مناورات واسعة في الساحل الغربي | صنعاءلواشنطن: ممنوع إشغال «جبهة الإسناد»
العين برس/ مقالات
رشيد الحداد
ردّت صنعاء على ترتيبات أميركية لتفجير الوضع في عدد من الجبهات الداخلية، بتنفيذ مناورات عسكرية تكتيكية في الساحل الغربي، حملت اسم «لِيَسوءوا وجوهكم»، في مناطق بحرية وساحلية واسعة. وبحسب موقع الجيش في صنعاء، فإن المناورة التي استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة واختُتمت أمس، «حاكت التصدّي لأربع موجات هجومية افتراضية للعدو على الأراضي اليمنية، بمشاركة متكاملة من سفن وقطع حربية بحرية، تمهيداً لإبرارٍ يتسلل عبر الساحل». وتظهر الصور التي نشرها مركز الإعلام الحربي في صنعاء، أن قوات الأخيرة أدخلت عدداً من الزوارق العسكرية الحديثة إلى الخدمة، بالإضافة إلى أسلحة خاصة بالدفاع الساحلي.
وتزامنت هذه المناورات مع تهديدات أميركية وترتيبات عسكرية من قبل القوى التابعة للإمارات، في الساحل الشرقي غربي تعز. ولذا، فهي حملت عدة رسائل، أهمها أن أي مساعٍ لفتح جبهة إسناد للكيان الإسرائيلي في الساحل الغربي لليمن، ستواجَه بردّ يفوق التوقعات، علماً أن التدريبات جرت جنوب مدينة الحديدة، في بيئات وتضاريس مختلفة، ووفق تكتيكات دفاعية وهجومية حديثة.
وفي هذا السياق، توضح مصادر عسكرية مطّلعة، في حديثها إلى «الأخبار»، أن «الأسلحة التي استُخدمت في المناورات كانت لافتة ومن شأنها أن تفاجئ العدو في حال قيامه بأي حماقة». وبحسب المصادر، فإن الكشف عن هذه التدريبات يؤكد أن قوات صنعاء، بمختلف تشكيلاتها، في «جهوزية كاملة لأي هجوم، وستفاجئ العدو في حال أمعن في تفجير الوضع بهدف إشغالها عن عمليات الإسناد لغزة ولبنان».
لم تفضِ تحركات واشنطن وحلفائها، حتى الآن، إلى أي تأثير على جبهة الإسناد اليمنية
من جهتها، تشير مصادر استخباراتية في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي تحاول خدمة إسرائيل بفتح جبهات إسناد للكيان في عدة جبهات»، لافتةً إلى أنه «تم رصد أكثر من تحرك عسكري في أكثر من جبهة». وألمحت المصادر إلى أن «جبهة الحد الجنوبي للمملكة لن تكون آمنة في حال تم تفجير الوضع عسكرياً»، علماً أن صنعاء كانت قد أكدت، على لسان قيادة وزارة الدفاع في «حكومة التغيير والبناء»، أنها على استعداد لمثل هذه المعركة منذ وقت طويل، وأن هناك نحو 500 ألف مقاتل تمّ تدريبهم وإعدادهم للمشاركة في أي مواجهة عسكرية مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الإسرائيلي والعدو الأميركي وأدواتهما، خلال الأشهر الماضية.
وعلى خط موازٍ، عاد رئيس أركان القوات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، الفريق صغير بن عزيز، من واشنطن، التي زارها أخيراً برفقة قيادات عسكرية موالية للسعودية والإمارات. وتركّزت المباحثات التي أجراها مع المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، وقيادات عسكرية أميركية، حول فتح جبهات إسناد للكيان الإسرائيلي في اليمن، تحت شعار تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر. غير أنّ عودة ابن عزيز لم تكن إلى مأرب كالعادة، بل إلى محور مران الحدودي بين السعودية واليمن،
والواقع ما بين جيزان ومحافظة صعدة، حيث أجرى لقاءات مع قيادات عسكرية تابعة للتحالف، ووجّه برفع حالة الاستعداد العسكري في محور مران. ويشي ذلك بأن خطة التصعيد الأميركية سيتم تنفيذها من محورين؛ الأول، يتمثل بالساحل الغربي جنوب الحديدة، وهو الأهم، ولا سيما أن تهديدات أميركية وصلت إلى صنعاء قبل أكثر من أسبوع بأن واشنطن تسعى لتقويض اتفاق التهدئة العسكري الموقّع برعاية الأمم المتحدة مطلع نيسان 2022، والانقلاب على اتفاق «إستوكهولم» الذي حيّد مدينة الحديدة من الصراع؛ والثاني؛ هو محور مران، حيث يراد فتح جبهات قريبة من محافظة صعدة، معقل حركة «أنصار الله».