أكد مفتي الديار اليمنية – رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، أهمية اضطلاع العلماء بمسؤوليتهم في قول كلمة الحق وعدم كتمان مواقفهم، وما أنزله الله عليهم. مضيفا أن العلماء الذين يتحاشون ذكر ما يجري في غزة وفلسطين من قتل وتجويع وحصار وتدمير، لن يكونوا من أتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام.
جاء ذلك في كلمة خلال مؤتمر علماء اليمن السنوي بعنوان “موقف علماء الأمة تجاه حرب الإبادة والتجويع في غزة ومخطط إسرائيل الكبرى”، نظمته رابطة علماء اليمن بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وبارك للجميع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام، معتبرًا المولد النبوي محطة للتزود بالتقوى، داعياً الجميع بمختلف المذاهب إلى التفاعل الإيجابي مع هذه المناسبة الدينية الجليلة والتحشيد للاحتفاء بها.
وقال العلامة شرف الدين :”أعظم بيان هو كلمة الحق في مواجهة أعداء الله ورسوله والإنسانية والإسلام، ولابد أن نوضح للناس، ما تم تغييبه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الرحمة بالمؤمنين والشدة على الأعداء، كما قال تعالى [محمدُ رسول الله والذين معه أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم]”، وهذا الوصف يجب أن يكون حاضرُ في الواقع”.
وتساءل :”هل طاعة الله ليست مرهونة بطاعة حكام الفجور والفسوق والسكوت؟ حاشى الله كما دجّنت الأمة على مدى عقود، ما كان للعلماء السكوت إزاء ما يجري في غزة وفلسطين، فالعلماء الذين يتحاشون ذكر ما يجري في غزة وفلسطين من قتل وتجويع وحصار وتدمير، لن يكونوا من أتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام”.
وشدد العلامة شرف الدين على دور العلماء في تحريض المؤمنين للجهاد في سبيل الله نصرة للمظلومين ومواجهة الأعداء والمستكبرين والظالمين بقيادة “أمريكا وإسرائيل”، مبيناً أن عالمية الدين الإسلامي الحنيف لن تكون إلا بأمرين؛ الأول قيادة ربانية والآخر رجال كأصحاب رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.
وأشاد بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، المشرف الداعم والمناصر لغزة والقضية الفلسطينية، مثمناً وقوف أبناء اليمن إلى جانب المظلومين والمستضعفين في غزة واستمرار خروجهم المليوني أسبوعياً انطلاقاً من المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية.
وخاطب العلماء بالقول: “العلماء هم روح الأمة، ويجب أن يكونوا حاضرين ولولا الضعف والهوان لما استعلت أمريكا وإسرائيل على الأمة العربية والإسلامية”.
وتابع: “الشدة على اليهود، يجب أن تظهر في القائد والمسؤول والجميع، ولا تقتصر على أحد”، حاثاً على ضرورة تغليب الخلافات المذهبية، وألّا تكون حاجزاً للوقوف مع الحق.
ووجه مفتي الديار اليمنية رسائل مهمة لولاة أمر المسلمين وعلماء اليمن والأمة والمجاهدين في غزة، بأن يتقوا الله ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، والدعوة لنصرة المستضعفين والوقوف في وجه الظالمين والمستكبرين.
وخاطب المقاومة في غزة قائلاً: “موقفكم مشرف، كتب الله أجركم، والتاريخ لن ينسى جهادكم وما قدمتموه من بطولات وتضحيات ولن يضركم المتخاذلون”، مخاطباً متحدث كتائب الشهيد عِزِّ الدِّينِ القَسَّامِ الجناحِ العسكريِّ لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أبو عبيدة بالقول:” إن الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة حاضر معكم وإلى جانبكم وأنتم لستم وحدكم، فالله معكم ونحن إلى جانبكم مهما كانت التضحيات والتحديات”.
كما خاطب علماء الأمة بالقول “نحن خصومكم يوم القيامة نظير صمتكم وسكوتكم عن الجرم الكبير في غزة وتدجينكم الناس لطاعة الحكام المتآمرين”، فيما خاطب ولاة الأمر قائلاً: “أفرحوا قليلاً ولتستهويكم وعود الشيطان، وعما قريب ستعضون أنامل الندم”.
وعبر العلامة شرف الدين، عن الشكر لحضور العلماء ومشاركتهم المؤتمر لتبيين موقف اليمن الحق إزاء غزة وفلسطين، والمؤامرات التي تُحاك ضد الأمة، ملتمسًا العذر من العلماء الذين طلبوا الحديث عما يجري من تطورات، والصدع بكلمة الحق في وجه الأعداء.