ان لم نكن الأن لن نكون ابداً

ان لم نكن الأن لن نكون ابداً

ان لم نكن الأن لن نكون ابداً

العين برس/ مقالات

احمد الزبيري
أمريكا أوصلت العالم الى حافة الهاوية وهي تعمل على اشعال الصراعات والفتن والحروب في كل العالم والهدف اجبار البشرية على القبول بهيمنتها والخضوع لإرادتها وبلغ غرورها وكبرها وعنجهيتها الذروة وما بعد الذروة الا الانحدار .

ان لم نكن الأن لن نكون ابداً
لن نتحدث عما يحصل في شرق آسيا وبحر الصين والمحيط الهادي وأوكرانيا والبحر الأسود بل سنتحدث عن عنق زجاجة العالم – البحر الأحمر ومضيق باب المندب- والتحركات الامريكية والبريطانية والفرنسية والصهيونية فيه وهذه التحركات لا تتوقف عند وصول السفير فايجن الذي وصل بطائرة شحن عمودية الى عدن وتحديداً المعاشيق في حين كان في هذه المنطقة من خليج عدن تجوب السفن والبوارج وحاملات الطائرات بالقرب من المضيق وفي خليج عدن وعلى امتداد سواحل اليمن وحتى سقطرى المقابلة للقرن الافريقي .

التحالف الغربي لم يعد لديه وقت ولا نّفس للعب بالطريقة القديمة فالأمور تسير بشكل متسارع وهو يريد ان يسيطر على مفاصل التجارة والطاقة التي تبدأ من منطقتنا وتنتهي اليها.. باب المندب في هذا الاتجاه يشل فاعلية قناة السويس ومضيق هرمز والهدف خنق مصنع العالم الصين .. والصين تعيد لذهن أمريكا أيام الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي وعلى أمريكا ان تفكر في وضع الصين آنذاك ووضع الصين اليوم لتعيد حساباتها جيداً .

ليس هذا هو المهم بالنسبة لنا بل ما يجري في جزرنا ومياهنا ومضيقنا وسواحلنا مع ادراكنا اننا جزء من صراع عالمي اصطفافاته بين الخير والشر وهذا يتطلب منا ان نصحى ونفهم ونعي لنكون فاعلين في صنع التاريخ ومستقبل اليمن والمنطقة.

بريطانيا وامريكا تخشى ان يستعيد اليمنيين سيادتهم ووحدتهم واستقلالهم وبكل تأكيد هذا ليس في صالح الاستراتيجية الامريكية ويتناقض مع مخططات بريطانيا القديمة المحدثة.

لعبة الإرهاب مكشوفه والدعاية القديمة ضد الصين لم تعد مقنعة حتى ولو ذهبت ( الجزيرة ) لتتحفنا بحكايات القاعدة الصينية في جيبوتي متناسية ان قطر بكاملها والبحرين قاعدة أمريكية ناهيك عن اكثر من 800 قاعدة تشرف على كل المحيطات والبحار معتبرة ذلك احد وسائلها للسيطرة الاستعمارية وروسيا بوتين تحتفي بالقارة السمراء في قمة سان بطرسبورغ ووزير دفاعها يحضر احتفالات تحرير كوريا الشمالية من الاحتلال الأمريكي .

في ضل هذا كله اليوم اليمن بين خيارين اما ان يستمر في لعبة الصراعات الإقليمية والدولية منشغلاً بصراعات بينية واما ان يكون جزء فاعل من التركيب القادم للنظام الدولي والجرأة والشجاعة بعد التفكير العميق حان وقتها وان لم يكن الان لن نكون ابداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *