تحليل كلمة السيد القائد: تهديدات صارمة للسعودية ودعم لا يتزعزع لفلسطين
العين برس/ مقالات
كامل المعمري
في لحظة حساسة ومفصلية يطل السيد عبدالملك الحوثي في خطاب ناري يهز أركان النظام السعودي ويدوي في أرجاء المنطقة وبكلمات مفعمة بالجرأة والإصرار، يكشف السيد الحوثي الحقائق المستترة ويضع النقاط على الحروف بشأن تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والموقف اليمني الصامد أمام التحديات الإقليمية والدولية. هذه الكلمة لم تكن مجرد بيان سياسي، بل كانت صرخة مدوية في وجه الظلم، وتحذيرًا صارمًا لكل من تسول له نفسه المساس بكرامة الشعب اليمني ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني. إن هذا الخطاب لا يدع مجالاً للشك بأن اليمن على أتم استعداد لمواجهة أي تصعيد، وأن المقاومة مستمرة بقوة وعزيمة لا تلين.
تناول السيد الحوثي بجرأة غير مسبوقة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والموقف اليمني الصامد، ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية بتلك الكلمة، لم يكتفِ السيد الحوثي بالإدانة، بل حمل معه تحذيرات صارمة وتهديدات واضحة لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة الشعب اليمني ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني.
استمرارية المقاومة وتطوير القدرات
أبرز السيد الحوثي في كلمته القدرات العسكرية المتطورة للمقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى النجاحات التي حققتها فصائل المقاومة رغم الحصار والعدوان المستمر .
و أكد على العمليات النوعية التي تعكس استعداد المقاومة وتطور تكتيكاتها، مثل عمليات كتيبة القسام. في إشارة أن المقاومة لا تزال في حالة استعداد عالي وتطور مستمر، مما يزيد من تعقيد مهمة العدو الإسرائيلي في تحقيق أي نصر عسكري.
تلك العمليات النوعية ليست فقط رمزًا للقوة، ولكنها تجسد أيضًا الروح المعنوية العالية لدى المقاتلين، التي تعزز من قدرتهم على الصمود والمواجهة
ركز السيد الحوثي على أهمية تنسيق العمليات بين جبهات الإسناد في اليمن ولبنان والعراق مع المقاومة الفلسطينية، مما أسفر عن تأثيرات ملموسة على حركة الشحن في البحر الأبيض المتوسط واستهداف السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.
هذا التنسيق يظهر قوة التحالفات بين حركات المقاومة ويؤكد أن المواجهة مع العدو ليست محصورة في نطاق جغرافي ضيق، بل هي معركة إقليمية
وهو تنسيق يعزز من قدرة المقاومة على تنفيذ عمليات منسقة ومدروسة بشكل أكبر، مما يزيد من الضغط على العدو ويضعف من قدراته على الرد الفعّال
تهديد العدو وتطوير الإمكانات
أشار السيد الحوثي إلى تطوير اليمن لصواريخ أسرع من الصوت وطائرات مسيرة وزوارق حربية، مؤكداً أن هذه القدرات أثارت خوف العدو وأثبتت فشل محاولات التصدي لها.
التطور في القدرات العسكرية يعكس الجدية والإصرار في مواجهة التهديدات ويزيد من رصيد الردع ضد الأعداء وان استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة يشير إلى مستوى متطور من البحث والتطوير الذي يجري داخل اليمن، مما يمكنه من الاستمرار في مفاجأة العدو بقدرات جديدة وغير متوقعة
ضمن الخطاب أشار السيد الحوثي إلى الفشل المتكرر للعمليات العسكرية الامريكية والبريطانية في اليمن،
في هذا السياق، تعمّد السيد الحوثي تذكير تحالف العدوان الامريكي والبريطاني بالهزائم المتتالية التي لحقت بهم في ساحة المعركة، مشيرًا إلى العمليات العسكرية التي شهدت تفوقًا واضحًا للقوات اليمنية رغم الإمكانات المحددودة ومن، الأمثلة البارزة على هذا الفشل هو عدم قدرتهم على تحقيق أي مكاسب استراتيجية دائمة رغم التفوق العددي والتكنولوجي.
في اشاره الى ان البحرية الامريكية واجهت مقاومة شرسة من اليمنيين ، الذين تمكنوا من إلحاق خسائر فادحة بالعدو الامريكي والبريطاني عبر الهجمات الصاروخية او المسيرة او بالزوارق
وان كل عملية ناجحة نفذها المجاهدون ضد بحرية العدوان كانت بمثابة جرس إنذار تشير إلى أن التكتيكات المتطورة والعزيمة القوية يمكن أن تتفوق على القوة التكنولوجية والعددية
السيد، الحوثي أأشار أيضًا إلى التخبط الامريكي والبريطاني الذين اصبح جنودهم في حالة من الرعب ولايدرون من اي جهة ستأتيهم الضربات في اشاره الى الفشل الاستخباراتي واللوجستي
وتأكيدا ان هذه العمليات اليمنية لم تكن مجرد انتصار تكتيكي بل كانت رمزية، إذ أظهرت اليمن للعالم أنها قادرة على توجيه ضربات موجعة لاي قوة في العالم ، مهما كانت مجهزة
رسائل التذكير للسعودية من قبل السيد الحوثي بصمود اليمن في المعركة التي شنت عليه قبل سنوات كرساله تحذير واضحة للسعودية بأن تكرار نفس الأخطاء سيؤدي إلى نتائج اسوأ والرسالة هنا كانت واضحة وهي أن استمرار السياسات العدوانية التي تخدم الامريكي والاسرائيلي ستكون عواقبها وخيمة
الحوثي يؤكد أن الجيش اليمني مستعد لأي تصعيد جديد، وأنه على أتم استعداد لتحويل أي هجوم إلى فرصة لإلحاق هزيمة جديدة بالقوات السعودية وهي رسالة ليس فقط للسعودية، بل للعالم أجمع، بأن اليمنيين قادرون على الصمود والمقاومة والانتصار حتى في أصعب الظروف
لذلك كانت رساله السيد الحوثي واضحة وهي أن أي تصعيد جديد سيكون بمثابة مغامرة مكلفة وغير محسوبة العواقب بالنسبة للسعودية
كما وركز السيد الحوثي على مفهوم الردع الاستراتيجي من خلال تسليط الضوء على الإمكانات العسكرية التي تملكها اليمن هذا يعني أن أي تحرك عدواني سيقابل برد فعل قوي ومدمر، مما يدفع السعودية للتفكير مليًا قبل اتخاذ أي خطوات تصعيدية.
