الاحتلال عالق في دوامة الاستنزاف… عودة المعارك إلى خانيونس وعملية طعن في الغلاف
العين برس/ فلسطين
بالرغم من كل شيء، تلاحق الهزيمة كيان العدو بقيادتيه السياسية والأمنية والعسكرية في كل مكان. ليس في هذا مبالغة، بل إنها حقيقة تستند إلى وقائع واضحة كما وضوح إجرام هذا العدو ودمويته التي تجلّت ولا تزال في أبشع صورها منذ 290 يوماً على بدء العدوان على قطاع غزة.
بالرغم إذاً من هذه الدموية المتمثلة بمجازر متنقلة دون أي خطوط حمراء أو رادع إنساني، وحصار وتجويع، وبالرغم من الدعم المنقطع النظير والتفوق العسكري والتكنولوجي، يبقى هذا العدو غير قادر على تثبيت “صورة انتصار” في أي بقعة في هذا القطاع. يعلن “الشجاعية” منطقة خالية من المقاومة ثم يعود إليها ليواجه مقاومة أشرس من ذي قبل، وكذلك في تل الهوا وبيت حانون وغيرها، تخرج إليه المقاومة من كل حجر، إنها روح تتوالد ولا يمكن قتلها، عسى أن يدرك نتنياهو ذلك، فيقرّ بأنه وضع جيشه وكيانه المؤقت في دوامة استنزاف قاتلة (بحسب صحيفة هآرتس فإن عدد الجنود الإسرائيليين الذين طلبوا دعماً نفسياً تضاعف 6 مرات منذ بداية الحرب)، آخر فصولها عودته، أي جيش الاحتلال، إلى خانيونس جنوبي القطاع.
خانيونس التي لم يمر سوى شهور قليلة على مغادرته اياها عقب عملية عسكرية دامت أشهر خلّفت دماراً مهولاً، لكن لم تقض على المقاومة رغم كل هذا، والدليل إعلانه البدء بعملية جديدة شرق المدينة وإصداره أوامر للنازحين بالإخلاء والتوجه نحو منطقة المواصي غرباً، حيث ارتكب منذ أسبوع مجزرة مروعة بزعم محاولته اغتيال أحد قياديي المقاومة هناك، لكنه فشل في ذلك فشلاً مدوياً.
كذلك، فإنه بالرغم من كل المحاولات المستميتة لتهجير سكان شمال القطاع، وإدراج بنود تشترط عودة فئة معينة من السكان (نساء وأطفال حصراً) في أي اتفاق مع المقاومة لوقف الحرب، فإن كل ذلك لم ولن يجعل ما يسمى مستوطنات الغلاف بمأمن من عمليات المقاومة. وما حدث اليوم الاثنين هو خير دليل على ذلك. ففي التفاصيل، أكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “إصابة شخصين في عملية طعن على مدخل نتيف هعسراه قرب مستوطنة سديروت بغلاف غزة”، دون إضافة معلومات أخرى عن هويات المنفذ والمصابين، لكنها أعلنت لاحقاً أن المنفذ “مواطن كندي مسلم دخل “إسرائيل” كسائح”. يأتي ذلك عقب إعلان وسائل أخرى تابعة لاعلام العدو أن المنفذ يحمل الجنسية الأميركية، ونفذ عمليته احتجاجاً ضد الحرب المستمرة على غزة.
العدوان
ميدانياً، فقد أدّى القصف الصهيوني المتواصل الذي يستهدف الأحياء الشرقية في خانيونس، إلى ارتقاء 45 شهيداً، بحسب مصادر طبية. وفي السياق، قال مدير التمريض في مجمع ناصر الطبي بخان يونس لـ”قناة الجزيرة” إن المستشفى استقبل خلال 3 ساعات مئات الشهداء والمصابين جراء عملية الاحتلال شرق المدينة.
وأضاف أن المستشفى يفقد أرواح المرضى والمصابين بسبب نقص الإمكانيات الحاد، كما ناشد جميع المستشفيات الميدانية التعاون في علاج الجرحى. وفي الاطار نفسه، أعلن مدير المستشفيات الميدانية بغزة عدم تلقي مستلزمات طبية منذ أشهر. وقال إن “الاحتلال يتعمد إصابة أكبر عدد من الأطفال والمسنين للضغط على المقاومة”.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع وصل إثرها إلى المستشفيات 23 شهيداً و91 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية. وبذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 39 ألفا و6 شهداء و89 ألفا و818 مصابا.
وطالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة التحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ”مسلسل القتل الصهيوني الممنهج ضد الشعب الفلسطيني”.
هذا وقد شهدت المناطق الشرقية للمدينة نزوحاً جماعياً تجاه المناطق الغربية، بعد بدء جيش الاحتلال عمليته الجديدة في المنطقة.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة القصاص في الشيخ ناصر بخانيونس، ما أدى إلى شهداء وجرحى. وأعلن الدفاع المدني إصابة طاقم إسعاف تابع له أثناء توجهه إلى منطقة تعرضت لقصف من قوات الاحتلال عند دوار بني سهيلا شرق محافظة خان يونس. وذكر أن اثنين من المسعفين هما: سائق الإسعاف ماهر الهسي وضابط الإسعاف محمد صافي، أصيبا بجروح.
وجاء القصف بالتزامن مع إصدار الاحتلال أوامر إخلاء لسكان العديد من المربعات الشرقية تشمل بلدات خزاعة وبني سهلا والقرارة وأحياء السطر والشيخ ناصر. وشنّت طائرات الاحتلال غارة محيط مفترق المطاحن بمنطقة القرارة شمال خان يونس. واستشهدت الطفلة ليان عبد الله الرقب وأصيب 6 جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الرقب في بني سهيلا شرق خانيونس. واستشهدت مواطنة جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة جاد الله في مخيم خانيونس.
من جهة ثانية، فقد استشهد فلسطيني وأصيب آخرين في قصف مسيّرة إسرائيلية خيمة للصحفيين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 163 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع.
وقالت مصادر إعلامية من داخل القطاع إن “المروحيات الإسرائيلية تطلق النار بكثافة شمال مخيم البريج وسط القطاع”، مضيفةً أن القصف على شمال مخيم النصيرات، أدّى إلى استشهاد فلسطيني.
إلى ذلك، أعلن المفوض العام للأونروا أن قوات إسرائيلية أطلقت النار بكثافة أمس على قافلة أممية متجهة لمدينة غزة برغم ظهور شعار الأمم المتحدة على المركبات. وقال إن “إحدى المركبات أصيبت بـ 5 رصاصات أثناء انتظارها أمام حاجز عسكري صهيوني جنوب وادي غزة”.
وفي ظل تواصل غارات الاحتلال على مناطق وسط القطاع، استشهد فلسطيني إثر قصف للعدو على محيط مسجد في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. كما انتشل الدفاع المدني في غزة 3 شهداء ونقل عدد من الجرحى جراء استهداف قوات الاحتلال شقة سكنية شرقي منطقة التفاح شرق المدينة.