ترحيب واسع بقرار الجامعة العربية الجديد حول ‘حزب الله’
العين برس / لبنان
أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، في تصريحات إعلامية، عقب زيارته إلى بيروت نهاية الأسبوع الماضي، أن “الجامعة لم تعد تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية”
وأوضح زكي في تصريح لقناة القاهرة الإخبارية أن “القرارات السابقة للجامعة تضمنت وصف حزب الله بالإرهابي، ما أدى إلى قطع التواصل معه”.
وأشار إلى “توافق الدول الأعضاء على عدم استخدام هذه الصيغة، ما أتاح إمكانية التواصل مع الحزب”، لافتا إلى أن “جامعة الدول العربية لا تملك قوائم إرهابية رسمية، وأن جهودها لا تتضمن تصنيف كيانات كمنظمات إرهابية”.
وكان قرارا صدر في شهر آذار/مارس 2016 من وزراء الخارجية العرب، زعم ان “حزب الله تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي”.
ودفعت السعودية والإمارات بصورة أساسية، باتجاه اتخاذ هذا القرار آنذاك، في الوقت الذي تحفظ عليه كل من العراق ولبنان. إلا أنه لم يُوضَع الحزب ضمن قائمة رسمية للإرهاب، بسبب عدم وجود مثل تلك القائمة في أنظمة الجامعة العربية.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، قرار الجامعة العربية بأنه “خطوة مهمة وإيجابية جاءت في وقتها المناسب”، مشددا على أن “هذا القرار يعكس شرعية عربية وإسلامية لمن يواجه الاحتلال الإسرائيلي، ويمثل مكافأة إقليمية لدور حزب الله المساند لغزة في هذا الوقت الصعب”.
ورأى المدهون في حديث مع “قدس برس”، أن القرار “دليل على أن العمق العربي ما زال قادرًا على اتخاذ قرارات بعيدة عن الرغبات الإسرائيلية ومواجهتها”، مشيرا إلى أنه “يأتي في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان ونشر الإشاعات الإسرائيلية بأن هناك دولًا عربية تشجعها على ذلك”.
وشدد على أن قرار الجامعة العربية “سيعقد أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وسيسهم في ضبط السياسة في المنطقة، كما أن حزب الله سيكون أكثر انفتاحًا وتفهمًا للتوجهات العربية بعد هذا القرار”.
وقال “في ظل المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، ستكون هناك وحدة موقف عربي، ولا يمكن وصف من يقاتل الاحتلال بأنه إرهابي”.
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحاج علي، فقد رأى أن “قرار الجامعة العربية إيجابي، بغض النظر عن الدوافع والمعطيات والأسباب”.
وأضاف الحاج علي، في حديث مع “قدس برس”، أن “هذا القرار يريح العلاقات البينية العربية، وعلى وجه الخصوص مع لبنان، وله انعكاس إيجابي على وضع لبنان وخاصةً بعد انخراطه في معركة طوفان الأقصى”.
ورأى الحاج علي أن “هذه الخطوة هي امتداد ونتيجة للمصالحة بين إيران والسعودية برعاية الصين، ومن ثم حدثت نتائج بعدها على الملفات الشائكة، ومن بينها ما يجري في اليمن، وكذلك العلاقات العراقية السعودية، وهو أيضاً ما انعكس إيجاباً على الملف اللبناني”.
من جهته، اعتبر الأكاديمي والخبير الإستراتيجي اللبناني، علي دربج، أن “قرار الجامعة العربية يأتي أولاً وأخيراً لمصلحة الجامعة وأعضائها والتي لم تتخذ منذ تأسيسها لغاية اليوم أي قرار يفيد الأمة العربية أو القضية الفلسطينية”.
ورأى دربج، في حديث مع “قدس برس”، أن “القرار لم يكن يضر الحزب سابقاً ولم، ولن يضره مستقبلاً، فالجامعة العربية متهمة بالتخاذل والتواطؤ والصمت والتفرج وعدم تحريك ساكن، وعدم الاستعداد لممارسة أي ضغط، لوقف المجازر البشعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سابقاً وحالياً”.
واعتبر الخبير الاستراتيجي أن “القرار ليس له أي دلالات ولا مغازي ولا معاني، بل أتى لرفع الحرج عن الدول الأعضاء في الجامعة العربية، بعدما رمى حزب الله الحجة على العرب والمسلمين أجمعين… وشارك ودافع عن غزة وشعبها، وأصبح شريكاً في هذه المعركة، وقدم حتى الآن أكثر من 400 شهيد، وبات أكثر من نصف الجنوب اللبناني مدمراً، والمقاومة هنا باتت خط الدفاع الأول، ورأس الحربة عن فلسطين وشعبها”.