فعلاً إنه جيش الدفاع الإسرائيلي!!
العين برس/ تقرير
كشفت عملية طوفان الأقصى وما بعدها من معركة عسكرية، ما بين فصائل وحركات المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الأخير يستحق بكل جدارة اسمه “جيش الدفاع” الإسرائيلي، بعدما كان طوال عقود من الزمن، جيش الهجوم والحروب المفاجئة والخاطفة تحت مسمى “الدفاع”. ففي جنوب لبنان تحديداً، تخوض المقاومة الإسلامية – حزب الله حرب استنزاف ضد جيش الاحتلال، أجبرت الاخير منذ الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر، اتخاذ وضعية دفاعية، وهو ما دلّت عليه الكثير من المؤشرات الميدانية.
فما هي أبرز المؤشرات الميدانية الدفاعية لجيش الاحتلال؟
_ قيام جيش الاحتلال باستدعاء 3 الوية عسكرية، وإقامة 3 خطوط دفاعية في الجبهة الشمالية، منذ الأيام الأولى للمعركة، لأنه يعلم بأن حزب الله يملك من القوة التي تمكنه من اختراق المنطقة بسهولة. وهو ما كشفه رئيس أركان جيش الاحتلال، في محاولة منه لتطمين رؤساء السلطات الاستيطانية هناك.
وفي هذا السياق كان لافتاً تصريح وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز (الذي شغل مناصب عسكرية كبيرة آخرها رئاسة الأركان ما بين الأعوام 1998 و2002)، من أن حزب الله قادر على الدخول إلى الجليل خلال ربع ساعة فقط.
أمّا بالنسبة للردود الإسرائيلية، فإن الكثير من الخبراء العسكريين في الكيان يؤكّدون بأن قوة الرضوان التي يخشونها جداً، لم تتضرر فعلياً من الغارات التي نفذّها الجيش الإسرائيلي ضدها حتى الآن. وقال “طال باري” الخبير في معهد الأبحاث الأمنية “ألما”، إن القدرات العسكرية لقوة الرضوان وحزب الله استمرتا كما كانتا، وما زالتا تشكلان خطراً على مستوطنات الجليل، وهو ما يعي خطورته كل من وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس الأركان هاليفي، وهو ما يستدلّون عليه في تهديداتهم.
_ إخلاء معظم المواقع العسكرية المواجهة والانتقال الى مواقع جغرافية قريبة منها، واستثني من هذا الإجراء بعض المواقع التي لديها حماية عالية تحت أرضية. أما بالنسبة لعمليات المقاومة الهجومية ضد المواقع والتي تتركز على أجهزة الرصد والاستشعار والرادرات والكاميرات، فقد أدّت العمليات الى خسائر مادية فادحة لدى الإسرائيليين، والتي تقدّر بعشرات ملايين الدولارات.
_ منع ظهور الآليات العسكرية بشكل مباشر، واستخدام آليات مدنية للتنقل.
_ في ردّه على عمليات هجوم المقاومة يحرص جيش الاحتلال على عدم خرق قواعد الاشتباك، لأنه يعلم بأن تكاليف خرقها باهظةً جداً عليه. وهو ما فرضته المقاومة خلال الأسابيع الماضية، من خلال ردودها القوية والمتناسبة وإعادتها لمعادلة “المدني بالمدني”، والعمل أيضاً بمعادلة “الكيلومتر بالكيلومتر”، بل إن المقاومة تتجاوز الأسقف في الكثير من الأحيان، ربطاً بمعادلتها الواضحة بأن جبهة لبنان مرتبطة أيضاً بما يجري في قطاع غزة من تطورات ميدانية.
الفترة المقبلة: ستشهد تصعيداً أكبر
مع تطور العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة، وعدم تحديد كيان الاحتلال لأهداف واضحة يريد تحقيقها هناك. من المتوقع أن تشهد جبهة الاحتلال الشمالية، تصاعداً في عمليات المقاومة لناحية نوعية الأهداف والأسلحة المستخدمة، لكي يشكّل ذلك عنصر ضغط لإيقاف العدوان من جهة، ولكي تثبّت معادلات الردع وقواعد الاشتباك من جهة أخرى، ووأد أي محاولات غربية فاشلة لتحقيق مكاسب سياسية في لبنان، تتعارض مع معطيات الميدان.
المصدر: موقع الخنادق