السيد نصر الله: الإنجاز الحقيقي أن “إسرائيل” التي يقف خلفها الغرب عاجزة عن استعادة أسراها أو تحقيق النصر
العين برس/ لبنان
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن القائد الجهادي الشهيد السيد مصطفى بدر الدين “السيد ذو الفقار” استحق وسام الإنسان المقاتل المجاهد ووسام الجريح والأسير والقائد ووسام صانع الإنجازات وختم الله له بوسام الشهادة.
وفي كلمة ألقاها في المهرجان التكريمي الذي أقامه حزب الله عصر اليوم الاثنين 13 أيار/مايو 2024، للشهيد “السيد ذو الفقار” بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده، وذلك في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر – ثانوية المهدي – الحدث، في الضاحية الجنوبية لبيروت، توجه السيد نصر الله، لعائلة الشهيد “السيد ذو الفقار” وعوائل الشهداء الشريفة بالعزاء بفقدهم أعزائهم والتبريك لنيلهم وسام الشهادة، داعيًا الله تعالى أن يمنّ على الصامدين والنازحين المتنقلين من مكان لمكان بالثبات وعظيم الأجر والثواب.
كذلك توجه السيد نصر الله للمجاهدين الشجعان في كل الجبهات الذين يسطرون منذ 8 أشهر أروع معاني الرجولة والعزم والعنفوان واليقين بالنصر والتوكل على الله.
وقال سماحته: “في كل ما تشهده ساحاتنا نرى وجه السيد ذو الفقار حاضرًا وصوته كما هو الحال مع كل الشهداء وخاصة القادة، نرى ما أثمرت دماؤهم الزكية. ومع كل مُسيّرة انقضاضية أو استطلاعية نتذكر الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، وفي كل معركة يحضرنا الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد زاهدي والشهيد حجازي الذين ساندونا وقضوا أعمارهم وهم يدعموننا”، لافتًا إلى أن “المقاومة التي تقاتل اليوم على الجبهة هي نتيجة تراكمية للماضين والحاضرين والآتين في المستقبل”.
وأضاف السيد نصر الله: “لقد أُريد لسورية أن تصبح في دائرة الأميركيين وخاضعة للإدارة الأميركية ولكن سورية انتصرت ولو لم تنتصر سورية في الحرب الكونية وجاءت معركة طوفان الأقصى كيف سيكون حال المنطقة ولبنان؟ رغم الحصار والأوضاع الصعبة سورية ما زالت في موقعها وموقفها الراسخ والثابت من القضية الفلسطينية”.
وشدّد على أن “دماء الشهيد السيد بدر الدين وكل الشهداء قد أثمرت وأعطت النتيجة المطلوبة لأن أحد أسباب دخولنا إلى سورية هو الحرص على بقائها في محور المقاومة”.
وتابع: “قلنا إن من جملة أهداف المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة التي أُعلن عنها كان إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بفلسطين المنسية وحقوق شعبها في الداخل والشتات، وكان الحكام العرب سيوقعون أوراق موت القضية الفلسطينية في خطوة التطبيع مع العدو الصهيوني التي كانت قادمة خلال أشهر”، مشيرًا إلى أن “بعض الأنظمة والفضائيات العربية باتت تروِّج لكيان العدو على أنه “الدولة” الديمقراطية الوحيدة في منطقتنا”.
وقال: “اليوم بعد طوفان الأقصى باتت القضية الفلسطينية حاضرة على كل لسان وفي كل دول العالم وفي الأمم المتحدة حيث تطالب غالبية الدول بوقف إطلاق النار.. الاحتجاجات الطلابية في مختلف دول العالم هي من صنع 7 تشرين الأول وما بعده من بطولات، وهذه الاحتجاجات أغضبت نتنياهو وبايدن.. التصويت في الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين أغضب مندوب العدو الذي وجه الإهانات لدول الأمم المتحدة في حين أنها حرة في تسويتها”.
