لماذا قرّر محور المقاومة تصعيد حرب الاستنزاف؟
العين برس/ مقالات
علي نور الدين
اتخذ محور المقاومة بجبهاته المتعدّدة، من غزة والضفة الغربية الى جنوبي لبنان، مروراً بالعراق واليمن وجبهات الدعم اللوجستي السورية والإيرانية، قراراً بتصعيد حرب الاستنزاف التي يخوضونها بمواجهة الكيان المؤقت ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية. ويعود قرار المحور هذا الى العديد من الأسباب أهمها: عقاباً لبنيامين نتنياهو الذي أفشل مفاوضات إيقاف الأعمال الحربية وإجراء تبادل للأسرى، وللردّ بقوة على قرار حكومة الاحتلال ببدء العمليات في منطقة رفح. لذلك فإن تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية وأخرها عملية الأسر في منطقة جباليا، وتكثيف المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله من عملياتها كماً ونوعاً، وبدء القوات المسلحة اليمنية المرحلة الرابعة من عملياتها لمساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته في منطقة عمليات البحر الأبيض المتوسط، كل هذه المؤشرات مهمة على تصاعد حدّة حرب استنزاف إسرائيل. وربما هذا ما يفسّر قرارها القيام بمجزرة رفح الأحد (26/05/2024).
إذاعة معاريف: حزب الله جرّنا إلى حرب استنزاف
وبما يؤكّد حال الاستنزاف التي يعيشها كيان الإحتلال، أقرّ الجنرال احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يوفال بزاك، الذي تولى سابقاً قيادة قوات الاحتلال المتمركزة في منطقة جبل الشيخ على الحدود مع لبنان “لواء الحرمون”، في مقابلة له مع موقع إذاعة معاريف “FM103″ بأن حزب الله وإيران (أي محور المقاومة) نجحا في جرّ إسرائيل إلى حرب استنزاف. وأشار بزاك إلى التداعيات الاقتصادية لمعركة طوفان الأقصى بجبهتيها في غزة وفي شمالي فلسطين المحتلة حيث قال:”عندما تحرك قوات كبيرة، فأنت تعلم أنك ستكون مطالباً بشل الاقتصاد أو تخفيض نشاطه”.
وشدد بزاك بأن إسرائيل وصلت “إلى واقع استراتيجي معقّد، يتطلب من قيادتها بحث مستقبل وجهتها بشكل معمق، واتخاذ قرارات جريئة”، محذراً من أن “غياب الاستراتيجية، وانعدام الرغبة في بلورتها، وعدم السعي لإقناع الشعب بدعمها، يسهم في إضعافنا، فنحن نواجه واقعاً لم يحدث أن واجهناه”. وأوضح بأن الجمهور الإسرائيلي محبط من قيادته، لعجزها عن تحديد جدول أولويات واضح، مشيراً إلى أن “الشعب يرى أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن الذي يدير الحرب لا يعرف بالضبط ماذا يريد”. ومحذراً من أنه في حال واصلت قيادة إسرائيل إدارة الحرب بدون استراتيجية واضحة، فإنها لن تتمكن من تحقيق الأهداف التي وضعتها للحرب”.
وفي السياق نفسه، نقل موقع الإذاعة عن أحد قادة المجالس الاستيطانية في منطقة شمالي فلسطين ” آريي دفيدي” قوله بأن “مساحة إسرائيل تتقلص بسبب هجمات حزب الله”، مستدركاً بأن عدم انتهاء الكثير من الهجمات التي يشنها حزب الله بمقتل مستوطنين، لا يرجع إلى عجزه عن ذلك، بل بسبب قرار منه بذلك، وأن هذا الواقع سيتغير في حال غيّر الحزب قراره.
وأضاف دفيدي، بأن “المستوطنين الذين غادروا مستوطنات الشمال باتوا يقيمون في مخيمات لاجئين”، لافتاً إلى أن الذين بقي منهم في المستوطنات “يخرجون من بيوتهم بصعوبة كبيرة”، منتقداً عجز حكومة نتنياهو عن معالجة هذا التحدي. كاشفاً بأنه رفض الأسبوع الماضي المشاركة في اجتماع بنيامين نتنياهو مع قادة المجالس الاستيطانية في شمالي إسرائيل، لأنه ليست لدى نتنياهو حلول للمعضلة في هذه المنطقة.
الاستنزاف والتوفيقات سيجلبان النصر
وأمام هذا القرار الجديد لمحور المقاومة، فإن حرب الاستنزاف المقرونة بعمليات نوعية كبيرة، ستجلب النصر للشعب الفلسطيني ومقاومته من دون أدنى شك، عبر فرض شروطهم على نتنياهو وحكومته ومن خلفهم الإدارة الأمريكية.
وهذا ما عبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في الاحتفال التكريمي للشهداء السيد الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه، حينما قال: “في استطلاعات الرأي يوم بعد يوم التأييد للحرب في غزة ينخفض، الثقة بالنصر في غزة ينخفض، وهذا سيكبر ومع الوقت سيكبر، والحمد لله في الأسابيع القليلة الماضية كان هناك توفيقات مهمة جدًا سواءً في جبهات غزة أو في جبهة لبنان، وفي جبهة اليمن، وفي جبهة العراق، وهذا طبعًا سيزيد الضغط على نتنياهو وعلى حكومة العدو، وبالتالي نعم هو إذا يريد أن يُكمل هكذا مثل ما تحدثت بآخر خطاب هو ذاهب على الوادي، على الكارثة، على الحائط المسدود، ليس أنا من يقول هكذا، كثيرون من القادة السياسيين والجنرالات في كيان العدو يقولون ذلك، ولكن الحمد لله الذي جعل أعداءنا من الحمقى لتكون نتائج هذا السيل من دماء الأطفال والنساء والمقاومين والمجاهدين في غزة ولبنان والمنطقة ستكون نتائجها أكبر وأضخم، فنحن نتمنى أن تقف الحرب في أي لحظة ولكن لو أصر على الحرب هو يأخذ هذا الكيان إلى الكارثة ويأخذ الجبهة المقابلة يأخذها إلى نصر تاريخي كبير ومُؤزّر”.
المصدر: موقع الخنادق