اللواء محمد رضا زاهدي: القدس محور حياته
لم يستشهد اللواء محمد رضا زاهدي “أبو مهدي” بجانب قبة الصخرة في القدس، كما كان يحب ويسعى لذلك، أغلب سني عمره، بل ارتقى في الطريق اليها، من خلال دوره كقائد لقوة القدس في لبنان وسوريا , وبعكس ما يحاول الكيان المؤقت الإيحاء به من تحقيقه اختراق أمني كبير لقوة القدس، فإن اللواء زاهدي كان يلاحق الشهادة ويتمناها، طوال أعوام عمره (63 عاماً)، لكن الإسرائيليين ارتكبوا جريمة من خلال استهداف مقر ذي صفة دبلوماسية. ومرةً جديدة، تؤكّد هذه الجريمة بأن كيان الاحتلال يخسر أكثر فأكثر على المستوى الاستراتيجي في مواجهته مع محور المقاومة، ولذلك يعمد الى تحقيق إنجازات تكتيكية علّها تعوض بعض خسائره.
فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة وحياة الشهيد القائد زاهدي؟
_ من مواليد الـ 2 من تشرين الثاني / نوفمبر للعام 1960 (يبلغ من العمر 63 عاماً، وليس 79 عاماً كما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية)، وينحدر من مدينة أصفهان.
_ انضم إلى حرس الثورة الاسلامية عام 1980، وكان أحد القادة المهمين فيه خلال حرب الدفاع المقدس، وقائداً للواء قمر بني هاشم (44) من عام 1983 لغاية 1986 (التي كان قائدها الشهيد حسين خرازي الذي استشهد خلال عملية كربلاء 5 في الـ 27 من شباط / فبراير للعام 1987).
_ بين عامي 1986 و1991، تولى قيادة فرقة الإمام الحسين (ع) الرابعة عشر.
_ من العام 2005 إلى 2006، تولى قيادة مقر “ثار الله” المسؤول عن أمن العاصمة طهران ومنطقتها.
_كما تولى أيضاً قيادة القوات البرية لحرس الثورة بين عامي 2005 و2008. ولمدة قصيرة من العام 2005، تسلّم أيضاً قيادة القوة الجوية للحرس الثوري.
_ من العام 2008 وحتى العام 2016، انتقل للعمل في قوة القدس في سوريا ولبنان.
_ تولى منصب مسؤول العمليات في الحرس من عام 2016 إلى 2019.
_ ليعود بعدها للعمل قائداً لقوة القدس في سوريا ولبنان من عام 2020 لغاية 2024.
_ نعاه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي في بيان جاء فيه:
“لقد حازَ شهداؤنا من بارئهم الرؤوف وسام القبول لجهادهم المديد، وها هم الآن يتنعمون بالنّعم الإلهيّة وسط جموع الأولياء والصالحين.
لقد كان اللواء زاهدي ينتظر الشهادة منذ الثمانينات في سوح الخطر والجهاد. هؤلاء لم يفقدوا شيئاً بل نالوا أجرهم وثوابهم، لكن الحزن على فقدهم يصعب على الشعب الإيراني وخاصّة مَن كانوا يعرفونهم.
سينال الكيان الخبيث عقابه على أيدي رجالنا البواسل، وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة ومثيلاتها، بحول من الله وقوّة”.
_ بحسب تصريحات شقيقه أكبر زاهدي، سيتم دفن جثمان الشهيد في جنة شهداء أصفهان بجانب ضريح الحاج حسين خرازي.
الصفات الشخصية
_متواضع، بالرغم من ماضيه الجهادي أو المسؤوليات الكبيرة التي تم تكليفه بها في حرس الثورة الإسلامية.
_ يتمتع بأخلاق نورانية كبيرة. وهذا ما نستدلّ على بعض منه في رسالته الى ابن اخته قبل أيام قليلة من استشهاده وهذا نصه المترجم:
“سلام
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم
عزيزي سيد علي جبل عاملي، أنت تعيش في مرحلة من حياتك حيث الإسلام مظلوم، والمسلمون مضطهدون منذ قرون، ويعيشون في أصعب الظروف، وببركة الثورة الإسلامية التي سجّلها التاريخ باسم الإمام الخميني (رحمه الله)، وبعد وفاة الرسول الأكرم (ص) والولاية المظلومة للإمام علي (عليه السلام) وأولاده الاعزاء الأحد عشرن، وآخر المظلومين الإمام المهدي (عج) فإن صوت الحق الوحيد المدافع عن دين الله وحرية البشرية قد صدح من حنجرة الامام الخميني (رحمه الله) ومن بعده خليفته الامام الخامنئي، ويوما بعد يوم نشهد تجلي هذه العظمة والعبودية لله.
إن شاء الله، ستكون مع والدك العزيز من أنصار منجي البشرية المهدي الموعود وتكون عاقبتكم خيرا
خالك محمد رضا زاهدي
27/3/2024″.
_مقرب جداً من المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، سواء مع قيادته في مجلس شورى القرار، أو مع قيادته العسكرية.
وهذا ما أشار إليه بيان الحزب التأبيني والذي جاء فيه: ” إنّ القائد الكبير الشهيد الغالي محمد رضا زاهدي كان من الداعمين الأوائل والمضحين والمثابرين لسنوات طويلة من أجل تطوير وتقدّم عمل المقاومة في لبنان، وقد شاركنا مدّة كبيرة الهموم والمسؤوليات، وكان بحق الأخ والمجاهد والصديق الوفي والمضحي النموذجي في عشقه للمقاومة في لبنان والمنطقة، وهو الذي ارتضى واختار مع عائلته الشريفة أن يبقى بعيدًا عن وطنه الذي قدّم فيه تضحيات جسيمة وجراحات ملأت جسده الشريف، وكل ذلك لأنّه كان عاشقًا للمقاومة وللدفاع عن المظلومين في منطقتنا وبالأخص في فلسطين”.
_ارتبط بعلاقة ود قوية مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
_كان يقول دائما بأنه يتمنى الشهادة، لكنه ايضا كان يتمنى لو “أن النهار 48 ساعة بدل 24 ساعة لأنه لدينا عمل كثير نريد إنجازه”.
_ حول أمنيته للشهادة قال ذات مرة: “دوست دارم در کنار قبه مسجد الاقصی شهید شوم”، أي أحب ان استشهد بجانب قبة الصخرة في القدس.
الاستشهاد
_ في الـ 1 من نيسان / أبريل 2024، استهدفته غارة جوية إسرائيلية من 6 صواريخ خلال عقده لأحد الاجتماعات في مبنى قنصلية السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وارتقى معه كلاً من الشهداء:
1)العميد محمد هادي حاج رحيمي – معاون اللواء زاهدي ومسؤول العمليات في ساحتي لبنان وسوريا.
2)القائد حسین أمان اللهي – مدير المكتب اللواء زاهدي.
3)القائد مهدي جلالتي – مستشار عسكري.
4)القائد محسن صداقت – مستشار عسكري.
5)القائد علي آغا بابائي – مستشار عسكري.
6)القائد علي صالحي روزبهاني – مستشار عسكري.
7)المجاهد حسين يوسف – مستشار عسكري لبناني في حزب الله. بالإضافة الى 6 شهداء آخرين.
المصدر: موقع الخنادق