وهي رساله تهدف إلى إظهار أن اليمن يمتلك القدرة على الرد بقوة وأن أي محاولة للاضرار باليمن ستكون مكلفة جدًا على المملكة كما ولمح السيد الحوثي إلى الفشل الاستخباراتي الامريكي في تحديد وتدمير مواقع الصواريخ اليمنية ليؤكد ان الاستخباراتية الامريكية ليست على مستوى عالٍ من الفعالية، مما يضعف موقفها ويجعل تهديداتها أقل وزناً وهو مايجعلها عرضة للمفاجآت العسكرية ويضعف من قدرتها على تنفيذ ضربات ناجحة
تعرض السيد القائد ضمن كلمته للنقاط الحساسة في الاقتصاد السعودي من خلال تهديداته باستهداف المنشآت الاقتصادية، والنفطية والبنية التحتية الحيوية، مما يبرز قدرة اليمن على إحداث تأثيرات كبيرة في حال استمرار المملكة في تنفيذ الأجمدة الامريكية ضد الشعب اليمني وهذا النوع من التهديدات يزيد من الضغط على السعودية ويجعلها تدرك أن استمرار العدوان سيكون له ثمن باهظ.
وبالرغم من اللهجة الحادة، يمكن فهم بعض تصريحات للسيد الحوثي كدعوة غير مباشرة للنظام السعودي لإعادة التفكير في استراتيجياته واللجوء إلى الحوار بدلاً من التصعيد العسكري وهذا يعكس رغبة صنعاء في السلام وعدم تحقيق رغبه العدو الامريكي الذي يسعى لاقحام السعودية في حرب جديده مع اليمن يعكس هذا الجانب العملي من السياسة اليمنية في توجيه النصح والتريث لعل وعسى
ثبات الموقف
الموقف اليمني الثابت تجاه فلسطين ضمن خطاب السيد اليوم الذي وضح أن موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني ثابت ومبدئي، ولن يتأثر بالتصعيد السعودي. مؤكدا أن أي خطوات عدوانية تجاه اليمن سيتم مواجهتها بقوة وإصرار، مما يعكس تصميم اليمن على التمسك بمبادئه وعدم الرضوخ للضغوط الدولية. هذا الموقف يعزز من صورة اليمن كدولة ملتزمة بقضايا الأمة العربية والإسلامية، ويجعل من الصعب على أعدائها تشويه سمعتها أو عزلهما دبلوماسيًا
كما انتقد السيد الحوثي بشدة الأنظمة العربية التي تسير في اتجاه التطبيع مع العدو الإسرائيلي، واصفًا إياها بأنها تخدم مصالح العدو وتساهم في تصفية القضية الفلسطينية.
هذا النقد القوي يوجه رسالة واضحة بأن اليمن لن يكون جزءاً من مخططات التطبيع وسيظل داعمًا للمقاومة. هذه المواقف تعزز من موقف اليمن في الساحة الدولية كدولة تدافع عن الحقوق العربية والإسلامية
كما أشاد السيد الحوثي بالحراك الشعبي في دول مثل المغرب والبحرين، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تعكس الوفاء والانتماء للأمة الإسلامية ودعا الدول العربية الأخرى للاستفادة من هذا الدرس والتحرك لمساندة الشعب الفلسطيني.
هذه الدعوة تعزز من الروح الجماعية والتضامن بين الشعوب العربية، وتوجه رسالة قوية بأن الشعوب لا تزال ملتزمة بقضية فلسطين
إن خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في هذه اللحظة الحاسمة لم يكن مجرد توجيه رسائل تحذير، بل كان إعلانًا عن مرحلة جديدة من الصمود والمقاومة.
في ختام كلمته، أرسل السيد الحوثي رسالة واضحة وحازمة إلى النظام السعودي والعالم أجمع أن اليمن لن ينكسر، وأن العدوان المستمر سيقابل بمقاومة أشد وتصعيد أكبر.
هذا الخطاب ليس فقط دعوة للصمود، بل هو أيضًا دعوة للتأمل في القوة والقدرة اللامتناهية للشعوب المظلومة عندما تتوحد حول قضية عادلة. السيد الحوثي أظهر للعالم أن اليمن يمتلك إرادة صلبة وتصميمًا لا يتزعزع، وأن أي محاولة للعدوان لن تقابل إلا بمزيد من التحدي والعزيمة.
في النهاية، يبقى موقف اليمن تجاه فلسطين ثابتًا لا يتغير، مجسدًا بذلك القيم الأصيلة والمبادئ الراسخة التي لن تتأثر بأي تهديد أو ضغط خارجي.
هذا الخطاب هو شهادة على أن اليمنيين، بتكاتفهم ودعمهم لقضيتهم وقضية فلسطين، يمثلون جبهة مقاومة لا يمكن كسرها، وأن المستقبل سيحمل المزيد من الانتصارات والتحديات التي سيواجهونها بثبات وصمود.
المصدر: عرب جورنال