عمليات المقاومة إلى تصاعد.. الأزمة تكبر في وجه الاحتلال
العين برس/ مقالات
مصطفى عواضة
شهدت الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان تصعيدًا نوعيًا في العمليات، حيث أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني عن إطلاق أكثر من 215 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه العديد من المستوطنات الصهيونية، بما في ذلك مناطق الجليل وشمال غور الأردن والجولان السوري المحتل، ومنطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين وأن 21 فريق إطفاء و8 طائرات يعملون جاهدين على إخماد الحرائق التي اندلعت نتيجة للصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان.
ويُعد هذا العدد من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة في يوم واحد هو الأكبر منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وذلك بعد يوم من إعلانها استشهاد أربعة من مجاهديها على طريق القدس من بينهم الشهيد القائد طالب سامي عبد الله “الحاج أبو طالب”، في غارة استهدفت بلدة جويا في جنوب لبنان.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيانات عدة استهدافها لمصنع للصناعات العسكرية في مستوطنة “سعسع”، وقيادة الفيلق الشمالي في قاعدة “عين زيتيم”، والمقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل، ومخازنها في “عميعاد”، ومقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة “ميرون”، بالإضافة إلى ثكنة “زرعيت” كما قصفت مواقع في “الرمثا” ورويسات العلم والسماقة في تلال كفرشوبا المحتلة.
كما أفاد جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بأنَّ حرائق اندلعت في الشمال نتيجة سقوط تلك الصواريخ، وصدرت توصيات لسكان المستوطنات بالبقاء قرب الملاجئ والأماكن الآمنة وقد دوت صفارات الإنذار في صفد وطبريا وبلدات أخرى في الجليل الأعلى.
الخبير العسكري العميد منير شحادة أكَّد في حديث لموقع العهد الإخباري أن اغتيال القادة بالنسبة للمقاومة لا يُغيِّر في المعادلات في الحرب مع كيان العدو شيئًا، وهو يعي تمامًا حالة الحرب مع الكيان الصهيوني المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
وقال: “يجب أن تعي “إسرائيل” أنَّ اغتيال قادة المقاومة لا يغير مسار الحرب مع العدو، لأن القائد في المقاومة يخلفه مئات القادة، واستشهاده لا يؤثر في المقاومة في حربها مع “إسرائيل”، والدليل أن الرد اليوم كان مؤلمًا جداً للكيان”.
وأضاف: “بحسب إعلام العدو فإن كل الشمال تحت مرمى ضربات المقاومة التي بعثت بوابل من الصواريخ المختلفة الأنواع، أهمُّها على قاعدة “ميرون” حيث بُثَّت مشاهد تثبت إصابة الهدف بدقة، والعدو يعلم مدى فعالية هذه القاعدة التي تربط أعمدة التجسس المنتشرة على كل الحدود ما بين لبنان وفلسطين المحتلة بهذه القاعدة”.
ولفت العميد شحادة إلى أن ضرب هذه المنظومة وتدمير قدرات التحكُّم والسيطرة الجوية “الإسرائيلية”، مكَّنت المقاومة من إدخال أسراب من المسيرات التجسسية، والطائرات الانقضاضية.
واعتبر أنَّ عمليات المقاومة اليوم هي رد على اغتيال الشهيد القائد أبي طالب، لكن التصعيد العسكري بدأ تحديدًا منذ عملية عرب العرامشة، والتي أراد من خلالها حزب الله إظهار التصعيد بشكل واضح وملفت، إذ إن الضربات بدت مؤلمة ومدمرة خاصة على مدى ما دون الـ10 كلم تقريبًا.
وأشار إلى أنَّ المقاومة في الفترة الأخيرة عمَّقت مدى الاستهداف ووصلت صواريخها إلى طبريا وعكا ونهاريا، واستطاعت بواسطة الطائرات المُسيّرة أن تجمع معلومات عن استحداث مراكز منها قيادة اللواء 146 الذي نقل إلى شرق نهاريا والذي استهدفته بدقة بعد ثلاثة أيام من تمركزه هناك بالطائرات الانقضاضية”.
