أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني، الشيخ علي دعموش، أنه إذا استأنف العدو عدوانه بعد انقضاء أيام الهدنة، فإن المقاومة في غزة ستعود إلى ميادين المواجهة بقوة أشد وأكثر عزماً وتصميماً، ولن ترضى هذه المرة بأقل من إلحاق هزيمة مدوية بالعدو تفشل معها كل أهدافه ومخططاته.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام جاء كلام الشيخ دعموش خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله اليوم الأحد، للشهيد على طريق القدس أحمد حسن مصطفى في حسينية بلدة حولا الجنوبية.
وقال الشيخ دعموش: إن عملية “طوفان الأقصى” حفرت عميقاً في ذاكرة ووجدان العدو الصهيوني صورة المذلة والمهانة والهزيمة التي لن يمحوها شيء، بينما حفرت عميقاً في قلوب الفلسطينيين والمقاومة والشعوب العربية والاسلامية صورة النصر الآتي بإذن الله على هذا الكيان المحتل.
ورأى الشيخ دعموش أن الحرب على غزة والقصف التدميري والمجازر الجماعية لم تمكّن العدو من تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها للحرب، فهو لم يستطع سحق المقاومة في غزة، ولم يتمكّن من تحرير الأسرى الصهاينة بالقوة، ولم يحمِ مستوطناته من صواريخ المقاومة.
وأضاف: لذلك اضطر للتراجع عن كل اللاءات التي أعلن عنها خلال الأسابيع الأولى من العدوان، وقبل مرغماً بهدنة قابلة للتمديد، وبصفقة تبادل للأسرى وبشروط المقاومة، فهو قال إنه لا يريد هدنة إنسانية، فإذا به يفعل ذلك مرغمًا، وقال إنه لا يريد تفاوضاً حول الأسرى، ففاوض رغمًا عنه وقبل بصفقة تبادل جزئية للأسرى، وقال إنه يريد القضاء على حماس، فإذا به يفاوض حماس ويعقد معها اتفاقًا، وكل هذا يعني أن المقاومة هي التي فرضت شروطها، وأن منطقها وإرادتها هي التي انتصرت في نهاية المطاف، وهذا إنجاز كبير للمقاومة.
كما أكد الشيخ دعموش أن العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلاّ بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة وفي تهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم.
وشدد على أن العدو فشل وسقطت أهدافه بفعل صلابة المقاومة وثبات الشعب الفلسطيني وإصراره على التمسك بأرضه والبقاء فيها مهما كان الثمن، وهذا ما تؤكده المشاهد والمواقف التي رآها العالم وعبّر عنها أهل غزة حينما زحفوا بعد الهدنة نحو مناطقهم وبيوتهم المدمرة، وعبّروا من فوق الركام عن صمودهم وثباتهم في أرضهم.
وأضاف: صحيح أن الصهيوني استطاع أن يقتل حتى الآن أكثر من 20 ألفًا من المدنيين ويجرح عشرات الآلاف من أهل غزة، ويدمر أجزاء واسعة من القطاع، ولكنه لم يستطع قتل روح المقاومة لدى أهل غزة أو أن يكسر إرادتهم، أو ينال من صلابة وعزم المقاومة، فالعدوانية الصهيونية التي لا حدود لها يقابلها قوة واقتدار وثبات المقاومة، والمأساة الكبيرة لدى أهل غزة يقابلها صبر وصمود أهل غزة، ونحن على ثقة ويقين أن نتيجة الثبات والصبر هو النصر في نهاية المطاف بإذن الله.
كما شدد الشيخ دعموش على أنه لا يجوز أن يفلت العدو من العقاب على جرائمه، ويجب أن تتكثف وتتواصل التحركات الدولية الداعية إلى محاسبته ومعاقبته على الجرائم التي ارتكبها في غزة.
واعتبر أن أكبر خطيئة يمكن أن يرتكبها الغرب بحق الإنسانية بعد خطيئة إطلاق يد العدو لقتل أهل غزة، هو تمكين هذا العدو المتوحش من الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
وقال: نحن في حزب الله ساندنا ودعمنا أهل غزة انطلاقا من واجبنا الايماني والوطني والاخلاقي والانساني، وقدمنا أعز شبابنا ومجاهدينا شهداء على طريق القدس ومن أجل لبنان وفلسطين، وكان الهدف هو مؤازرة المقاومة في غزة ما أمكن كي تنتصر، والضغط على العدو ليوقف عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.
ورأى الشيخ دعموش أن المقاومة استطاعت من خلال تصاعد عملياتها كمّاً ونوعاً أن تفرض على العدو حرب استنزاف حقيقيّة ومتواصلة، فشتت قدراته وأجبرته على استقدام 100 ألف جندي ونشرهم على الحدود، وأوقعت الكثير من الإصابات في صفوفه، وفرضت عليه تحريك 50 في المائة من سلاح الجو لهذه الجبهة، وأفرغت حوالى 27 مستوطنة من مستوطنات الشمال من سكانها، وحولتها إلى ساحة صيد لجنوده، وهجّرت أكثر من 70 ألف مستوطن، وأصابت إجراءاته الأمنية وأجهزته التجسسية والفنية على طول الحدود بضربات نوعية وفي الصميم، وهذا كله شكّل ضغطاً على العدو، وخفف عن غزة، وساهم بشكل مؤثر في مسار واتجاه المعركة.
وفي ختام حديثه جدد الشيخ دعموش تأكيده على أن المقاومة ستبقى حاضرة في الميدان تقف بكل قوة وشجاعة وحكمة في مواجهة العدو، ولن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان.