استئناف العلاقات السعودية الايرانية مؤشر لافول هيمنة القطب الامريكي الواحد

استئناف العلاقات السعودية الايرانية مؤشر لافول هيمنة القطب الامريكي الواحد.

استئناف العلاقات السعودية الايرانية مؤشر لافول هيمنة القطب الامريكي الواحد

المتتبع للسياسات الامريكية في منطقة الشرق خلال العقود الماضية يدرك أنها قامت على خلق صراعات وتوترات. بين دول المنطقة ساعدها في ذلك وجود أنظمة تتبع سياستها وتدور في فلكهاأضافة الى اختلال توازن القوى العالمية لصالح الهيمنة الامريكية. خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانكفاء السياسة الصينية على معالجة الوضع الداخلي اقتصاديا وسياسيا. وهذا الوضع هيأ الساحة لامريكا لخلق صراعات وحروب.في المنطقة. مستغلة لطبيعة الانظمة القائمة في منطقة الخليج فدأبت على تشجيع النظام العراقي. للدخول في حرب مع ايران. استمرت ثمان سنوات. كان الخاسر الاكبر فيها الشعبين الايراني والعراقي.

والمستفيد الاكبر امريكا واسرائيل. ورغم انتهاء الحرب. بين العراق وايران. الا ان سياسة امريكا في اشعال الحرائق لم تنتهي. فقامت بتشجيع نظام البعث العراقي. على غزو الكويت. من اجل استغلال هذه الذريعة لتواجدها العسكري والسياسي في منطقة الخليج. والتدخل لحماية دول الخليج من تهديد النظام العراقي الذي وصل الى مرحلة الضعف. انذآك ولم يكن بالقوة التي صورتها أمريكا لدول الخليج كفزاعة من أجل امتصاص ثرواتهم النفطية وجعلهم مطية لسياستها القائمة على اشعال الحرائق وخلق الحروب حتى تم القضاء على النظام البعثي في العراق. من قبل أمريكا وحلفائها. وانتهت فزاعة نظام البعث التي ظلت امريكا تستغلها في تخويف دول الخليج لكنها لم تتوقف عن هذه السياسة وانما خلقت فزاعة جديدة لاستمرار تواجدها وهيمنتها على دول المنطقة وخصوصا السعودية والكويت وغيرها من الدول النفطية. هذه الفزاعة الجديدة هي ايران والمد الثوري. وجندت كل الوسائل الاعلامية لشيطنة النظام الايراني في نظر دول وشعوب المنطقة وفي مقدمتها السعودية . مستخدمة الورقة المذهبية. ومحاربة ما يسمى بالارهاب. وغيرها من الوسائل التي تم تمويلها من أموال دول الخليج. واظهار امريكا انها الحامي لهذه الدول. من خطر ايران. وساعد على ذلك غباء هذه الانظمة وسيرها في فلك السياسة الامريكية. التي نجحت في خلق قطيعة كبيرة بين هذه الدول وبين ايران. ليستمر مسلسل استنزاف ثروات هذه الشعوب. لصالح امريكا واسرائيل. باختلاق المزيد من الحروب والتوتر.

كان آخرها اقحام دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والامارات في شن عدوان ظالم على اليمن استمر لثمان سنوات. جنت فيه امريكا ودول الغرب مليارات الدولارات. من خلال بيع الاسلحة وامتصاص ثرواتها على حساب دماء ابناء الشعب اليمني ومقدراته. ولم يكن للسعودية أي مصلحة في هذه الحرب سوى ضخ المزيد من الاموال لبنوك امريكا . وبعد هذه التجارب وصعود التنين الصيني ودخول روسيا في حرب اوكرانيا وفشل الاهداف الامريكية في الضغط على روسيا.من خلال العقوبات الاقتصادية ودعم اوكرانيا بالسلاح والمال. هذا الوضع هيأ الساحة الدولية لتوازنات جديدة في المنطقة والعالم القى بظلاله. على ملفات الشرق الاوسط مماجعل الصين تقود مباحثات وحوارات بين السعوديه وايران. من اجل الحد من التدخلات الامريكية في المنطقة التي تعتاش على الحروب وخلق الصراعات. ويبدو ان النظام السعودي ادرك
الفخ الذي اوقعته. فيه امريكا في حرب اليمن وغيرها من الصراعات التي لاناقة له فيها ولاجمل. ظهر هذا الامر جليا في اعلان استئناف العلاقات بين السعوديه وايران برعاية صينية.

والذي نتمنى ان تتقدم هذه العلاقات الى الافضل. وتساهم في حل القضية اليمنية. وماتعرض له من عدوان غاشم. اكلت الاخضر واليابس وساهمت في. قتل عشرات الالاف من اليمنيين وتدمير مقدراتهم. وتفاقم الوضع الانساني والاقتصادي بشكل كبير. وهذا الامر يحتم على السعودية. حل هذه القضية وتعويض الشعب اليمني. وعدم التدخل في شئونه الداخلية. وهذا لايتحقق الا اذا توافرت النوايا الصادقة للنظام السعودي. في ارساء السلام في المنطقة. وعدم السير في الفلك الامريكي. الذي لايهمه الا تحقيق مصالحه على حساب ثروات وشعوب المنطقة.

فهل يدرك النظام السعودي ان طريق المصالحة مع ايران ومع دول الجوار ستعود عليه وعلى المنطقة بالسلام والتنمية. وهل سيمضي فيها الى النهاية. بعيدا عن الضغوط الامريكية. أم ان عصا امريكا التي اصبحت ضعيفة لازالت تتحكم في السياسة السعودية.
هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة.
بقلم سمير النمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *