هل ستحمي منظومة ثاد الأميركية إسرائيل من صواريخ إيران؟
العين برس/ تقرير
سارة عبيد
تأتي خطوة الولايات المتحدة لإرسال منظومات “ثاد” الدفاعية للعدو الصهيوني في ظل فشل الدفاعات الإسرائيلية على اختلافها أمام صواريخ ومسيّرات محور الجهاد والمقاومة. لقد تلقى العدو العديد من الضربات الموجعة، وآخرها هجمات حزب الله التي استهدفت لواء النخبة غولاني بقاعدة للتدريب بالقرب من بنيامينا جنوبي حيفا. الضربة التي وُصفت بالموجعة والمعقدة واستهدفت اللواء الذي يعد رأس حربة في جيش الاحتلال. وهي تثبت من جديد وبما لا يدع مجالا للشك قدرة المقاومة والمحور على خرق منظومة الدفاع الجوية الاسرائيلية وهشاشة منظومة القبة الحديدية، مما سبب أزمة حقيقية لدى الصهاينة استدعت طلب المساعدة العاجلة مجددا من الولايات المتحدة الأميركية خشية صواريخ المقاومة الإسلامية وحرس الثورة الإسلامية في الرد على أي عدوان إسرائيلي على الجمهورية الاسلامية.
هذه الأزمة لم تبدأ أمس أو قبله، بل كانت تظهر الى العلن كلما نُفذّت عملية عسكرية للمقاومة العراقية أو للقوات اليمنية وتستهدف المستوطنات والقواعد العسكرية والحيوية الإسرائيلية في الاراضي المحتلة، وخصوصا العملية التي استهدفت فيها مسيرة يافا اليمنية العمق الصهيوني في تل أبيب على بعد أمتار قليلة من السفارة الامريكية، دون انذارات، والاخرى التي استهدفه فيها صواريخ فلسطين فرط الصوتية اليمنية العمق المحتل.
وأمام هذا الواقع، أعلنت وزارة الحرب الأميركية اعتزامها نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي المعقد ” ثاد” في الاراضي المحتلة، حيث سترسل نحو مئة من العسكريين الأميركيين لتشغيله، بحجة (عملية الوعد الصادق 2) الرد الصاروخي الإيراني غير المسبوق على انتهاكات العدو الإسرائيلي للسيادة الإيرانية واغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهيد السيد حسن نصر الله والقائد في حرس الثورة الإسلامية العميد عباس نيلوفروشان في بيروت، وثأراً لدماء الأطفال والنساء في غزة الصامدة.
الرد الايراني بيّن القصور الكبير في منظومات الدفاع الإسرائيلية (القبة الحديدية، مقلاع داوود، حيتس) الذي لا يمكن التغاضي عنه، لا سيما بعد تجاوز المسيّرات والصواريخ العراقية واليمنية والإيرانية واللبنانية لها.
غير أن العدو وداعميه لطالما اعتمدوا استراتيجية التقليل من الأعداء، حيث يختزل الخوف من الهجمات الإيرانية المخاوف العميقة من هجمات وعمليات محور المقاومة في المنطقة.
وبالنسبة لـ”ثاد”، فالجيش الأميركي يمتلك 7 بطاريات من هذا النظام المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية وفرط الصوتية، وهو من اكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا، وهو يعتبر مكملًا لنظام باتريوت مع قدرته على حماية مساحة أوسع، حيث يمكنه اعتراض أهداف على مسافات تصل لـ200 كيلومتر.
التقارير الصهيونية أكدت أن نشر هذه المنظومة الدفاعية -على رأس المنظومة الدفاعية الصهيوني متعددة الطبقات- يأتي تحسبًا لتهديدات طهران، بعيد إخفاق منظومات آرو ومقلاع داوود والقبة الحديدية والباتريوت وغيرها في اعتراض كثير من الصواريخ الإيرانية خلال هجومها مطلع أكتوبر الجاري (عملية الوعد الصادق 2).
وبينما لا تستطيع أي من منظومات الدفاع الجوي الصهيونية التصدي للصواريخ فرط الصوتية، فإن نشر واشنطن لمنظومة “ثاد” في الأراضي المحتلة تأكيد على مخاوف البنتاغون من الصواريخ الإيرانية، واليمنية، والعراقية، وقدراتها. في حين يستهدف حزب الله اليوم العمق الصهيوني بصواريخ باليستية للمرة الأولى منذ طوفان الأقصى، وفي ذلك رسالة خطيرة وقوية لتل أبيب.
الصواريخ الايرانية واليمنية واللبنانية، وكما نجحت في إيلام الكيان الاكثر حماية وتحصينا في العالم، لن تمنعها منظومة “ثاد” من نصرة فلسطين كما فعلت على مدار الأعوام الماضية، بل ان الجنود والضباط الأميركيين الذين جاؤوا الى إسرائيل لإدارة وتشغيل هذه المنظومات سيكونون عرضة للخطر لحظة قيام حرس الثورة الإسلامية بالرد على العدوان الإسرائيلي المرتقب على ايران، فايران ليس لديها خطوط حمر تجاه تجاوز حدودها والاعتداء على سيادتها واراضيها من أي دولة في عالم لا سيما من الكيان الإسرائيلي المؤقت ما اكد عليه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
المصدر: موقع الخنادق