجية الأميركية في البحر الأحمر. في حين أن وصول الطائرة المسيرة يافا إلى وجهتها، يطرح أسئلة عدة حول دور اليمن في رد قوى المقاومة فيما لو كان القرار أن يكون جماعياً، وما هي خيارات صنعاء فيما لو كان الرد فرادى. الإجابة للميدان بعد أن أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها تمتلك القدرة والقرار.
المصدر: موقع الختادق