الاحتلال ينسف عشرات المنازل بجباليا ضمن مخطط تهجير أهل الشمال
العين برس/ فلسطين
في اليوم السابع بعد السنة الأولى من العدوان على غزة، يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ مخطط خطير يأتي في سياق الإبادة المستمرة تحت أنظار العالم كلّه منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر من العام الماضي. فمنذ تسعة أيام تقريباً، يحاول جيش الاحتلال وسط مقاومة شرسة وصمود أسطوري من قبل مجاهدي المقاومة الفلسطينية، فصل شمال القطاع عن مدينة غزة من خلال سيطرة الآليات التابعة له وغطاء الطائرات المسيّرة، وذلك في ظل ارتكابه مجازر وحشية بحق حوالي 100 ألف مدني (تتحدث مصادر عن تراكم الجثث في الطرقات وسط غياب الخدمات الطبية)، ممن رفضوا الانصياع لأوامر الاخلاء التي أصدرها العدو، رافضين ترك منازلهم وتنفيذ مخطط التهجير الذي أعلنت عنه سلطات الاحتلال منذ بداية الحرب، بهدف تحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وقد تحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مخطط للاحتلال، قائلة إن “كل من سيتبقى في شمال قطاع غزة سيكون محاصرا وسيتم تجويعه”، مضيفة أن “الجيش استعد لشن مناورة واسعة شمال غزة بعد توقف مفاوضات صفقة التبادل للضغط على حماس للعودة للمحادثات”. يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مصادر من القطاع أن الاحتلال بدأ بنسف مباني سكنية غرب مخيم جباليا شمالي القطاع، إضافة إلى نسف مباني في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة.
في المقابل، أعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي) اليوم الأحد أن مقاتليها قصفوا بعدد من الصواريخ مدينة عسقلان ومستوطنات غلاف غزة، وهو ما يعكس فشلاً جلياً لدى الاحتلال، بعد عام من الحرب والتدمير الغير مسبوق للقطاع، في تقويض قدرات المقاومة.
كما أكدت السرايا تدمير ناقلة جند صهيونية بتفجير عبوة “ثاقب” تم زرعها مسبقًا، توغلت عند مفترق شارع الرائد مع شارع البحر غرب شمال القطاع.
تطورات العدوان
وفي وقت قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر في القطاع، وصل منها للمستشفيات 52 شهيداً و128 مصاباً خلال 24 ساعة، مشيرة إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان على القطاع إلى 42 ألفا و227 شهيداً و98 ألفا و464 مصاباً، أعلن مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، إسماعيل الثوابتة أن “الاحتلال يرتكب مجازر في محافظات الشمال قتل فيها أكثر من 300 شخص منذ 9 أيام”.
وقال الثوابتة “نحن أمام حرب استئصال إجرامية ينفذها الاحتلال والأميركيون بحق شعبنا”، موضحاً أن “الاحتلال يسعى لتنفيذ مخطط تهجير هو أكبر وأخطر مخطط أميركي إسرائيلي في القرن الـ21”.
وفي هذا الاطار، أشار إلى أن “الاحتلال يعمل على منع وصول الوقود إلى مستشفيات الشمال”، مطالباً “بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الدولية ومحاسبتهم على أفعالهم”.
كما أدان “جرائم القتل والتجويع ومساعي الاحتلال في تدمير المنظومة الصحية في الشمال”، داعياً المجتمع الدولي، وروسيا والصين بالخصوص، إلى التدخل لوقف جرائم الاحتلال.
من جهة ثانية، قالت مصادر إعلامية من داخل القطاع إن “غارة إسرائيلية استهدفت تجمعا للمواطنين غرب مدينة غزة خلفت شهيد وعددا من المصابين”، مشيرة ايضاً إلى وقوع عدد من الإصابات إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبحسب مصادر طبية، فإن عدد الشهداء في القطاع ارتفع إلى 11 شهيداً منذ فجر اليوم جراء القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق عديدة في القطاع.
هذا وقالت مصادر إن 6 مواطنين فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدد آخر إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم البريج وسط القطاع. من جهة ثانية، أفرجت قوات الاحتلال عن 13 أسيراً فلسطينياً من القطاع ونقلوا برفقة الصليب الأحمر الى المستشفى الأوروبي في خانيونس.
وأفادت مصادر محلية أن آليات الاحتلال تتمركز عند بوابة مدرسة حفصة ومدرسة الفالوجة، وتحاصر النازحين، وتطلق الرصاص تجاه ساحات المدارس ما أدّى لإصابة أكثر من 20 شخصاً. وارتقى شهيد إثر استهداف الاحتلال عددا من الأهالي في محيط مفترق عسقولة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وقصفت مدفعية لاحتلال بالتزامن مع إطلاق نار كثيف الأطراف الشرقية لخانيونس. كما دمرت قوات الاحتلال برج شمس قرب مفترق الاتصالات بالفالوجا شمال غزة.
وأصيب ستة مواطنين معظمهم أطفال، في قصف الاحتلال استهدف منزلاً في حي التفاح شمال شرق المدينة.
إلى ذلك، شنّت طائرات الاحتلال غارة إسرائيلية قرب دوار أبو علبة بحي الشيخ رضوان شمالي المدينة. واستشهد ثمانية مواطنين من عائلة واحدة، فجر الأحد، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلهم في النصيرات وسط قطاع غزة.
مقررة أممية: الفلسطينيون يُقتلون في جباليا بقسوة وسادية بأسلحة ودعم غربي
مقررة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز أكدت أن “القوات الإسرائيلية ترتكب الآن مذبحة أخرى في شمال قطاع غزة”، لافتة إلى أن “الفلسطينيون يقتلون في جباليا بقسوة وسادية بأسلحة ودعم غربي”.