السيد عبدالملك الحوثي: الإنسانية في فلسطين تهدر وتستباح ومن المؤسف تجاهل الأنظمة العربية
العين بس/ صنعاء
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر المستجدات جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أوضح فيها أن العدوان على غزة مع طول أمده إلا أن الاهتمام ينحسر لدى الكثير على مستوى المتابعة للأحداث والتفاعل في الموقف والعمل، موضحا أن من أخطر نقاط الضعف التي يحسبها الأعداء لصالحهم في واقع العرب والمسلمين هي ضعف التفاعل والاهتمام بالأحداث الخطيرة.
وأوضح السيد أن ما يحصل في فلسطين ليس من الأحداث العادية التي يُبَرَر للإنسان اعتياد سماعها والبرود في متابعتها والتفاعل معها فما يجري في فلسطين هو جريمة إبادة جماعية لشعب مظلوم ومسلم، ومسلسل دموي إجرامي بشع لا مثيل له، مؤكدا ان الإنسانية في فلسطين تهدر وتستباح ولم يبق هناك أي اعتبار لدى العدو ولا قيمة لأي شيء من الحرمات
وقال السيد: “من جرائم العدو الفظيعة، إقدام جنود العدو على قتل امرأة مسنة بدهسها بجنازير الدبابات أمام أنظار أقاربها في حي الشجاعية”، موضحا أن العدو الإسرائيلي يتباهى بجرائمه البشعة، ومن المؤسف تجاهلها التام من الأنظمة العربية”، مضيفا أن: “الأنظمة العربية ما تزال في أكثرها تصنف المجاهدين في فلسطين ولبنان واليمن بالإرهاب، أما إرهاب العدو الإجرامي في فلسطين لا يدخل في حيز تصنيفات الأنظمة العربية ولا مواقفها، كما أن جامعة الدول العربية أكدت هذا الأسبوع استمرارها في تصنيف حزب الله بالإرهاب”.
وأضاف: “كان يفترض بالأنظمة العربية الرسمية أن ترفع التصنيفات المسيئة للمجاهدين في فلسطين، كأقل القليل”، موضحا أن الأنظمة العربية في وسائل إعلامها تراعي كيان العدو في التوصيف، وتعتني في اختيار التعبيرات كي لا تجرح مشاعر الأعداء الصهاينة، مؤكدا أن الأنظمة العربية لا تمتلك الإرادة والمصداقية لأن يكون لها موقف جاد تجاه العدو الإسرائيلي وجرائمه.
سقوط عناوين حقوق الإنسان
وأوضح أن العدو الإسرائيلي في عدوانه الوحشي يستهدف الأطفال بشكل كبير جدا، فأين هي حقوق الطفل والإنسان من ذلك؟!، مضيفا ان الدول الغربية والأمم المتحدة تتحدث عن عنوان الأطفال في سياقات التوظيف السياسي والاستغلال للتشويه بالاستناد إلى دعايات كاذبة، مؤكدا أن أطفال فلسطين من أكثر فئات المجتمع معاناة وتضررا، ورغم الحقائق الواضحة لا يوجد أي اهتمام”.
وأضاف السيد أن أسلوب التجويع من أشد أنواع الظلم وأكبر انتهاكات حقوق الإنسان، ومع ذلك يمارس العدو الإسرائيلي الإبادة الجماعية في غزة، و منذ احتلال العدو لمعبر رفح، توقفت عملية إدخال المساعدات ولو بالنسب الضئيلة جدا.
وأكد أن المأساة كبيرة فيما يتعلق بالتجويع، والعدو يهدد حياة 300 ألف طفل بذلك، وما يقارب 700 ألف فلسطيني في حالة معاناة كبيرة، كما يستمر العدو في استهداف المخطوفين والأسرى من خلال التعذيب والتجويع بأسوأ الممارسات والأساليب، مؤكدا أن من جرائم العدو البشعة، استخدامه لبعض المخطوفين كدروع بشرية أثناء توغله في أحياء غزة.
كما اكد السيد أن إقرار العدو لـ 5 مغتصبات في الضفة محاولة صهيونية لفرض واقع جديد وتجاوز للاتفاقات السابقة.
الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي
وأكد السيد أن الأمريكي مستمر في دعمه وتعاونه مع كيان العدو، لافتا إلى أن مرشحي الرئاسة في أمريكا يتنافسون في حملاتهم الانتخابية على من هو الأكثر ولاء للصهيونية والأكثر دعما للعدو فقد تباهى بايدن في مناظرته مع ترامب بحجم ما يقدمه من دعم للعدو الإسرائيلي، بقوله انقذنا “إسرائيل” ونحن أكبر داعم لها، وأكد السيد أن الأمريكي شريك أساسي ومسهم في بقاء إجرام العدو واحتلاله وعدوانه، وهذا ما أظهره بايدن في تصريحه، وأضاف: “قول بايدن إنهم انقذوا “إسرائيل” يظهر حجم ومدى تأثير عملية طوفان الأقصى التي هزت العدو”.
