حزب الله للصهاينة.. الآتي أعظم
العين برس/ مقالات
ذوالفقار ضاهر
“.. أي توسيع اسرائيلي للحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير داخل كيان الاحتلال.. المقاومة لن تسمح لاسرائيل بتحقيق اي انتصار وحزب الله استخدم حتى اللحظة قسما قليلا من قدراته بما يتناسب مع طبيعة المعركة.. والاتي لناظره قريب..”، كلام واضح لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول ما ستفعله المقاومة الاسلامية اذا ما فرض العدو الاسرائيلي اي حرب واسعة وشاملة على لبنان.
فقد جدد الشيخ قاسم موقف حزب الله الحاسم منذ بداية المعركة ومنذ 8 اكتوبر/تشرين 2023 بأن جبهة الجنوب مرتبطة باستمرار العدوان على غزة، فلا مجال لأي تهويل على المقاومة ولبنان بهذا الإطار، وقد سمع لبنان منذ اكثر من ثمانية أشهر الكثير من التهديدات والرسائل الصهيونية التي حملها العديد من الموفدين الاميركيين والغربيين وبعض الشخصيات الدبلوماسية.
وصحيح ان المقاومة الاسلامية لا تريد توسيع الحرب لأسباب عديدة، إلا ان قيادة المقاومة أوضحت للقاصي والداني انه في اللحظة التي يفرض العدو الاسرائيلي عدوانه وحربه على لبنان فسيلقى الردود المناسبة والموجعة جدا، وما يراه اليوم هو غيض من فيض ما سينتظره لاحقا لو غامر وارتكب حماقته الكبرى بالاعتداء الواسع على لبنان.
حريق كريات22
بهذا السياق، نرى ارتفاع القوة النارية كمّا ونوعا التي تستخدم في الايام الاخيرة باتجاه كيان العدو وبالتحديد في مستوطنات الشمال، وهي رسائل بالنار وجهتها المقاومة لكل من يعنيهم الامر في كيان العدو ومن يقف خلفه في الغرب او الاقليم، وبعد ذلك على من يريد تحليل هذه الرسائل فهم ما تعنيه واستخلاص النتائج المتصلة بأن الآتي أعظم، وبعد ذلك على كل طرف ان يبني على الشيء مقتضاه، فقيادة المقاومة ترد يوميا بالقوة النارية الحاسمة على التهديدات والاعتداءات الصهيونية، علما ان ما استخدم حتى الساعة هو القليل من قدرات المقاومة التسليحية والبشرية.
وهنا تطرح الكثير من الاسئلة، ماذا لو استخدمت المقاومة المزيد من قدراتها؟ وماذا لو كشفت المقاومة عن مفاجآتها التي يغفل عنها العدو؟ ماذا لو أشعلت نيران المقاومة مختلف مناطق العدو ولم تتوقف فقط عند مستوطنات الشمال؟ هل بإمكان الصهاينة تحمل كل هذا الضغط والخراب وعدم الاستقرار في كيان أسس على الاحلام الوردية والوعود الكاذبة بحياة الرفاهية للمستوطنين القادمين من مختلف أصقاع الارض؟
لا شك ان التخبط الحاصل في كيان العدو جراء ضربات المقاومة الاسلامية يزيد من حالة الخوف واللاستقرار وانعدام الثقة بقدرات الدفاع للجيش الصهيوني، وهي سمات باتت عامة في العديد من مناطق كيان العدو لا سيما في شماله، وبالسياق، تحدثت وسائل اعلام العدو “تشير التقديرات إلى أنه منذ بداية الاشتباك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، الذي بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر، تم إطلاق أكثر من 1000 جسم طائر على إسرائيل”، وتابعت “يشمل العدد طائرات بدون طيار انتحارية، طائرات مسيّرة ومحلّقات تستخدم لجمع المعلومات الاستخبارية وتحديد نقاط ضعف إسرائيلية.
حزب الله ضرب القبة الحديديةوبالاطار، قالت اوساط العدو “من الواضح أن حزب الله يزيد من محاولاته لاستخدام الطائرات المسيّرة لضرب مكونات تتعلق بمنظومة الدفاع الجوي في الشمال من أجل تعطيل نشاطها”، واضاف “في بداية القتال، حزب الله ضرب بشكل منهجي، عبر القنص وإطلاق صواريخ مضادة للدروع، كاميرات وأنظمة مراقبة نشرها الجيش الإسرائيلي على طول السياج الحدودي في محاولة لتعمية غرف العمليات في إسرائيل”، ونبهت انه “من الواضح ان القتال في لبنان لن ينتهي طالما لم ينته القتال في قطاع غزة، والا فنحن امام عملية عسكرية في لبنان ويجب ان نعلم ثمن هذه العملية وعدم جدواها”، وتابعت “الحديث عن ذلك يدل على خفة في التفكير والتصرف وكأنه لا توجد مشكلة موارد في العالم”، واضافت “نحن نسنتفذ قوات الاحتياط التي استدعيت للمرة الثالثة، وقد انهكنا القوات النظامية وكذلك نستنفذ مخازن السلاح”.
وخلال الايام الماضية كشف حزب الله عن بعض المفاجآت التي تنتظر العدو عند اي حرب مقبلة، من خلال استهداف الطائرات الحربية، حيث قامت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة الاسلامية باطلاق صواريخ أرض جو نحو طائرة حربية إسرائيلية في الجنوب وأجبرتها على الفرار والتراجع، وقد تكرر هذا الامر خلال يومين فقط، في محاولة إضافية لردع العدو الاسرائيلي عن الاعتداء على لبنان عبر توجيه رسالة واضحة لما يمكن ان ينتظر سلاح الجو الصهيوني مستقبلا فوق سماء لبنان، بعد ان وصلت سابقا الرسائل التي تنتظر العدو برا وبحرا، بالاضافة الى ما حصل سابقا بإسقاط العديد من طائرات العدو المسيرة، ناهيك عن استهداف حزب الله لـ”القبب الحديدية” يما يعنيه ذلك من مضامين على فشل القدرة الدفاعية الصهيونية.
كل ذلك يؤكد المؤكد ان الردع الصهيوني انتهى عمليا بمواجهة حزب الله وما يحصل هو تطبيق واقعي له، وبات الصهاينة يعترفون بذلك من قياداتهم الى مستوطنيهم، ما يوضح مدى قدرة المقاومة على كيّ الوعي في هذا الكيان وتبديل معتقدات وأفكار طالما حلم بها هؤلاء الذين أتوا من كل حدب وصوب لسرقة الارض وتحويل شعوذاتهم الى “وطن وكيان”، لكن قوة المقاومة وعقيدتها ويصيرتها وثبات مجتمعها وشبابها حوّلت كيان الصهاينة وأحلامهم وطقوسهم الى “بيت عنكبوت” بما يحتويه من وهن وسراب غير قابل للبقاء…
المصدر: موقع المنار