دفاعات العدو ساقطة في وجه الصواريخ الإيرانية
العين برس/ مقالات
زين العابدين عثمان
في مسار الخطة “الدفاعية” التي يعتمد عليها كيان العدوّ الإسرائيلي في حماية مدنه ومستوطناته وأعماقه الحيوية تجاه التهديدات الجويه الصادرة من قوى محور المقاومة، سواء تلك التي تمثلها الصواريخ الباليستية أو الطائرات والمسيّرات، قد وضع في هذه الخطة تشكيلة واسعة من المنظومات (أرض – جو) التي طورها على مدى سنوات بمساعدات أميركية، وأنفق عليها عشرات مليارات الدولارات.
طور الكيان مجموعة من المنظومات الجديدة بمساعدة من الشركات الأميركية المتخصصة في الصناعة الجوية؛ مثل شركة لوكهيد مارتن التي عقد معها اتفاقات مفتوحة لاستنساخ وتطوير أنظمة متقدمة من الجيل الرابع والخامس، منها ما تستخدمه أميركا نفسها، مثل منظومات THAAD وباتريوت PAC3 ونظائر مماثلة المتوسطة والبعيدة المدى.
يتدرّع كيان العدوّ الإسرائيلي اليوم خلف أكثر من 5 أنظمة دفاع جوي منتشرة في معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي تشكّل خليطًا من نظم الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات قصير ومتوسط وبعيد المدى، حيث يلقي عليها الرهان في تشكّل حزام ناري فعّال لمواجهة الصواريخ والمسيّرات وبالتحديد الصواريخ الدقيقة والسريعة.
من ضمن هذه المنظومات التي يعتمدها كيان العدو:
1 – منظومات القبة الحديدية (قصيرة المدى).
2 – منظومة “أراك” و”مقلاع دواد” متوسطة المدى.
3 – منظومة “أرو” (السهم) بعيدة المدى التي طورت بمساعدة أميركية.
4 – منظومة “باتريوت” PAC2 وPAC3.
5 – منظومة “ثاد” بعيدة المدى (الدرع الصاروخي الأميركي الجيل الخامس).
هذه المنظومات تمثل الأحزمة الرئيسة التي يعتمد عليها هذا الكيان، بشكل كلي في خططه وجهوزيته، ويراهن عليها بشكل كبير في تحقيق حماية أمنيّة كاملة لأعماقه الحيوية من أي هجوم جوي محتمل.
فاعلية هذه المنظومات وفقًا للتقدير التقني والعملياتي
لو تمّ تقييم فاعلية هذه الأنظمة استنادًا لمسرح عملياتها وتجاربها السابقة وبالتحديد خلال “معركة طوفان” الأقصى وتطوراتها، ستعرض المعطيات والتقارير لواقع من الاخفاق والفشل التقني الذي ما يزال يعتري بعض هذه المنظومات. فصواريخ المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الصواريخ والمسيّرات التي يطلقها اليمن والمقاومة الإسلامية العراقية، لاستهداف أعماق كيان العدوّ الصهيوني وخصوصًا في أم منطقة أم الرشراش (إيلات)، أظهرت مختلف نظم الدفاع الصاروخي الصهيوني؛ منها منظومات القبة الحديدية ومنظومات “أرو” و”مقلاع دواد” و”ثاد” ومجموعات الأجهزة الكشفية الرادارية التي تعدّ الأكثر تطوّرًا، فشلًا مدويًا في مواجهتها، مثل صواريخ الكروز والمسيّرات اليمنية والعراقية التي حلّقت لمسافات بعيدة، وضربت أهدافها بدقة عالية من دون أن تكتشف كذلك مسيّرات حزب الله الذي يستخدمها في جولات الاستطلاع في أجواء المدن والمستوطنات بالعمق لم تكتشف حتى يجري مواجهتها.
بالتالي؛ تقديرًا للموقف، إذا أُسقطت هذه المنظومات ضمن مواجهة مفتوحة ضدّ صواريخ ومسيّرات قوى محور المقاومة، مثل صواريخ إيران ومسيّراتها، فلن يكون بمقدورها أن تعطي أي نتائج مفترضة كما يراهن عليها كيان العدوّ الصهيوني، حيث سيكون فشلها مدويًا، خصوصًا إذا كان على صعيد المواجهة المفتوحة، وإذ اعتُمد تكتيك هجمات صاروخية وجوية مشركة (صليات أو موجات مع مشاركة المسيّرات) أو استخدام صواريخ عالية السرعة، كما هو حال الصواريخ الإيرانية التي أصبحت اليوم -بفضل الله تعالى- عند تقنية هايبر سونيك (فرط صوتية).
مثل هذه الصواريخ تستطيع التحليق من مرابضها لتضرب “تل أبيب”، في مدة لا تتجاوز 4 دقائق، أي إنها ستصل هدفها بينما أنظمة “الدفاع” الجوي الإسرائيلي ستكون في مرحلة معالجة معلومات الرادار ولم تصل للجاهزية الكاملة. لذلك يصبح أمر اعتراض هذه الصواريخ الضاربة شبه مستحيلة نظرًا إلى سرعتها العالية التي تصل من 6 ماخات إلى 13 ماخًا كما هو صاروخ فتاح 1 أو فتاح 2 الذي لدية قدرة تسارع فائقة تصل من 10 إلى 20 ماخًا مع امتلاكة لرأس حربي انزلاقي (HGV) الذي يمكّنه من عمل مناورات شبحية بالغة التعقيد، بالتالي أحدث منظومات الجيل الخامس نظام “أرو” ونظام “ثاد” الأميركي المصممة لحماية العمق الحيوي والمنشئات لكيان العدوّ الصهيوني ستكون مشلولة وخارج الفاعلية تمامًا.
هذا يعني أن ترسانات الدفاع التي يتمترس خلفها كيان العدوّ الإسرائيلي حاليًا، بالرغم من تطوّرها وحجمها وكلفتها الباهظة، لن تتمكّن -بعون الله تعالى- من فرض أي تفوق عملياتي في أي مواجهة، ولن تتمكّن من الصمود إذا ما وجّهت لكيان العدوّ الصهيوني ضربات صاروخية وجوية ثقيلة، سواء من إيران أو دول محور المقاومة، فكلّ مدنه ومستوطناته وأعماقه يمكن تدميرها وسحقها، وفي ظروف قياسية أيضًا.