ورأى أنَّ الكيان الصهيوني يعاني اليوم من عدم قدرة القبة الحديدية على التصدي لهذه لطائرات وصواريخ المقاومة، علمًا أنَّ المقاومة تستخدم صواريخ الكاتيوشا الفعالة وغير الدقيقة كما أنَّ الحرائق التي انتشرت في شمال فلسطين المحتلة زادت “الطين بلة”، لدرجة أنَّ العدو كان يتواصل مع دول عدة من أجل التوسط لدى المقاومة ليسمح بإرسال طائرات تخمد الحرائق في المستوطنات.
وحول فتح كيان العدو الحرب على لبنان قال: “”إسرائيل” اليوم في أزمة بالحالتين، إن لم تنفذ عملًا عسكريًا في جنوب لبنان، وإن نفَّذت فهي في أزمة لأنها منذ تسعة أشهر، تتلقى ضربات قاسية من قبل المقاومة، وطوال هذه الفترة يهوِّل المسؤولون الصهاينة بالحرب على جنوب لبنان في حين هناك أكثر من 100,000 مستوطن نزحوا بسبب حجم الدمار الكبير في الجبهة الشمالية من المنازل والمصانع ما جعل “الإسرائيليين” في وضع محرج جداً”.
وفي حال نفَّذ العدو حربًا أو عملًا عسكريًا في الجنوب، لحل هذه المشكلة، فهو في مأزق كبير، سوف تكون مفاعيله مدمِّرةً على الكيان “الإسرائيلي” كما في طوفان الأقصى، لأن تنفيذ أي عمل عسكري دون مساندة مباشرة من الولايات المتحده ميدانيًا، وليس فقط بإرسال جسور جوية لتزويده بالذخيرة وبالسلاح غير ممكن”.
وتساءل العميد الشحادة: “هل أميركا مستعدة للدخول في حرب مباشرة مع حزب الله؟”، موضحًا أنَّ هناك معوِّقين لعدم تدخُّل أميركا، مباشرة في هذه الحرب ومساندة “إسرائيل”، المعوق الأول هو اقتراب الانتخابات الرئاسية والثاني هو في حال تدخلت أميركا مباشرة في حربها في جنوب لبنان مع حزب الله سوف تدخل دول أخرى”.
وبيَّن في حديثه لـ”العهد” أنَّ إيران أرسلت رسالة للولايات المتحدة مفادها أنَّه في حال أقدمت “إسرائيل” على حرب مفتوحة على لبنان سوف تتدخل، ليس لحاجة المقاومة ومساندتها ضرب الكيان “الإسرائيلي”، بل لأن الجمهورية الإسلامية تعلم أنَّ “إسرائيل” لن تقوم بعمل عسكري في جنوب لبنان من دون تلقي مساندة من الولايات المتحدة.
إضافة إلى تلك العوامل، وبحسب شحادة فإن “إسرائيل” تعلم حجم الدمار وحجم رد فعل المقاومة على حرب مفتوحة. جاء ذلك في تصريحات الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، إذ قال: إذا فتحت حربًا على لبنان ستكون دون خطوط حمراء، وهذا يعني أنَّ المقاومة حتى الآن لن تستهدف مدنيين فقط في حال فتحت حربًا شاملة، بل سوف تكون كل السقوف مفتوحة خاصة، الخطر على الأهداف في حيفا حيث توجد خزانات الأمونيا التي سيؤدي انفجارها إلى دمار هائل في المستوطنات والأراضي المحتلة.
واستشهد العميد شحادة في ختام حديثه لموقعنا بتحليلات القادة الصهاينة والمحللين العسكريين “الإسرائيليين”، من رؤساء الأركان، ورؤساء “الموساد” ومسؤولي “الشباك” والخبراء العسكريين السابقين الذين يقولون إنَّه في حال فتحت حربًا مفتوحة على حزب الله، سوف تكون ضربة قاصمة لـ “إسرائيل”، وسوف تكون مدمرةً، لأن المقاومة تستطيع أن تطلق 4000 صاروخ يوميًا خلال الأيام العشر الأوائل و2000 صاروخ خلال شهر من بعدها.
المصدر: موقع العهد الاخباري