الانتقام من المدنيين في لبنان وغزة.. استراتيجية “إسرائيل” بعد الفشل العسكري
العين برس/ مقالات
محمد الكامل
يتواصل العدوان الإسرائيلي في على لبنان مرتكباً العديد من الجرائم والمجازر في بيروت والجنوب، كما هو الحال في فلسطين على مرأى ومسمع من العالم أجمع. وعلى الرغم أن العدو الإسرائيلي يسوق لنفسه أنه حقق جميع أهدافه في عدوانه على لبنان، إلا أنه لايزال مستمر في ارتكاب الجرائم وقتل المدنيين، بل ويوسع رقعة اعتداءاته في لبنان، وصولاً إلى ملاحقة النازحين اللبنانيين، في مختلف المناطق اللبنانية.
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسان أشمر أن المقاومة تعمل على تعزيز التوازن، أو تعزيز عملية الردع بينها وبين العدو الصهيوني، بحيث تقابل المقاومة هذا العدوان بتوسيع دائرة الاستهداف إلى ما بعد حيفا، وما يسميها العدو “تل أبيب” وما اعتادت المقاومة على قصفة من المناطق المختلفة بشكل يومي في السابق.
ويستخف العدو الإسرائيلي بحياة النازحين والمدنيين في لبنان، تحت ذريعة أن هناك شخص ما تم استهدافه، في حالة متكررة يستهدف العدو الصهيوني النازحين والمدنيين في فلسطين المحتلة على مدى العام وبنفس المبررات، بينما حقيقة الأمر أنه يسعى إلى قتل أكبر عدد من الضحايا في لبنان وفلسطين، ونشر الرعب والخوف في أوساط المدنيين والنازحين، لتهجيرهم من الأرض على السواء.
ويصف الدكتور حسان خلال لقاء له على قناة “المسيرة” حجج العدو الصهيوني في مواصلة عدوانه على لبنان بقصف وتدمير البنى السكنية على ساكنيها، واستهداف المدنيين والنازحين بالواهية والواضحة، مشيراً إلى أن القانون الدولي يجرم هذه الأعمال الإجرامية واستهداف المدنيين والنازحين مهما كانت المبررات والحجج.
وينتهج العدو الإسرائيلي هذا الأسلوب كنوع من الضغط والحرب النفسية في رسالة إلى المدن والمناطق التي تستضيف النازحين من الجنوب والبقاع، مفادها: “أنتم أيضاً معرضون للاستهداف”، وهي رسالة تكشف مدى الإجرام الصهيوني، والايغال في القتل، للكيان الاستيطاني، ربيب الولايات المتحدة التي أعطته الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه بحق العرب والفلسطينيين، وهي التي تدعمه بالمال والسلاح، وحركت من أجله حاملات الطائرات، وأرسلت 2000 جندي من مشاة البحرية لتقديم الدعم والإسناد له.
ويرى الدكتور حسان أن المقاومة هي الحل، وعدم التعويل على العالم المنافق الذي كل ما يشغل باله هو النازحين الإسرائيليين إلى شمال فلسطين، متجاهلاً كل الجرائم الصهيونية والابادة الجماعية في لبنان وفلسطين، واستهداف النازحين وتهجيرهم من مناطقهم ومنازلهم.
من جانبه يقول أمين عام الجمعية العربية للعلوم السياسية الدكتور جمال زهران إن الضغط الدولي ينصب حول المغتصبين الإسرائيليين، وأن المؤسسات الدولية همها الأساسي هو حماية المعتدي والمحتل، ولا ينظر حتى لما يحدث في لبنان وفلسطين من قتل وجرائم، على مدى عام كامل، على يد المجرمين الصهاينة المدعومين أمريكياً وغربياً.
ويضيف الدكتور زهران خلال لقاء له على قناة “المسيرة” إن المقاومة صامدة في الميدان، ولا تعير المؤسسات الدولية أي اهتمام، فهم مدركون أن المجتمع الدولي مجرد مؤسسات صورية تصدر قرارتها من أمريكا، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني سيفشل في لبنان كم فشل في فلسطين، وأن محاولات الغرب والصهاينة إلى تحييد حزب الله والمقاومة من المشهد ستفشل بكل تأكيد.
ويشيد بصمود المقاومة التي أثبتت جدارتها على مدار العام، وأن الحل هو في القوة والمقاومة حتى النصر مهما كان حجم التضحيات والخسائر، لافتاً إلى أنه منذ استشهاد الشهيد القائد حسن نصر الله زادت وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة على عكس ما كان يتوقعه العدو الصهيوني.
ويجدد التأكيد على أن المقاومة أثبتت وجودها على الأرض، وأن كل جزء على الأراضي المحتلة أصبحت هدفاً للمقاومة، مضيفاً أن صواريخ المقاومة شملت كل المناطق، في حيفا، وطبريا، وعكا، وصفد، وغيرها من المناطق المحتلة، إلى جانب استهداف القواعد العسكرية الصهيونية.
ويرى أن جرائم الإبادة الجماعية واستهداف المباني المهولة بالسكان، وملاحقة النازحين، ما هي إلا أعمال إرهابية وحرب نفسية بعد فشل العدو في حربه وعدوانه العسكري على لبنان وغزة.
المصدر: المسيرة نت