ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم السبت، خلال تدشين الدورات الصيفية بحضور رسمي وعلمائي أوضح فيها أن المعرفة والعلم والهداية هي جانب أساسي في حياة الإنسان ويقوده إلى بقية الشؤون التي يتحرك فيها وإذا لم يكن هناك توجيه للأنشطة واستثمار العطلة الصيفية بشكل يفيد الأبناء والناشئة والشباب فلها تأثيراتها السلبية وبدلا من أن تهدر المرحلة الذهبية في حياة النشء فستتحول إلى بؤرة لنشوء ظواهر سلبية في السلوكيات والأخلاق نتيجة الفراغ وقرناء السوء.
وأوضح أن الإسلام يربينا على أن نعطي الوقت قيمته وأن ندرك أيضا فرصة العمر، وأن نقدر كل مرحلة من مراحل العمر، مشيراً إلى أن مرحلة العطلة الصيفية تستحق أن نطلق عليها أنها مرحلة ذهبية في مجال التربية، وترسيخ المفاهيم، والتقويم السلوكي والأخلاقي واكتساب الرشد والمعرفة.
ولفت إلى أن الدورات الصيفية في بلدنا لها أهمية وميزة مهمة جدا لأن العنوان التعليمي والتثقيفي هو محل اهتمام عند كل البشر في كل الدنيا، موضحا أن العملية التعليمية التوجيهية التثقيفية في مختلف أنحاء العالم تستغل لدى كثير من فئات الضلال للانحراف بالإنسان وإفساده، كما تستغل العملية التعليمية التوجيهية التثقيفية للسيطرة على الإنسان فكريا وثقافيا، بغية السيطرة عليه في مسيرة حياته، واستعباده في واقع حياته.
وقال السيد: “شعبنا اليوم بفضل الله سبحانه وتعالى له مشروع ولا يعيش حالة الفراغ التي تعاني منها أكثر شعوب أمتنا مع الأسف” ، موضحا أن أكثر شعوب أمتنا الإسلامية ليس لديها مشروع حضاري إسلامي وهي في حالة تعطيل وتجميد لهذا الجانب، فيما شعبنا له مشروع قائم على أساس من هويته الإيمانية والتحرر من التبعية لأعدائه، مؤكدا أن كثير من شعوب أمتنا الإسلامية تعاني من التبعية التي تجمدها عن أي انطلاقة حضارية إسلامية راقية تحررية.
تحريف المناهج في السعودية والإمارات
وأكد السيد أن السعودية قامت بتعديل مناهجها الدراسية وجعلت الركيزة الأساسية وسقف عملية تعديلها موضوع اليهود الصهاينة و”إسرائيل”، كما عدلت السعودية مناهجها الدراسية ليكون موضوع اليهود الصهاينة و”إسرائيل” هو المرتكز الأساس بإزاحة كل الآيات القرآنية، ووصل آل سعود لدرجة إزاحة الآيات القرآنية التي تتكلم عن جرائم اليهود أو تفضحهم وتكشف واقعهم للناس وتحذر منهم.
وقال السيد: “آل سعود احترموا اليهود الصهاينة بأكثر من احترامهم للقرآن وبدون أي خجل، آل سعود يزيحون الآية القرآنية من المنهج الدراسي لأنها ستغضب اليهود الصهاينة، وقد تكون عائقا أمام مسألة التطبيع والولاء الذي يتجهون له”.
وأضاف: “آل سعود أزاحوا أحاديث نبوية، إما بشكل كلي أو مبتور وسقف آل سعود أصبح الاسترضاء لإسرائيل وهذا ظلم كبير للأجيال”، موضحا أن آل سعود غيروا البعض من معاني الآيات القرآنية بما يسترضي العدو الإسرائيلي؟!!، وقدموا ما يدجن جيلا بأكمله للعدو الإسرائيلي ويحوّل نظرته للعدو على أنه صديق، وأن الموقف الصحيح هو العلاقة والشراكة والتعاون معه.
وأشار أن أحد زعماء السعودية بلغ إلى درجة أن قال عن العدو الإسرائيلي أنه الحليف المستقبلي فأي ظلم للأجيال عندما تقدم لها مناهج تدجنها للعدو الإسرائيلي الذي نرى ما يفعله في قطاع غزة؟!! ونرى كم هي عداوة العدو الإسرائيلي للإسلام والمسلمين، كيف حقده على العرب والمسلمين.
وأكد أن اليهود الصهاينة لديهم شعار الموت للعرب، وهذا شعار يرددونه، ويهتفون به، وينطلقون على أساسه.
وفيما يتعلق بالإمارات فأوضح السيد أنها فعلت كما فعلت السعودية وأصبحت مناهجها الدراسية تتحدث بوِد وإعجاب عن العدو الصهيوني و تربي جيلها وأطفالها على أن تكون متقبلة للإسرائيليين كصديق وحليف وشريك.
ولفت إلى أن موجة تدجين الأجيال تتجه إلى دول عربية أخرى و تغيب منها قضايا البناء على أساس عزتها وكرامتها، موضحا أن المفاهيم السلبية السيئة المدجنة للأجيال المميعة للشباب تقدم في العملية التعليمية ووسائل الإعلام بما ينحدر بالأمة.