واعتبر السيد نصر الله أن أهم مشهد إعلامي سياسي يعبّر عن نصر المقاومة الفلسطينية هو حينما رفع مندوب “إسرائيل” وعلى وجهه علامات اليأس صورة القائد المجاهد يحيى السنوار في الأمم المتحدة، وقال: “الصهاينة يرفضون الدولة الفلسطينية ويعتبرونها تهديدًا لكيانهم، ولكن طوفان الأقصى أجبرت كل دول العالم وأميركا على الحديث عن أن الحل الوحيد هو في إقامة دولة فلسطينية”.
أضاف سماحته قائلاً: “صورة “إسرائيل” اليوم هي صورة قاتلة الأطفال والنساء والمستكبرة على القوانين الدوليّة والقيم الإنسانية والأخلاقية”، معتبرًا أن “كلّ هذا الانتصار هو بفضل صمود الشعب الفلسطيني، وهذا ما أدّى الى انتصار الدم الفلسطيني على السيف الصهيوني”.
ولفت السيد نصر الله، إلى أن طوفان الأقصى والصمود ودماء الأطفال والنساء في غزة وجنوب لبنان وكل منطقة قدّمت الصورة الحقيقية لـ”إسرائيل”، وأن هناك إجماعًا في “إسرائيل” بعد 8 أشهر هو الفشل ولا حديث عن النصر، وإن تحدث نتنياهو عن اقتراب النصر يسخر منه الشارع “الإسرائيلي”.
وأكد أن العدو لم يستطع تحقيق أهدافه المُعلنة بالحق الأدنى فما زالت الصواريخ حتى اليوم تسقط في بئر السبع ومستوطنات غلاف غزة، معتبرًا أن “المسألة ليست فقط بفشل تحقيق الأهداف بل هي مسألة خسائر إستراتيجية”.
وقال: “إن “إسرائيل” تقدم نفسها على أنها أقوى دولة وأقوى جيش وتساعدها أقوى دولة في العالم أي الولايات المتحدة وتعطيها المُقدرات وتتدخل لتدافع عنها في مقابل قطاع غزة المحاصر من 20 عامًا والمقاومة التي تمتلك مقدرات محدودة، لكن “إسرائيل” أثبتت أنها “دولة” عاجزة وفاشلة وغير جديرة بالثقة والتأثير الإستراتيجي يظهر عند مستوطني الكيان الذين وُعدوا بالأمن والأمان ولكن ما يرونه في استطلاعات الرأي هو غياب صورة النصر ويطالبون برحيل نتنياهو ومن معه”.
أضاف: “اليوم “إسرائيل” بلا ردع ولم تنجح في ردع المقاومة من كل دول المحور وأصبحت صورتها متآكلة، ونتنياهو يعتبر أنَّه في مأزق كبير فهو غير قادر على الانسحاب من غزة، لأنه سيواجه التمرد ولا يستطيع الاستمرار لأن هزيمته حتمية، وكبار جنرالات الحرب يقولون إن إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب يجر الكيان نحو الهاوية”.
وتابع سماحته: “الحرب اليوم على غزّة هي أكبر معركة يخوضها الشعب الفلسطيني مع دولة العدو التي ستخرج مأزومةً من الحرب، فالمقاومة اليوم باتت تملك جرأة أكبر في المفاوضات”.
وأوضح السيد نصر الله أن العدو يواصل هجومه على رفح لتحقيق صورة النصر، ولكن ذلك يُعبّر عن الوهن السياسي والعسكري داخل كيان العدو لأنه يبحث عن مخرج لهزيمته.
وانتقد “الفضائيات العربية التي يستغلها بعض المتصهينين العرب لتثبيط العزائم عبر الحديث عن هزيمة المقاومة، وهذا قمة التزوير والتضليل والخيانة”.
