تحليلٌ غربي: الوضع الداخلي الأميركي قابل للتفجير
العين برس/ متابعات
تطرق الكاتبان بروس هوفمان وجايكوب وير في مقالٍ نشرته مجلة Foreign Policy إلى احتمالية أن تؤثر حادثة محاولة اغتيال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب في نتائجها، وذلك في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد وانتشار ظاهرة العنف في الولايات المتحدة. وأضاف الكاتبان بأن الحادثة المذكورة هي أحدث حادثة عنف تستهدف مسؤول منتخب أو مرشح في الولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث أشار إلى أنّ شخصًا ادعى بأنه من أنصار السيناتور بيرني ساندرز حاول قتل أعضاء جمهوريين في الكونغرس عام 2017، ما أسفر عن إصابة ست أشخاص.
كما لفت الكاتبان إلى أنّ مواطنًا كنديًا من معسكر اليمين المتطرّف اقتحم منزل رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي عام 2022، وألحق إصابات بالغة بزوجها، وكذلك إلى حادثة اقتحام مبنى الكونغرس أوائل عام 2021، حيث ردّدت الحشود وقتها شعارات بشنق نائب الرئيس حينها مايك بنس.
وتابع الكاتبان أن النظام السياسي الأميركي لم يشهد مثل هذه الفترة الاضطرابية منذ حِقْبَة الستينيات، عندما جرى اغتيال الرئيس جون كينيدي وشقيقه والمرشح الرئاسي روبرت كينيدي، والناشط الحقوقي مارت لوثر كينغ.
وأردف الكاتبان أنّ محاولة اغتيال ترامب تأتي في توقيت حيث تواجه الأمة التي تعاني أصلًا من حالة الاستقطاب، دوامةً تصعيديةً من العنف، كما قالا إنّ الفصائل التابعة للمعسكر اليساري المتشدد تتهيأ لمظاهرات ضخمة خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وذلك بينما يستمر الحراك بتكثيف المظاهرات على خلفية “الحرب بين “إسرائيل” وحركة حماس ووجود “إسرائيل” عمومًا.
وتابع الكاتبان أن اليمين المتطرّف يتابع هذه التطورات بقلق على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه من شبه المؤكد أن يتولوا دور حماة ترامب بعد محاولة اغتياله. مشيرين إلى أنّ هذا المعسكر على الأرجح سيحاول أن يتولى بنفسه مهمّة حماية ترامب بعد فشل السلطات الفاضح في القيام بذلك.
وقال الكاتبان، إنّ المشكلة في هذه اللحظة الحرجة هي أن كلا معسكري التطرّف يريان أن هناك جدوى من إشعال الوضع في الولايات المتحدة، لافتين إلى أنّه وإلى جانب حالة عدم الرضا حيال أي من المرشحين الاثنين للرئاسة، هناك إحساس لدى المعسكرين بأن النظام السياسي متصلب وفاسد وغير فعال، ما يؤدي إلى قناعة بأن العنف مطلوب من أجل التخلص من هذا النظام.
وأوضح الكاتبان أن أتباع إستراتيجية “التسارع” هذه يصرون على أن أعمال العنف الصغيرة يمكن أن تشعل اللهيب على نطاق أوسع، ما يزيد بشكل كبير من خطر وقوع هجمات تتابعية. ونبها من أنّه لم يسبق وأن تشارك معسكرَا أقصى اليسار واليمين هذه الرؤية.
هذا، وأضاف الكاتبان: “بينما أفاد استطلاع للرأي أن واحدًا من أصل كلّ خمسة أشخاص يتفقون مع القول إن الأميركيين قد يضطرّون للجوء إلى العنف من أجل إعادة وضع البلاد على السكة الصحيحة، إلا إنّه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت دعوات ترامب وبايدن للوحدة الوطنية يمكن أن تبطل التوجّه الخطير الذي يؤثر على الطرفين في الطيف السياسي الأميركي”.
كما أردف الكاتبان، أنّ السؤال الأهم هو ما إذا كانت المرحلة الراهنة هي بداية لما قد يكون السباق الرئاسي الأكثر عنفًا في تاريخ البلاد”، وقالا إنّه لم يسبق وأن وضع الناخبون أمام خيارين لا يحظيان بشعبية لهذه الدرجة، ما يشكّل بيئة تمكّن من قيام أفراد بأخذ زمام الأمور بأيديها، وذلك في ظل حالة الإحباط إلى جانب الاضطراب النفسي.
وختم الكاتبان أنّ المتطرّفين في الولايات المتحدة قد يرون في محاولة الاغتيال الفاشلة لترامب ضوءً أخضر لتصفية ما سيعتبرونه تهديدات تسلسلية لترامب.
المصدر: موقع العهد