وأكد أن العدو الإسرائيلي لا يغير شيئا في مناهجه الدراسية وسياسته التعليمية ويربي أطفاله على العداء الشديد للمسلمين، مضيفا ان عداء اليهود الشديد للمسلمين يستمر منذ الطفولة إلى الشيخوخة ضمن برنامج عمل عدائي للسيطرة على الأمة
وبيّن أن ميزة الدورات الصيفية في بلدنا أنها تأتي على أساس الهوية الإيمانية وفي إطار مشروع تحرري، موضحا أنه لا يوجد أي مشروع على الأرض لتحرير الإنسان من العبودية إلا المشروع الرسالي، مؤكدا أن إقامة القسط وتجسيد القيم والأخلاق من المسؤوليات المقدسة في الحياة وتعليمات الله مرتبطة بالجانب الحضاري وتقدم النموذج في أوساط المجتمع البشري.
وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية تعتمد على المبادئ والقيم الإلهية لعمارة الأرض وإقامة القسط وتجسيد الأخلاق والقيم، فيما يغلب على حضارة الغرب الهمجية والإجرام الاستباحة لكل شيء فحضارة الغرب تشطب الأخلاق من الواقع الإنساني وصولا إلى أن تتحول مسألة الشذوذ الأخلاقي إلى مسألة مقوننة، كما يحاول الغرب الكافر على تعميم حضارته على بقية المجتمعات.
تكامل المشروع الإلهي
وأكد السيد أن المشروع الإلهي هو مشروع متكامل يسمو بالإنسان في كل جوانب الحياة وبقدر ما حملت الأمة وتفاعلت مع التعليمات الإلهية بقدر ما تتميز عن كل الأمم وبقدر ما تنكرت الأمة لهدى الله كان تراجعها وانحدارها وصولا إلى ما وصلت إليه في عصرنا وزمننا، وأضاف: “أمية كثير من نخب المجتمع في عصرنا هي أخطر من الأمية الجاهلية”، مؤكدا أن الإنسان بحاجة إلى تعليمات الله للتصحيح والتغيير وبناء نهضة صحيحة.
وأوضح أن علل المسلمين فيما هم عليه من شتات وفرقة تعود إلى جهلهم وانحرافهم.
استهداف الصهيونية للأطفال
وقال السيد: الصهيونية العالمية تستهدف الناشئة والأطفال وتستهدف المجتمع البشري للإفساد وضرب المفاهيم والأفكار والثقافات، وأضاف أن حرب الصهيونية العالمية الناعمة لم تتوقف عند المجتمعات الأوروبية بل امتدت إلى أطفال المسلمين في الدول الأوروبية.
وأوضح أنه يتم اختطاف أطفال المسلمين في أوروبا إلى أماكن مخصصة لتربيتهم على الفساد والشذوذ الجنسي، مؤكدا أن الغرب الكافر أصبح يعيش حياة بهيمية وأسوأ من الحيوانات.
ولفت إلى أن الصهيونية العالمية تركز على استهداف مجتمعاتنا بكل الوسائل والأساليب غير المسبوقة في التاريخ البشري، ولذلك لا بد أن يكون هناك سعي لتحصين الناشئة والأطفال.
توصيات السيد
وفي خطابه أكد السيد أن على الجانب الرسمي أن يقدم الدعم للدورات الصيفية والاهتمام بالمتطلبات الضرورية تجاه ذلك، كما أكد على أهمية أن يتجه الآباء والأمهات بالدفع بأبنائهم للدورات الصيفية وأن يتابعوهم أثناء فترة الدراسة، وأكد أيضاً على أهمية التعاون بمبادرات مجتمعية حسب القدرة مع الدورات الصيفية لدعم وإنجاح الدورات، وألا يكون هناك تأثر بالشائعات من جانب الأعداء وأبواقهم تجاه الدورات الصيفية فالأعداء ينزعجون من الدورات الصيفية انزعاجا شديدا وتبدأ وسائل إعلامهم بحملات منظمة، ولدى الجهات الموالية لأمريكا وإسرائيل أبواق في المجتمع تنشط لاستهداف الدورات الصيفية.
كما أكد السيد على أهمية الحضور والتشجيع للدورات الصيفية ومشاركة المجتمع في الفعاليات والمناسبات والأمسيات، وكذلك الزيارات من العلماء ومن الشخصيات والوجاهات للدورات الصيفية مهمة لتحفيز وتشجيع النشء، مضيفا أن على أصحاب القدرات التثقيفية والتعليمية والمعلمين والعاملين في المدارس أن يساهموا في الدورات.
وأوصى السيد من ينطلقون للمساهمة في الدورات أن يحرصوا على إتقان مهمتهم في التعليم بشكل راقٍ ومفيد وجاد، وأضاف: “نوصي بالاستمرارية وتجسيد القدوة الحسنة في التعامل مع الطلاب في الالتزام الديني والعملي كما نوصي بأهمية إدراك أهمية الإقبال على البرامج الإيمانية والحرص على الاستفادة في كل الجوانب العلمية والتربوية”.
وشدد أن على الإخوة في المجال الإعلامي أن يشجعوا الدورات وأن يهتموا بالتفاعل معها وإبراز أهميتها والتغطية لبرامجها وفعالياتها.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن على الإدارات العامة وفروعها للدورات التأكد من جهوزية المدارس لبدء الدورات وكذلك التفقد للدورات لمتابعة سير البرامج وتلافي الخلل والإشكالات منذ وقت مبكر.