في الذكرى السادسة والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية،شهدت طهران وعموم الجمهورية مَسيرات شعبية مليونيةحاشدة، رغم الظروف الجوية الشتوية الصعبة، وصدر عن المَسيرات بيان هام للداخل والخارج، البيان تضمن الماضي والحاضر والمستقبل، مؤكدا
على الكثير، وفي ما يلي نص البيان:-
الحمد والشكر اللامحدود لله الواحد الأحد، الذي جعل الثورة الإسلامية الإيرانية نموذجًا شاملاً للطامحين إلى الحرية والعدالة في العالم، وأحدث تحولًا عميقًا في فضاء الفكر السياسي ومعادلات النظام العالمي ثنائي القطبية، معتمدًا على مرتكزات التوحيد، العدالة، الجمهورية، والإسلامية، مما غير هندسة القوة وقدم قراءة جديدة للشرعية، المقاومة، والحكم في مواجهة هيمنة النظام الاستكباري.
إن الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية هي دليل على استمرار الخطاب الحيوي والمتقدم للثورة الإسلامية، الذي تجلى في إطار العقلانية الدينية، بتوجيه إلهي ورؤية تحليلية للإمام الخميني (قدس سره الشريف)، وبدمج مبتكر بين الخطاب الديني والثوري، ليظهر تحت قيادة الإمام الخامنئي (دام ظله الوارف)، كمنظومة متكاملة من الهويات المتعددة تحت الخطاب الشامل للثورة الإسلامية. واليوم، لم تتخط هذه الثورة الحدود الجغرافية فحسب، بل غيرت أيضًا فضاء الفكر المعاصر، وقدمت نموذجًا فريدًا للحكم الديني، متجذرًا في التراث الإسلامي الغني، ومتفاعلاً مع متطلبات العقلانية وتحولات العصر، لتصبح نقطة ارتكاز قوية في مواجهة النظام الاستكباري العالمي والاستعمار الجديد.
والآن، في الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، ونحن نجدد العهد مع أهداف الإمام الخميني (قدس سره) والإمام الخامنئي (دام ظله)، ونهج الشهداء المشرق للثورة الإسلامية، والدفاع المقدس، وجبهة المقاومة، وشهداء أمن الشعب الإيراني العظيم، خاصة الشهيد الحاج قاسم سليماني، الشهيد السيد حسن نصر الله، والشهيد إسماعيل هنية، نؤكد مرة أخرى بعزم راسخ والتزام بأهداف الثورة الإسلامية، مستلهمين من بيان الخطوة الثانية للثورة، ومجددين البيعة الواعية على طريق بناء الحضارة “من الثورة الإسلامية إلى ثورة المهدي”، وفي ضوء التعاليم الوحيانية، العقلانية الاستراتيجية، والمقاومة النشطة، وبشجاعة وصرخة عالية “الله أكبر، خامنئي القائد”، نعلن مواقفنا التالية:
1- نحن شعب إيران الإسلامي الواعي، ما زلنا نعتبر قضية فلسطين الأولوية الأولى للعالم الإسلامي، ونبارك الانتصار المشرف لجبهة المقاومة وغزة البطلة، وندعم حكم المحكمة الجنائية الدولية (لاهاي) الذي يطالب بإعدام جزار غزة والعصابة الإجرامية للكيان الصهيوني الفاشي. ونعلن دعمنا القاطع لجبهة المقاومة، خاصة فلسطين، حزب الله، وأنصار الله، ونستنكر المخطط الأمريكي الورقي لتغيير خريطة غرب آسيا والعالم، ونرى أن التفاوض مع الحكومة الأمريكية المتغطرسة ليس عاقلًا ولا ذكيًا ولا مشرفا.
2- نحن الشعب الإيراني البطل، نعتبر القوات المسلحة عز إيران الإسلامية، ونؤكد على ضرورة تعزيز الجيش، الحرس الثوري، وقوات الأمن الداخلي في مجالات التسلح، التدريب، الاستعداد القتالي، والدفاع، مع الاعتماد على القدرات المحلية. وندعم تطوير البنى التحتية الدفاعية، الصاروخية، واستراتيجيات الردع، ونطالب المسؤولين باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الأخطاء الحسابية ووهم قوة النظام الاستكباري، وتعزيز الهياكل الأمنية والاستخباراتية لمنع تسلل عملاء العدو المضللين والتيارات المفرقة إلى الهياكل التنفيذية والأمنية للبلاد.
3- نحن المشاركون في هذا المسيرة العظيمة، نؤكد على دور الإعلام الداخلي في عرض الحقائق بشكل صحيح ومواجهة الحرب الإدراكية للعدو، وتوضيح إنجازات الثورة للأجيال الشابة، ومنع تحريف تاريخ الثورة الإسلامية. ونطالب المسؤولين، خاصة الأجهزة الأمنية والقضائية، بالتعامل بحزم مع الذين يعبثون بالأمن النفسي للبلاد، ويتواطؤون مع العدو لتحريف الحقائق، ويسعون لإثارة الفتنة، والخوف، واليأس في المجتمع.
4- نحن المشاركون في هذا المسيرة الملحمية، نرى أن دعم التقدم العلمي والابتكار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة هو مسؤولية الجميع. ونعتبر تعزيز التعاون العلمي والتقني مع دول مختلفة، وتقليل الاعتماد على الغرب، وتنشيط التعبئة العلمية لتحقيق اقتصاد قائم على المعرفة ونمو التقنيات المحلية، ضرورة للتقدم والاقتدار الوطني. لذا، نطالب الحكومة المحترمة بالاستثمار وتهيئة البنى التحتية اللازمة لتطوير هذه المعرفة، التي ستلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد وتوفير فرص العمل للشباب.
“انتهى/ نقلا عن وكالةتسنيم
عبدالله هاشم الذارحي