قبيل الرد الإيراني المرتقب.. واشنطن تعيد انتشار قواتها في سورية
العين برس/ متابعات
محمد عيد
تتحسب واشنطن للرد الإيراني المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وما قد يسبقه أو يعقبه من رد المقاومة الإسلامية في لبنان على اغتيال قائدها العسكري الكبير السيد فؤاد شكر، وما يمكن أن يرافقه من رد المقاومة الإسلامية في العراق، وأنصار الله في اليمن، على الكيان المحتل. مناخ من الترقب دفع قوات الاحتلال الأميركي في سورية إلى إعادة انتشارها، واستقدام المزيد من الجنود والتعزيزات إلى مواقعها الثابتة والمتحركة في الجزيرة السورية، على أمل حماية نفسها وتقديم الدعم المطلوب للكيان الصهيوني على رد جبهة المقاومة الذي ينتظر أن يكون كبيرًا وفاعلًا.
استعدادات وترقب
الخبير العسكري العميد علي خضور يؤكد أن طائرات الأباتشي الأميركية لا تغادر أجواء ريف دير الزور الشمالي، منذ إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية نيتها الرد على اغتيال هنية في طهران.
وفي حديث خاص لموقع العهد الإخباري، أشار العميد خضور إلى أن حركة قوات الاحتلال الأميركي المكثفة في الجزيرة السورية تحاول أن تغطي تدريبات جنود أميركيين مع مقاتلي “قسد”، كما أنها تتزامن مع تعزيز واشنطن لقواعدها شرق الفرات من خلال استقدام خمسين جنديًا، وخمس عشرة مروحية، وبطاريات دفاع جوي، وكميات كبيرة من الذخيرة، فضلًا عن إقامة مهبط للطائرات تحسبًا لخلق ظروف جديدة تفرضها طبيعة المعركة، حيث نجحت جبهة المقاومة في إرساء حالة من الغموض الميداني والتكتيكي، ووضع الكيان ورعاته الغربييين في حالة كبيرة من استنزاف الرصيد النفسي لديهم.
ورأى أن هذه الحشود والتعزيزات قد جاءت لتواكب التطورات في المنطقة لجهة النوايا الإيرانية المعلنة في استهداف الكيان الصهيوني، وقيادة المجهود العسكري العربي والإقليمي للدفاع عنه في وجه الضربات المحتملة من قبل إيران ومن قبل المقاومة العراقية.
ولفت الخبير العسكري إلى أن التحشيد الأميركي قد انتقل إلى قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية، وإلى بقية القواعد الأخرى التي تلقت ضربات مباشرة طوال الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن لا شيء يمنع من تلقيها ضربات نوعية أخرى خلال الرد المنتظر على النحو الذي تلقته قاعدة “خراب الجير” في الحسكة خلال الساعات القليلة الماضية.
تحشيد في المنطقة
من جانبه، رأى المحلل السياسي محمد خالد قداح أن الحشود والتعزيزات الأميركية في سورية ليست منفصلة عن نظيرتها في المنطقة، بل إنها تتكامل معها عسكريًا وتقنيًا عبر غرفة عمليات سياسية وميدانية واحدة أقامتها واشنطن على عجل، في محاولة منها لاستيعاب واحتواء الرد الإيراني وبقية الحلقات الفاعلة في جبهة المقاومة.
وأشار قداح في حديث له للعهد إلى إعلان القيادة المركزية الأميركية عن نشر مقاتلات من الجيل الخامس من طراز ” أف – 22″ ( رابتور) في المنطقة تحسبًا للرد الإيراني، فضلًا عن إعلان البنتاغون أنه سيرسل سفنًا وطائرات إضافية إلى الشرق الأوسط لحماية الكيان الصهيوني.
وأضاف قداح أن الأمور مرشحة للاشتعال بقوة مع تصميم إيران وحلقات محور المقاومة على رد “نوعي ومختلف” يفوق الرد الكبير الذي تضمنته عملية “الوعد الصادق”، لا سيما أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يريد استغلال أيام بايدن الأخيرة في البيت الأبيض من أجل توريط واشنطن في الحرب الإقليمية التي تعتبر مجازه الوحيد للبقاء في الحكم، فيما تبدو جبهات محور المقاومة مسرحًا محتملًا لعملية التدخل الأميركي غير محمود العواقب، وفق قراءة الخبراء العسكريين والسياسيين.
وختم محمد خالد قداح بالإشارة إلى أن عدد الجنود الأميركيين في عشرين قاعدة تقريبًا على الأراضي السورية لا يتجاوز الألفي جندي، لكنه مع ذلك كفيل بمنع الدولة السورية في الوقت الراهن على الأقل من استحضار وجودها ومؤسساتها في الشمال الشرقي، كما أن وجود القواعد الأميركية غير الشرعية على هذه الأرض سيشكل رأس حربة في دعم العدوان الصهيوني ومحاولة الحد من الرد المزلزل الذي توعدت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبقية جبهات المقاومة.
المصدر: موقع العهد