صحيفة روسية: وضع أنصار الله في اليمن الناتو في مكانه
العين برس/ متابعات
حول ذلك كتب كونستانتين أولشانسكي في صحيفة سفبودنيا بريسا: الولايات المتحدة تُعاقب بمليار دولار، و”حارس الازدهار” فقد معنوياته وجاء في المقال: لقد كانت العملية العسكرية التي قام بها حلف شمال الأطلسي، “عملية حارس الازدهار”، ضد أنصار الله اليمنيين، فاشلة تماما، علاوة على ذلك، أجبرت الهجمات الصاروخية اليمنية الولايات المتحدة على إزالة حاملة الطائرات الشهيرة دوايت أيزنهاور من البحر الأحمر.
وأكدت صحيفة الإندبندنت أن زعيم الأنصار عبد الملك الحوثي أكد أن الصواريخ اليمنية ألحقت أضرارًا بسفينة أمريكية، ويشعر قائد الحاملة، كريستوفر هيل، بقلق عميق بشأن معنويات الطاقم، خلال المناورات التي استمرت ثمانية أشهر على شواطئ اليمن، لذلك تم إطالة عمر خدمة حاملة الطائرات مرتين، لكنها الآن في طريقها إلى الوطن أخيرًا.
وكتبت صحيفة الإندبندنت أن عملية “حارس الازدهار” كشفت جميع مشاكل الأسطول الأمريكي. وتعتبر دوايت أيزنهاور حاملة الطائرات الأكثر جاهزية للقتال في الأسطول الأمريكي بأكمله على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقا لتحليل أجراه المعهد البحري الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، كلفت الحرب مع أنصار الله المراوغين الولايات المتحدة مبالغ هائلة من المال. صرح بذلك وزير البحرية الأمريكية كارلوس ديل تورو للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن البحرية أنفقت بالفعل ما لا يقل عن مليار دولار على الذخيرة وحدها لقصف اليمن.
فالأميركيون يكررون نفس الخطأ الذي حدث في أوكرانيا، يقصفون الأراضي اليمنية بذخائر باهظة الثمن، فيتم إطلاق صواريخ كروز BGM-109 Tomahawk Block IV التي تبلغ تكلفة كل منها حوالي 2 مليون دولار من السفن والغواصة النووية فلوريدا في البحر الأحمر، وايضا الطائرات الهجومية متعددة المهام من طراز F/A-18 Hornet، التي تقلع من حاملات الطائرات، وتحمل قنابل موجهة بالليزر.
واستنادا إلى تقارير البنتاغون، يتم استخدام أنواع مختلفة، من GBU-28و GBU-72 “خارقة المخابئ”، والتي تم استخدامها بشكل نشط خلال غزو العراق لتكسير الخرسانة، وتبلغ تكلفة كل واحدة من هذه القنابل الجوية المجهزة بوحدة JDAM ما بين 150 إلى 300 ألف دولار.
وأطلق البريطانيون قنابل Paveway IV بتوجيه مشترك (عبر الأقمار الصناعية والليزر) من طائراتهم Eurofighter Typhoon وكل قنبلة من هذا القبيل تكلف دافعي الضرائب في المملكة المتحدة 30 ألف جنيه إسترليني (حوالي 40 ألف دولار).
وأخيرًا، تتم عمليات الاستطلاع الجوي بطائرات بدون طيار أمريكية من طراز MQ-9 Reaper تقوم بدوريات فوق البحر الأحمر، كل واحد منهم يكلف 30 مليون دولار، وفي الوقت نفسه، أسقط اليمنيون بالفعل ثلاث طائرات بدون طيار من هذا القبيل، وربما لا تكون هذه الخسارة الأخيرة.
وبالتالي، تكلفة الذخيرة المستهلكة، التي تحدث عنها الوزير ديل تورو، يمكننا أن نضيف بأمان سعر المعدات المدمرة، وهكذا فإن “حارس الازدهار” كلف الغرب مبالغ باهظة، وفي الوقت نفسه، يستخدم أنصار الله في اليمن مفهوم الحرب غير المتكافئة: فهم يستخدمون ذخيرة أرخص بكثير.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحرب في البحر الأحمر بالنسبة لليمنيين فرصة شبه مجانية لاختبار أحدث الأسلحة في ظروف قتالية حقيقية، على سبيل المثال، أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات البحرية بدون طيار (القوارب غير المأهولة).
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن ضربات أنصار اليمن على السفن التجارية تشبه إطلاق النار في ميدان للرماية، وبحسب حسابات الوكالة: منذ نوفمبر/تشرين الثاني، نفذ اليمنيون أكثر من 60 هجوماً، بينما أغرقوا سفينتين واستولوا على سفينة أخرى.
وهكذا، تستنتج صحيفة الإندبندنت، من وجهة نظر اقتصادية، أن أنصار الله في اليمن أكثر فعالية بكثير من تحالف الناتو.
وتمكن أنصار الله اليمنيين، الذين وصفهم البنتاغون بـ “المتوحشين”، من تعطيل عملية ضخمة لحلف شمال الأطلسي، وكادوا أن يغرقوا أفضل حاملة طائرات أمريكية، بل وعاقبوا المعتدي بمئات الملايين من الدولارات – فأنصار الله في اليمن يعلم الدول الأخرى أنه من الممكن تمامًا مقاومة عدوان الناتو.
وهذا لا يتطلب مقاتلات من الجيل الخامس أو حاملات طائرات أو رؤوسًا نووية، لكن التكتيكات الذكية ستكون كافية.