نتنياهو المرعوب يطلق النار في كل إتجاه
العين برس /متابعات
ظهر رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد معركة “طوفان الاقصى”، وفي الايام الاولى من عدوانه على غزة، منفوخا كالطاووس، وهو يزبد ويرعد، مهددا بسحق المقاومة الاسلامية في غزة، وتحرير أسراه بالقوة، رافضا كل الوساطات والحلول الاخرى، لوقف اطلااق النار وتحرير الاسرى، ولكن بعد 9 اشهر، لم يعد نتنياهو في المربع الاول الذي كان فيه فحسب، بل بات افراد من عائلته يتحدثون عن انقلاب يخطط له “الجيش” للاطاحة به، لفشله في تحقيق اي هدف من اهداف العدوان.
الحالة المزرية التي يعيشها نتنياهو، ليست حالة رسمناها نحن من نسج الخيال، بل هي حالة حقيقة وواقعية يعيشها نتنياهو المرعوب، الذي بات يطلق النار عشوائيا في كل اتجاه، لعلمه ان هناك من يطارده ويحاول قتله او اعتقاله، فبات يشك بمن حوله، حتى كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” ان بيئة عمل نتنياهو تبدو بيئة روتينية وشبه فارغة من الناس، فهو وحيد، لا يوجد من يتشاور معه ولا من يفكر معه ولا من يثق به ويستند عليه، بعد إفراغ حكومة الحرب الضيقة مع رحيل بيني غانتس وغادي آيزنكوت.
حالة الفزع التي يعيشها نتنياهو، دفعته للشك حتى بوزير حربه يواف غالانت، رغم علمه ان هدف زيارة الاخير الى واشنطن، كانت بهدف امتصاص غضب الادارة الامريكية، بسبب الفيديو المسرب الذي ظهر فيه نتنياهو وهو ينتقد ما قيل عن “إبطاء” واشنطن في عملية تسليم كيانه الاف القنابل زنة 2000 رطل.
مخطط نتنياهو للاطاحة بغالانت، كشف عنه الكاتب اليميني بن كاسبيت، في مقال تحليلي مطول بصحيفة جيروزاليم بوست حيث يقول: “في هذه الظروف، غيّر نتنياهو سكرتيره العسكري، ليأتي بآخر يستطيع ربطه بصغار الضباط من وراء ظهر المؤسسة، لأن نتنياهو يشك في قادة المؤسسات العسكرية والأمنية، وبدأ يشحذ السكاكين الآن للإطاحة بغالانت”.
ما كشف عنه بن كاسبيت، عن خوف نتنياهو من قادته العسكريين، تزامن مع القنبلة التي فجرتها زوجة نتنياهو، عندما قالت إنها “لا تثق برؤساء الأجهزة الأمنية لأنهم يخططون لانقلاب عسكري ضد زوجها”، وهو ما نشره كذلك ابنها المقيم في امريكا. الامر الذي دفع المحللين الى دق ناقوس الخطر، من احتمال اندلاع حرب اهلية في الكيان الاسرائيلي، في حال تشبث نتنياهو بالحكم متجاهلا استياء قادة “جيشة” من فشله في غزة، وتحميل هذا الفشل للعسكريين.
الحديث عن احتمال حدوث حرب اهلية في الكيان الاسرائيلي، على خلفية فشل الكيان في تحقيق اهدافه في غزة، ودفن قوة ردعه الى الابد، بفضل محور المقاومة، لم يكن من نسج خيال اعداء الكيان الاسرائيلي، بل هو احتمال رجحه حتى حلفاء “اسرائيل” من الامريكيين، فهذا موقع “كاونتر بانش”الامريكي، اعرب في تقرير له، عن القلق من “مخاطر اندلاع حرب أهلية باتت تتهدد إسرائيل.. فالانقسام داخل إسرائيل لا يمكن النظر إليه مثل الاستقطابات الجارية في الديمقراطيات الغربية، ليس فقط لأن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية في جوهرها، ولكن لأن التكوين السياسي في إسرائيل فريد من نوعه”.
المعروف ان الصراع السياسي في الكيان الاسرائيلي، لا يستند الى اسس ايديولوجية، بل الى رغبة نتنياهو وحلفائه في إعادة تشكيل الطبيعة السياسية في الكيان، هنا تكمن المشكلة فنتنياهو يسعى لتهميش “الجيش” وتجريده من قوته السياسية، وبذلك أخل بالركيزة الأساسية للتوازن السياسي في الكيان منذ 1948، بينما الكيان تأسس واستمر من خلال الحروب، وهذا يفسر مكانة “الجيش” الخاصة في “المجتمع الإسرائيلي”، إذ يتمتع بامتيازات مهمة عندما يتعلق الأمر بصناعة القرار السياسي، وبذلك ستعجل اجراءاته بتلبد غيوم الحرب الاهلية فوق “إسرائيل”.