وأشار إلى أن “أميركا إذا جمَّدت صفقة سلاح فستعود وتُرسلها، وهذا خداع أميركي ومجرد خلاف تكتيكي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
وقال السيد نصر الله: “قُدّمت ورقة مصرية قطرية وافقت عليها أميركا و”إسرائيل” وفاجأتهم حماس بموافقتها وحتى نتنياهو صُدم لأن الورقة تعني هزيمة كيان العدو.. أميركا سكتت عن رفض نتنياهو وحكومته للورقة التي وافقت عليها بنفسها في حين لو أنَّ حماس هي من رفضت لرأينا تصرفًا مختلفًا من الإدارة الأميركية”.
واعتبر سماحته أن ما جرى في الأمم المتحدة والمحكمة الدولية وخلال فضّ الاحتجاجات الطلابية يؤكد الدعم الأميركي لـ”إسرائيل” وعدم تغير موقف الإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أن أمام العدو خيارين فقط، إما العودة لورقة الوسطاء وذلك يعني الهزيمة أو الاستمرار في الاستنزاف، وقال: “مهما كانت المعاناة، فمعركة اليوم معركة تاريخية في المحور بأكمله وتصنع إنجازًا حقيقيًا”.
وأعلن السيد نصر الله أن “الربط بين جبهة الإسناد اللبنانية والفلسطينية هو أمر قطعي ولا نقاش فيه والعالم كلّه سلّم بهذه الحقيقة ولذلك أبلغ الأميركيون نتنياهو بأن لا حلّ في الشمال بدون وقف إطلاق النار في غزة”.
وخاطب سماحته المستوطنين الصهاينة الذين يستعجلون العودة إلى الشمال قائلًا: “اذهبوا إلى حكومتكم حتى توقف العدوان على غزة”.
ولفت إلى أن “جبهة لبنان هدفها الضغط لوقف الحرب في غزة”،
وسخر السيد نصر الله من وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت الذي زعم إنه قضى على نصف مقاتلي حزب الله، قائلاً:” أنا كنت أقول عنه “مسطّل” ولكن اليوم أقول إنه “مستهبل ومكتّر””.
وتطرق السيد نصر الله إلى الشأن اللبناني الداخلي، معتبراً أن “هناك إجماعاً على أن أزمة النزوح السوري مشكلة ويجب معالجتها”، ومشدداً في الوقت نفسه على أن اجتماع مجلس النواب الأربعاء المُقبل “فرصة لتقديم طروحات عملية حول ملف النازحين السوريين”.
وقال: “أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية عودة النازحين فهم من يقدمون الأموال حتى لا يعود النازحون إلى سورية، ومجلس النواب يستطيع تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلها المسؤولية”، مشددًا على وجوب التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين.
وتابع السيد نصر الله قائلاً: “يجب مساعدة سورية لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين، وأول خطوات المساعدة هي إزالة العقوبات عنها، وإذا كان مجلس النواب حقًا يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء قانون “قيصر” ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات. سورية لديها من العقول والخبرات والإمكانات ما يكفي للتعافي خلال سنوات، في حال أُزيلت العقوبات عنها”.
وأردف: “يجب أن نحصل على إجماع لبناني يقول، فلنفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلًا عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل عبر طرق غير شرعية وهذا يحتاج لغطاء وطني”.
واعتبر أن قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج إلى شجاعة وإذا اتخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة سعيًا لإيجاد حل فعلي، وقال: “الحل برأينا هو بالضغط على الأميركي الذي يمنع عودة النازحين والحديث بشكل جدي مع الحكومة السورية وإلا فنحن نُتعب أنفسها بحلول جزئية لن توصلنا للنتيجة المطلوبة”.
وختم السيد نصر الله مؤكدًا أنه “عندما نمتلك عناصر القوة نستطيع أن نفرض شروطنا، لأننا نعيش في عالم لا يفهم إلا منطق القوة”.
المصدر: موقع العهد الاخباري