قناة العربية: أداة أساسية في البروباغندا الإسرائيلية
العين برس/ تقرير
على مدى العشرين عاماً الماضية لم يكن أداء قناة العربية فيما يتعلّق بمحورية الصراع مع كيان الاحتلال مهنياً ولا موضوعياً، بسبب ارتباطها المباشر بسياسات المملكة السعودية، الداعية لفتح جسور التواصل ومبادرات السلام مع الكيان الإسرائيلي، وبسبب تبنّيها لخيارات المملكة السياسية والعسكرية والاقتصادية.
كيف تستبطن قناة العربية الترويج للسياسات الإسرائيلية على حساب العمل المقاوم وتضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناته؟
صورة المقاومة
تعمل قناة العربية بكل قواها الإعلامية والمهنية، للنيل من مكانة الخط المقاوم ورموزه. لديها حساسية ظاهرة تجاه كلمة المقاومة أو الممانعة، سواء كانت في لبنان أو فلسطين أو العراق أو اليمن.
فيما يلي عرض لأبرز التقنيات والاستراتيجيات التي استخدمتها القناة لإظهار صورة المقاومة والكيان الإسرائيلي، من خلال:
– إطلاق قناة العربية على المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن تسمية “ميليشيات حزب الله وحماس والحوثي” كمثال واضح على محاولات التوهين من قدراتهم وإنجازاتهم.
– العمل على تسويق مقولات سياسية واجتماعية وتعميمها، مثل: “حزب الله استفاد من الفراغ السياسي على الساحة السنية ليستغل أبناءها، ويستبيح مناطقهم خدمة لإيران”، “اللبنانيون يدفعون الفاتورة عن إيران التي تُصفّي حساباتها على الأرض اللبنانية”…. الخ.
– شيطنة البيئة المقاومة والخط الداعم لها (في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وإيران واليمن).
– تبخيس دائم بواقع الميدان ومجرياته، خصوصاً لناحية قيمة الجبهات المساندة لطوفان الأقصى. لاحظ مثلا كلمة “مناوشات” ودلالاتها في عبارة “استمرار المناوشات مع حزب الله على الجبهة الشمالية”. اختيار العبارة التوهينية عن قصد وإصرار.
صورة الاحتلال
– أولاً هو ليس عدواً، بل مشروع ندّ إنساني وحضاري.
– تسويغ الاحتلال والإبادة، لحماية مشروع الاستيطان الاستعماري الصهيوني.
– إعطاء حيّز واسع من وقت البث والتغطيات، للقادة الإسرائيليين وتصريحاتهم وآرائهم خصوصاً نتنياهو.
– تسويق لهجة التخويف من القادة الإسرائيليين، كما في تكرار عنوان “رئيس الأركان الإسرائيلي يهدد بحرب شاملة واحتلال أجزاء من لبنان إذا لم ينسحب حزب لله من المناطق الحدودية”.
صورة أميركا
الحضور الأميركي على قناة العربية لافت للنظر، لا يكاد يمرّ حدثٌ أو تصريح لمسؤول أميركي من دون أن يحظى بالتغطية والمتابعة، وتكرار عدد مرات العرض، حتى وإن كان الموضوع لا يشكّل أولوية للمشاهد العربي.
يمكن توصيف صورة أميركا على قناة العربية بالتالي:
– حضور دائم وله أولوية وتهيّب.
– ارتكاز دائم على مصادر القيادة المركزية الأميركية، خصوصاً في الأخبار ضد أنصار الله في اليمن، وتكرار مقولة “أسقطنا مسيّرات الحوثيين”.
– اهتمامٌ احتفاليّ بأخبار نقل المساعدات الأميركية للقطاع، وخبر بناء الأمركيين لرصيف مرفأ في غزة.
– انبهار وتكرار لموضوع التصدي الأميركي للحوثيين، مع إظهار الجندي الأميركي بمظهر حامل القيم والحرية والعدالة.
– تكرار واضح ومملّ لعبارة “قال مسؤول أمريكي….”
صورة الحل السياسي
– حل الدولتين هو الحاضر الأقوى على لسان مذيعي القناة وضيوفها، “بعد كل هذه الدماء وكل هذا الخراب، عُدنا لنقطة البداية: حلّ الدولتين”.
– يتمثّل الحل أيضاً بإيقاف المقاومة وإنهاء العمل المسلح والتبشير بالسلام القادم، الذي سيحمل الانفراج النفسي والمادّي والاقتصادي والمعيشي، مع التنديد بالعمل المقاوم بطريقة غير مباشرة.
توزيع المسؤوليات العامة
لا تحتاج قناة العربية إلى توزيع المسؤولية في الأمور الحاصلة، لأنّ التهمة الأبدية جاهزة. الحق دائما على المقاومة، الحق على سلاح حزب الله/ الحق على الممانعة/ وكأنَ إسرائيل ليست كياناً استيطانياً قام على الاحتلال والقتل والمجازر، لا يختلف ماضيها الإجرامي عن حاضرها.
مشروع التطبيع
يمثّل التطبيع مع العدو الإسرائيلي حلماً يأتي بالخير والسلام والهدوء والرفاهية والعيش الرغيد، رغم أن الدول التي مشت في مشروع التطبيع ووقّعت اتفاقيات السلام، باتت أسيرة للرغبات والوعود والمساعدات الأميركية والإسرائيلية، وطلبات البنك الدولي التي لا تنتهي. ومصر والأردن خير مثال.
يتمظهر مشروع التطبيع، ضمن الأداء والخطاب الإعلاميين لقناة العربية، من خلال:
– تكثيف التغطيات التي تظهر الوجه الحسن والإيجابي لعملية التطبيع.
– إفراد مساحات خاصة من زمن البث، للترويج للمشروع الصهيوني/الأميركي/البريطاني حول ما يتعلّق بضرورة إحلال السلام والتوجّه نحو الديانة الابراهيمية ونبذ العنف..الخ.
تلجأ القناة حالياً، في بعض الأحيان إلى “تطعيم” تغطيتها ومتابعاتها للشأن الفلسطيني، بتقارير وأخبار ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية، كمحاولة لتبدو مهتمة ومهنية وموضوعية، خصوصاً بعد الاتهامات المباشرة لها بمساندة الجانب الإسرائيلي أكثر من الجانب الفلسطيني، لكن هذا لا يلغي السمات العامة لأدائها، الذي يمكن تلخيصه بالعمل وفق أجندة تتقاطع مع أجندة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة مخابراته في استهداف الفلسطينيين ومقاومتهم، والترويج لشائعات سلبية وتحريضية ضد المقاومة وقياداتها (في لبنان وفلسطين والعراق وإيران واليمن).
المصدر: موقع الخنادق