وقال السيد: “نتيجة الإرباك والرعب الصهيوني الشامل في أعقاب عملية طوفان الأقصى تصدر الأمريكي الموقف وظهر كمن يدير المعركة بشكل كامل”.
ولفت السيد إلى أن الأنظمة العربية التي تقلل في إعلامها من قيمة وأهمية عملية طوفان الأقصى عليها أن تسمع اعتراف بايدن، فآثار عملية طوفان الأقصى ممتدة ولن يستطيع العدو التخلص منها أبدا مهما ارتكب من الجرائم، مشيرا إلى تبادل بايدن وترامب في المناظرة الرئاسية للشتائم والتوصيف بالإجرام وهو توصيف واقعي وكلاهما أصاب في هذه النقطة.
وأوضح السيد أن الانحدار وصل بالأمريكي في محاولته التغطية على الإجرام الصهيوني إلى اعتماد قانون يمنع المؤسسات من تقديم إحصاءات الشهداء والجرحى في غزة، وأضاف: “عناوين الحرية الإعلامية والشفافية يحشدها الغرب للضغط على بلداننا لخدمة سياساتهم وتوجهاتهم”.
ولفت السيد إلى أنه يتم المنع في أمريكا وباسم القانون من تقديم أي إحصائيات عن أعداد الشهداء والجرحى في فلسطين لإخفاء الجرائم التي يشتركون فيها، مشيرا إلى أن الحراك الطلابي في أمريكا وأوروبا، أصبح محاربا في التغطية الإعلامية، حتى في بلدان عربية وإسلامية، مؤكدا أن أسلوب الإجراءات التأديبية الظالمة أُستخدم في بعض الجامعات لمعاقبة الطلاب لموقفهم الإنساني.
صمود المجاهدين في غزة
وأكد السيد أن المجاهدين في غزة، مستمرون بكل فاعلية وتأثير وصمود في التصدي لقوات العدو في جميع محاور القتال، ومن الملفت هذا الأسبوع أن المقاومة بثت فيديو لاستمرار عملية التصنيع العسكري خلال فترة العدوان فاستمرار عملية التصنيع دليل إضافي مهم على قدرة المقاومة على الصمود والتكيف مع ظروف المعركة، مضيفا أن المقاومة الفلسطينية استخدمت صاروخ لطائرة “إف16” لم ينفجر لتفخيخ منزل وتفجيره بقوة صهيونية تحت عنوان “بضاعتكم ردت إليكم”.
وأضاف السيد أنه وبالرغم من طول أمد العدوان على غزة إلا أن الأخوة المجاهدين ينفذون عمليات متنوعة من كمائن نوعية وفتاكة تنكل بالعدو الاسرائيلي وتلحق به الخسائر المباشرة وكذلك استهداف العشرات من آليات العدو الاسرائيلي وإطلاق عشرات القذائف على ” المستوطنات” وبشكل ملفت وهذا شيء عظيم ومهم جدا فالعدو كان يراهن على طول الوقت أن يصنع متغيرات في مقدمتها أن ينهي المقاومة وأن يفكك كتائب القسام وبقية التشكيلات المحسوبة على الفصائل الفلسطينية.
وأوضح أن تنوع أساليب المقاومة وإبداعها في التنكيل بجنود العدو يبرهن فاعليتها وتماسكها وثباتها، مشيرا إلى أن إعلان العدو الانتقال “للمرحلة الثالثة” هروب إلى الأمام واستمرار للفشل الذي يطارده دون أي إنجاز.
وقال السيد: العدو يعلن السيطرة على منطقة معينة وتفكيك كتائب المقاومة تم لا يلبث أن يعود إلى نفس المنطقة ويتلقى فيها ضربات أعنف، كما أن العدو ينتقل من منطقة إلى أخرى في دوامة من الفشل والإخفاق الواضح”.
صمود محور المقاومة
وجدد السيد التأكيد على أن عمليات حزب الله مستمرة بفاعلية وتأثير كبير على العدو ، موضحا أن الأمريكي فشل في إيقاف عمليات حزب الله أو الحد منها والتقليل من تأثيرها وفاعليتها والأمريكي يعترف بصعوبة المعركة في شمال فلسطين المحتلة ويعتبرها تهديدا يصعب السيطرة عليه.
وأوضح أن عمليات حزب الله في تصاعد كمي ونوعي، ولا جدوى ولا قيمة لحرب الإرجاف النفسية.
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن المقاومة العراقية مستمرة في قصف الأهداف الحيوية، والعمليات المشتركة مع الجيش اليمني مسار عظيم ومهم.