كيف انعكست العمليات اليمنية على نشاط مرفأ إيلات؟
العين برس/ تقرير
اعتادت سفن شحن الحاويات التي تجلب السلع إلى الكيان المؤقت، الدخول من مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر ومنه إلى ميناء إيلات، أو قناة السويس المصرية، ومن ثم إلى ميناء أسدود أو حيفا. بعد 7 أكتوبر والأحداث الأخيرة، من الجليّ التأكيد أنّ اقتصاد الكيان المؤقت تأثر تأثّراً بليغاً، وذلك وفقاً لما يصدر عنهم من تصريحاتٍ وما تتداوله المصادر الإسرائيلية.
ولمّا كان مرفأ إيلات “قناة السويس الاسرائيلية” -على حدّ تعبيرهم- وبوابة “إسرائيل” التجارية إلى دول إفريقيا والشرق الأقصى في آسيا، في نقطةٍ حساسة على شواطئ البحر الأحمر الشماليّة، حتماً سيعتبر من أكثر المرافئ الإسرائيلية تضرّراً بفعل عملية طوفان الأقصى وتحديداً الضربات الموجهة من قبل الحوثيين.
مرفأ إيلات
يعمل الميناء في تصدير واستيراد المركبات بالجملة من الشرق الأقصى. ويواصل الميناء باستمرار تدريب مناطق التخزين الجديدة والبنى التحتية المصاحبة من أجل تخزين المركبات المستوردة. كما اعتُمد عليه، في السنوات الأخيرة، في مجال استيراد الماشية من المشرق وكذلك في مجال الحاويات والسفن المسافرة في الخليج.
يتميز المرفأ: بمرور عبره 5% من إجمالي واردات البضائع إلى الكيان المؤقت، كما يعتبر الميناء جسر الكيان الرئيسي إلى دول أفريقيا والشرق الأقصى في آسيا، ويسمح للشحن الإسرائيلي بالوصول إلى المحيط الهندي دون الاضطرار إلى الإبحار عبر قناة السويس.
أهمية ” إيلات” بالنسبة للكيان المحتلَ
أصبحت إيلات منذ عام 1985 منطقة تجارة حرة تتمتع بمزايا مالية تعفى من خلالها الشركات من رسوم الاستيراد، وظهرت هذه الامتيازات إثر اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل. وتطلّ مدينة إيلات على خليج العقبة الذي تتقاسم سواحله مع الأردن ومصر والسعودية. ويعد هذا الخليج بوابة إلى البحر الأحمر، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ تحده شمالاً قناة السويس المصرية التي تربطه بالبحر الأبيض المتوسط، وجنوبًا مضيق باب المندب الذي يربطه ببحر العرب والمحيط الهندي. كما تضمّ مدينة إيلات ميناء إسرائيل الوحيد المطل على بحر غير البحر الأبيض المتوسط. يعمل الميناء في إيلات على تعزيز العلاقة التجارية مع موانئ مصر والأردن، مع صياغة مبادرات جديدة في مجال الشحن، بهدف تعزيز عملية “السلام والاقتصاد” للكيان المؤقت.
انعكاس العمليّات اليمنية الأخيرة على نشاط المرفأ
تنعكس العمليات اليمنية على نشاط المرفأ، وقد صرّح مدير مرفأ إيلات _ في إشارة إلى الخسارة الاقتصادية الكبرى التي يتكبّدها الاحتلال في ظل العمليات اليمنية إلى أنّ مرفأ “إيلات” شهد تراجعاً في نشاطه بنسبة 85% منذ بداية العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر. ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم “بتوقف شبه كامل لوصول السفن إلى ميناء “إيلات” الإسرائيلي بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
في تصريحٍ للمدير التنفيذي في مرفأ إيلات، قال إنه في أعقاب الأزمة المتصاعدة ستطالب إدارة المرفأ بتعويضات عن فقدان بعض الإيرادات. وحذّر أن اشتعال الصراع مع حزب الله سيعرّض أيضًا مرافئ حيفا وأشدود للخطر وبذلك تتعطل جميع حركات الشحن.
الخطّة البديلة
بحسب وسائل الإعلام، يتعين على السفن المتجهة إلى موانئ الكيان المحتلّ الالتفاف حول أفريقيا للوصول إلى إسرائيل عبر مضيق جبل طارق في شمال المغرب. وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، إن 55 سفينة تحولت إلى طريق رأس الرجاء الصالح منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
يزيد المسار البديل للشحن البحري عبر البحر الأحمر من وقت إبحار السفن المتجهة إلى الكيان المؤقت ما بين 17 يوما و22 يوماً، مما يسبب ارتفاعًا في كلفة الشحن، وأسعار البضائع، وحتى تأجيل بعض الصفقات والمعاملات، والتبادل التجاري الإسرائيلي.
المصدر: موقع الخنادق