صراعات داخلية إسرائيلية هي الأكثر حدة وخطورة منذ إنشاء الكيان
العين برس/ فلسطين
حرب غزة التي تؤجج الصراع الداخلي في كيان الاحتلال الاسرائيلي تنذر بقرب تفكك هذا الكيان؛ هو اعتراف من قبل المسؤولين الاسرائيليين قبل غيرهم من المحللين والمتابعين. فبعد ازمة التعدلايات القضائية ارتفع في الكيان منسوب المخاوف من وقوع حرب اهلية، ثم جاء العدوان على غزة، ليعزز هذا الشعور والانقسامات الداخلية.
يدور هذا الصراع حول عدة محاور تتمثل في الخلاف الذي يتفاعل بشكل مستمر بين عوائل الاسرى الاسرائيليين وحكومة نتنياهو؛ فمن جهة يضغط هؤلاء لإبرام صفقة تبادل. متهمين نتنياهو بتعريض حياتهم للخطر مع كل يوم تأخير.
في المحور الاخر ؛ طفت على السطح أزمة ثقة حادثة في قلب حكومة حرب الاحتلال وبين قادتها الثلاثة نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت ووزير الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس وعضو ‘حكومة الطوارئ’، تمثلت بمنع نتنياهو رؤوساء أجهزة المخابرات من عقد محادثات بشأن الاسرى مع غالانت من دون حضوره.
وشهدت الساحة الإسرائيلية مزيدا من الخلاف بشأن الحرب على قطاع غزة، ففي الوقت الذي يصر نتنايهو على الاستمرار في الحرب لمصالح شخصية مرتبطة بمحاسبته، يدعو زعيم المعارضة يائير لبيد إلى استقالة نتنياهو ووقف الحرب ودفع ما وصفها بـ’أثمان باهظة’ لعودة الأسرى.
وبمعزل عن الخلافات السياسية، ينخر جيش الاحتلال السوس من الداخل؛ فهو مصارب بحالات تمرد واضراب وعمليات فرار من الاحتياط ومحاكمات لضباط وجنود فارين من الخدمة والمعارك في غزة.
وتشير التقديرات الى فرار نحو الفي جندي من الخدمة وغالبيتهم من الجيش النظامي فضلا عن المئات من الاحتياط الذين لم يلتحقوا بالخدمة.
ومن تداعيات ترهل الجيش الاسرائيلي، عزل قائد بلواء غولاني بسبب تعريضه مجموعة جنود للخطر بـحي الشجاعية في غزة، وذلك بعد ايام من قرار قيادة جيش الاحتلال بسحب كتيبة من اللواء الذي يُوصف بأنه لواء النخبة.