تحدي المستحيل.. الإعلام الغربي يتحدث عن “المعجزة” اليمنية في البحر الأحمر
العين برس/ مقالات
عبدالرزاق علي
خلال الأشهر الماضية، قامت الولايات المتحدة بقيادة مهمة عسكرية في البحر الأحمر بهدف حماية السفن المرتبطة بإسرائيل من هجمات قوات صنعاء. لكنّ واشنطنَ فشلت في تحقيق أهداف مهمتها في البحر الأحمر، على مستوى منع عمليات قوات صنعاء، أو إيقافها عند حد معين من التصعيد، لتتوالى الأحاديث عن المعجزة اليمنية.
تحدي المستحيل:
في هذا السياق، يقول تقرير لوكالة “سوهو” الصينية: لم يتوقع أحد أن يجرؤ الحوثيون على مواجهة الولايات المتحدة بشكل مباشر، مما يشبه تحدي المستحيل. إلا أن الحوثيين، الذين يصفون أنفسهم بأنهم “مقاومون”، استفادوا من خبرتهم في حرب العصابات والتضاريس المحلية لشن هجمات متكررة على منشآت في السعودية والإمارات، وصولاً إلى تحدي الهيمنة البحرية الأمريكية.
ويضيف: تُظهر التحديات الحوثية المتكررة أن الولايات المتحدة تبدو غير قادرة على التعامل مع قوة غير نظامية إقليمية، مما يبرز عجزها. النزاع الطويل الأمد بين الولايات المتحدة والحوثيين أضر بالولايات المتحدة وحدها. فقدت الولايات المتحدة كلاً من هيبتها ومصداقيتها، وأظهرت للعالم أن قوتها العسكرية ونفوذها الدولي في تراجع مستمر.
ويتابع: يمكن القول إن الحوثيين استغلوا الوضع الجيوسياسي المعقد في البحر الأحمر لتحقيق أهدافهم، بينما تكافح الولايات المتحدة لإيجاد حلول فعالة لمواجهة هذا التحدي. هذا الوضع يعيد تشكيل التوازنات الإقليمية ويضع الولايات المتحدة أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتها على الحفاظ على هيمنتها العسكرية والاقتصادية في المنطقة.
ـ نتائج مدمِّرة:
من جهتها، قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن واشنطن عجزت عن منع هجمات الحوثيين ضد السفن المرتبطة بإسرائيل.
وورد في تقرير لها: في الآونة الأخيرة، “تصاعدت هجمات الحوثيين على الشحن التجاري في البحر الأحمر، مما أبرز محدودية فعالية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قمع العنف في بعض أهم الممرات المائية في العالم. تكشف هذه الهجمات المتزايدة والمميتة في بعض الأحيان عن عجز التحالف عن حماية الشحن الدولي وردع التهديدات المستمرة”.
وتضيف: “الهجمات المتكررة تُظهر أن الحوثيين ليسوا فقط قادرين على الاستمرار في شن هجمات، بل أيضاً على تكثيفها وتحقيق نتائج مدمرة. هذه الهجمات تأتي كرد فعل على الصراع بين إسرائيل وحماس، مما يضيف بُعداً جديداً إلى النزاع في المنطقة”.
وتتابع: مغادرة المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” المنطقة مع اقتراب نهاية انتشارها المقرر واستبدالها بالمجموعة الهجومية “يو إس إس ثيودور روزفلت”، يثير تساؤلات حول التزام التحالف الأمريكي بمواصلة عملياته بنفس الفعالية.
ـ ضعف في الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية:
في هذا السياق، قال تقرير لمجلة “فوربس” الأمريكية: “العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن، كلفت ما لا يقل عن 1.6 مليار دولار بين أكتوبر 2023 وفبراير 2024. ومع ذلك، فإن النقص في الذخائر والأسلحة يجعل من الصعب مواجهة التهديد الحوثي بشكل فعال. وقد أطلق الجيش الأمريكي 80 صاروخ توماهوك في اليوم الأول من القتال في اليمن، وهو رقم يتجاوز بكثير الإنتاج السنوي لهذه الصواريخ”.
وأوضح التقرير: ”يبدو أن تصاعد الهجمات الحوثية يكشف عن ضعف في الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية، ما يثير القلق بشأن قدرتها على حماية المصالح العالمية وضمان استقرار التجارة الدولية. هذا الوضع يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم السياسات الدفاعية وزيادة الاستثمارات في القدرات العسكرية لمواجهة التهديدات المستمرة في المنطقة”.
ـ قلق حول القدرة على الردع:
إلى ذلك، يؤكد تقرير لموقع “ميليتري” الأمريكي أنه و ”رغم التأكيدات من البنتاغون بقدرة البحرية الأمريكية على الردع، إلا أن الفجوة المؤقتة في التواجد البحري تثير قلقًا حول القدرة الفعلية على حماية الممرات البحرية في ظل تصاعد التهديدات من الحوثيين”.
ويقول التقرير: في الفترة الفاصلة، سيقتصر وجود البحرية الأمريكية في البحر الأحمر على مدمرتين فقط، “يو إس إس لابون” و”يو إس إس كول”، مما يترك المنطقة بأدنى مستويات الحماية البحرية غير الفاعلة أساساً، في وقت “تزداد فيه هجمات الحوثيين فعالية”.
صنعاء تغير قواعد اللعبة:
في الصدد، أوضحت الصحيفة الروسية أن البحرية الأمريكية اشارت إلى أن “الحوثيين قاموا بنقل تكتيكات الهجمات البحرية التي استخدمتها القوات الأوكرانية في البحر الأسود إلى البحر الأحمر، ما أدى إلى نتائج كارثية، بما في ذلك إغراق سفينة أوكرانية وإصابة سفينة الشحن البريطانية “توتور” بشكل كبير”.
كما اعتبرت وكالة أنباء “نوفوروسيا” أن ضعف العقيدة العسكرية القديمة للغرب يعد من الأسباب الرئيسية لفشل التحالف الغربي في التصدي لهذه الهجمات، حيث تكررت الأحداث التي شهدها البحر الأسود الآن في البحر الأحمر.
وذكرت البحرية الأمريكية أن الحوثيين لا يقاتلون وفقاً للقواعد التقليدية، مما يصعب عليهم الرد على هذه الهجمات. ورغم القوة العسكرية الكبيرة المتواجدة في المنطقة، فإن التحالف الغربي يجد نفسه في وضع حرج مع تعرض سفنه الحربية، بما في ذلك حاملتي طائرات، لخطر الغرق.
ولفت التقرير إلى أن العملية العسكرية الغربية في البحر الأحمر، والتي بدأت بتحريض من الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد تكون معرضة للخطر إذا لم يتخذ التحالف الغربي خطوات عاجلة للهرب من البحر الأحمر.
المصدر: عرب جورنال